اعتبر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب أنّ “أيّ مواجهة مع الجيش أو إطلاق نار عليه هو بمثابة إطلاق النار على بيوتنا”.
وفي كلمته خلال احياء مراسم اليوم العاشر من محرم لهذا العام في مقر المجلس، قال الشيخ الخطيب: ان العنصر الجديد الذي طرأ خلال السنوات الأخيرة على مجريات الصراع مع العدو الإسرائيلي، هو تحوّل لبنان من دولة ضعيفة مستباحة للعدو الإسرائيلي الى دولة قوية قادرة على تحدي هذا العدو وقهر إرادته بفعل المقاومة التي نشأت بعد الغزو الإسرائيلي للبنان، واحتلال عاصمته خلال فترة قصيرة وانهيار القوى التي كانت تمسك بالأرض بسرعة مذهلة.
واضاف: نقطة الضعف التي يتكل عليها العدو هي طبيعة النظام الطائفي الذي يتحكم بالشعب اللبناني، ويرى فيه العدو فرصة في إمكانية الاعتماد على التمكّن من تعطيل أثر المقاومة إن لم يكن انهاؤها ممكناً، كما تبيّن من خلال حرب تموز وذلك بالعمل على تفجير التناقضات الطائفية الداخلية من خلال ممارسة الضغوط الخارجية على الشعب اللبناني، وخصوصاً لجوء القوى الخارجية الى حصار لبنان، مضافاً الى طبيعية النظام الطائفي التحاصصي الذي أوجد الأرضية اللازمة كي يؤثر الحصار أثره الكبير على مجمل الشعب اللبناني، والعمل من خلال حملة إعلامية شرسة وواسعة ممولة من بعض السفارات الغربية، هذه المعاناة لتضليل الرأي العام اللبناني وتحميل المقاومة مسؤولية كل هذه المعاناة، وللضغط على البيئة الحاضنة للمقاومة بإثارة الفوضى في ساحتها الداخلية وتصوير المقاومة بأنها أصبحت عبئاً يجب التخلص منه.
واكد ان “هذه المعركة لن تكون سهلة، فالعدو يستخدم فيها لقمة العيش ورغيف الخبز وكل أسباب الحياة بطريقة شيطانية، بحيث يرى الناظر بأنّ الأسباب هي داخلية، ولكن من ينظر بعين الفاحص الخبير يعلم بأن الذي يديرها ويحرّكها ويمسك بها هو القوى التي تريد سلب لبنان ورقة القوة هذه من يده ويستطيع أن يغيّر موازين القوى، تعود إسرائيل فيها القوة التي تتحكم بالتحولات في المنطقة، وتستطيع أن تفلت من الحبل الممسك بخناقها والذي يكاد يخنقها”.
واشار الى ان “الأمر يتوقف على إرادتكم، على إرادة أهلنا الذين كان لهم الأثر الحقيقي بتغيير موازين القوى حينما دفعوا بأبنائهم الى ساحة المواجهة وأخرجوا العدو الإسرائيلي ذليلاً مهزوماً من أرضهم، وأخرجوا مناطقهم في الجنوب والبقاع الغربي من أن تكون ساحة لتعطيل ما نملكه من قوة وتهيئة هذه المنطقة لتكون جاهزة لتتقبّل الاحتلال، هذا وبوعيكم الكبير أبطلتم مفاعيل هذا السحر والشعوذة، وقلبتم الطاولة وحققتم أعظم انتصار في هذا القرن مع الخلل في موازين القوى بشكل لا يمكن المقايسة وأعتُبرَ معجزة.”
ولفت الى “أننا على يقين من أن أهلنا الذين قدّموا أعزّ أبنائهم شهداء للدفاع عن كرامتهم وشعبهم وبلدهم لن يُخدعوا، وهم يعلمون أن خسارة المقاومة لن تُعيد لهم الأمن والاستقرار، وان الأسباب التي جعلتهم يحملون السلاح ويقفون في وجه العدو لن تتغير عندما تتخلون عن سلاحكم وتصبحون أعداء لها لا سمح الله، بل ستخسرون وجودكم ليس في لبنان بل في المنطقة كلها، فتذكروا أنه حينما كنتم تُهَجّرون من قراكم وتفتقدون الأمن في بلادكم كانت وقفة الامام السيد موسى الصدر الذي دعاكم فيه لحمل السلاح دفاعاً عن أرضكم وقد تخلّت الدولة عن مسؤوليتها في حمايتكم.”
وشدد على أنّ “واجبنا اليوم هو المحافظة على الهدوء والاستقرار الداخلي، وعدم الإخلال بالأمن في ساحتنا الداخلية، وتمكين الجيش اللبناني والقوى الأمنية من مواجهة عصابات السرقة والمخدرات والمندسين لإثارة الفوضى بين الاحياء لإضعاف ساحتنا الداخلية، وإن أيّ مواجهة للجيش أو إطلاق النار عليه هو بمثابة إطلاق النار على بيوتنا وعلى أولادنا لا يجوز السماح به، فعناصر الجيش هم أبناؤكم وهم الى جانب المقاومة حماة الأرض والعرض، وإطلاق النار على الجيش بمثابة إطلاق النار على المقاومة وعلى الشعب اللبناني الذي يمثّل تلاحمهما جميعاً عنصر البقاء لهذا الوطن.”
ورأى انه “يبقى على المسؤولين والقوى السياسية أن يقوموا بأقصى سرعة بتشكيل الحكومة، فكلما أسرعتم بتشكيل الحكومة أكثر كلما كان وضع الحدّ للفوضى والفلتان أسرع، والأخطار المُحدقة بالبلد نتيجة الفوضى وتعريض أمن المواطنين كما رأينا في الأيام السابقة، إضافة الى ازدياد الصعوبات في الحصول على الضروريات من رغيف الخبز الى البنزين والمازوت ومخاطر تخزينها، وندعو الى التعاون مع الجيش اللبناني ومساعدته على كشف أماكنها وإبلاغ الجيش والقوى الأمنية عنها.”
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام