شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش: على انه بالرغم من كل الظروف الصعبة التي تحيط بوطننا وبلدنا يجب ان نعيش الأمل بالفرج والنصر وان لا نيأس بل ان نحسن الظن بالله أولا، وان نثق بقيادتنا ثانيا، وثالثا أن نعمل كجسد واحد وفريق واحد للتغلب على كل الصعاب والازمات.
وقال: خلال خطبة الجمعة التي القاها من على منبر مجمع السيدة زينب في حارة حريك: نحن وانتم في المقاومة كم واجهنا صعوبات وتحديات وتهديدات وحروب في 93 و96 و2006 وتجاوزناها وخرجنا منها منتصرين، ثم بعد ذلك واجهنا العديد فتنا وتحريضا وعدوانا تكفيريا وتفجيرات واتهامات وافتراءات لكن كل ذلك فشل وخرجنا منتصرين ومرفوعي الرؤوس.
وأكد: ان المعادلات التي ارساها انتصار آب 2006 غير قابلة للتغيير، واي محاولة لكسر قواعد الاشتباك من قبل العدو سيقابل برد قاطع وحاسم، والرهان على احداث جزئية او مواقف معترضة لاعاقة عمل المقاومة او لتأليب الناس على المقاومة هو رهان خاطىء، فالمقاومة لا تتوقف ولن تتخلى عن مسؤولياتها في الدفاع عن لبنان وحمايته عند أي اعتداء اسرائيلي جديد.
واوضح: ان احد أهداف العدو في حرب تموز كان تأليب الناس على المقاومة من خلال احداث اكبر حجم من الدمار والخراب للبيوت والممتلكات والبنى التحتية، ولكنه فشل في تحقيق هذا الهدف، وجاء الرد من مجتمع المقاومة انه مهما دمرتم او قتلتم فلن نخلي الساحة ولن نتخلى عن المقاومة.
واضاف: بعدما فشلوا ويأسوا ولم ينجحوا في محاصرة حزب الله والقضاء على المقاومة، لجأوا إلى استراتيجية الضغوط الاقتصادية والمالية والمعيشية، ولكن هذه الاستراتيجية ستصطدم مرة جديدة باستراتيجية الثبات والصمود والصبر والارادة القوية والعزيمة الراسخة التي يمتلكها اهلنا وشعبنا .
وراى: انه اذا كان الهدف من حملات التحريض والاتهام والتشويه والافتراء التي تساق اليوم ضد المقاومة في الداخل وفي الخارج هو ان نخلي الساحة لاميركا وادواتها في لبنان لاعادة السيطرة على لبنان وتحقيق الاهداف الامريكية الاسرائيلية فيه، فهم واهمون وخائبون، فنحن ورجالنا ونسائنا وابناؤنا وشبابنا ومجاهدونا ومقاومتنا سنبقى في هذه الساحة نواجه الغطرسة الامريكية والاسرائيلية وعملائهم في الداخل وسننتصر في هذه المواجهة ونتغلب على كل الصعاب كما انتصرنا في كل المواجهات السابقة.
نص الخطبة
قال تعالى: { وَقَالَ الْمَلاَُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأرضِ وَيَذَرَكَ وَءالِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَآءهُمْ وَنَسْتَحْيِـى نِسَآءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ* قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُواْ بِاللَّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ للَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ* قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأرضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ}(127ـ129). } الأعراف: 127-128.
هذه الاية واردة في سياق التهديدات التي كان يطلقها فرعون ضد قوم موسى من اجل الضغط عليهم ليتخلوا عن ايمانهم وقضيتهم وخياراتهم واتباعهم لموسى، التهديد بقتل ابنائهم وأسر نسائهم حتى لا يقوى احد على المواجهة وحمل السلاح، فوقف موسى ليشدّ من عزيمتهم، وليقوي إيمانهم بالله، وليبعث فيهم روح الصبر والثبات، وليفتح لهم نوافذ الأمل وأبواب الرجاء… {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُواْ بِاللَّهِ وَاصْبِرُواْ} قال: لا تضعفوا امام تهديدات فرعون ولا تخافوا ولا تستسلموا لخياراته، اذا اردتم ان تحافظوا على ايمانكم وعلى حريتكم وعلى كرامتكم وعلى استقلالكم بان لا تكونوا عبيدا لفرعون وللطغاة والمستكبرين، بان لا تكونوا خاضعين ومسحوقين امامهم، اذا اردتم ان تكونوا اسيادا على انفسكم وعلى بلدانكم وان لا تخضعوا لهيمنة الاستكبار، فان عليكم ان تلجأوا الى الله وتستمدوا القوة من الله وتتوكلوا على الله، وان تصبروا وتتحملوا الضغوط والحصار والعقوبات والتهديد والتحريض والتشويه والاتهامات .. لتصلوا الى اهدافكم وتحصلوا على الراحة والطمائنينة ووالامن والسلامة والاستقرار، فإن الوصول إلى الغايات والاهداف التي يسعى إليها الإنسان في كل مرحلة؛ محفوف بالمشاكل والتحديات والآلام، فلا بد من الصبر لمواجهة ذلك ، فلا ينبغي ان تشعروا بالياس والاحباط أمام المرحلة الحاضرة، لتعتبروها خاتمة المطاف او نهاية الطريق او انها القدر الذي لا مفر منه، بل ينبغي ان تتطلعوا للمستقبل وتعيشوا الامل بالفرج والنصر، والفرج والنصر في مواجهة الاعداء وضغوطاتهم وحصارهم وعقوباتهم لا يأتي بالتمني والانفعال والشعارات والكلمات والصراخ ولكن بالوعي والتخطيط وتحمل الصعاب والمشاق وبالمواقف التي تواجه التحديات بروح العزيمة والقوة، وبإرادة الإيمان والعمل بصدق وإخلاص، وبالجهاد والمقاومة وتقديم التضحيات.
اما الاعداء الذين يحاصرونكم ويهددونكم ويتوعدونكم ويفرضون عليكم خياراتهم ويحاولون فرض الهيمنة والسيطرة على بلدكم فهم الى زوال سيصبحون من الماضي كما اصبح الذين من قبلهم من الطغاة والمستكبرين من الماضي، وسيزولون كما زال غيرهم ـ عاجلاً أو آجلاً ـ ويبقى الأمر كله لله… والله وعد المؤمنين ان يمكنهم في الارض ليحكموا العالم ولا خلف لوعده {إِنَّ الأَرْضَ للَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} الذين يجسّدون إرادة الله في إصلاح الحياة
فالله يريد من المؤمنين أن يلتزموا التقوى في حياتهم، وان يثقوا بوعد الله ويحسنوا الظن بالله وان يلجؤوا الى الله في اوقات الشدة والضيق وكثرة الاعداء ، وان لا يياسوا ولا يحبطوا امام الضغوط والازمات والتحريض والتهويل السياسي والاعلامي وامام الحصار والعقوبات والاتهامات والافتراءات بل ان يعيشوا الامل وان ينتظروا الفرج وهذا الامل هو ما زرعه موسى في قلوب قومه {قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ} كما أهلك الطغاة من قبله بالطريقة المباشرة أو غير المباشرة، فقد أعدّ الله للطغاة مصيراً لا يستطيعون الهروب منه، ولكنّ لكلّ شيءٍ وقته، فليكن أملنا بالله كبيراً، ونحن نعمل في سبيل تهيئة الظروف التي تتحقق فيها إرادته بالنصر. }وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأرضِ}، فقد وعد الله المستضعفين أن يستخلفهم في الأرض، والله لا يخلف وعده، ولكنّ قضية الاستخلاف في الأرض ليست امتيازاً لأحد، بل هي مسؤولية كبيرة لتغيير الواقع وبناء الحياة على الأسس الإيمانية التي تُصلحُ أمر البلاد والعباد، بعيداً عن الفساد والسياسات الخاطئة التي تفسد حياة الناس.
إن العبرة من قضية موسى هي ان نتمسك بالامل عندما نواجه التحديات وان لا نياس وان نتطلع للمستقبل. فالله سبحانه مهما اشتدت االصعاب يفتح نوافذ الفرج امام المتقين والمؤمنين.
وهناك تاكيد الهي على ان الفرج يواكب الضيق والشدة حيث يقول تعالى (ان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا) دائما اذا كانت هناك ابواب مقفلة في وجه الانسان هناك افاق للحل والمعالجة، ودائما مسار الازمات والمشاكل وانسداد الافق يرافقه مسار للفرج والخروج من الازمات .
فالله سبحانه وتعالى يريدنا ويحثّنا أن نعيش على أمل أن ننتظر الخير والفرج ويعدنا الخير والفرج، وإن كان يبتلينا ونحن في طريق الوصول إلى الخير والفرج بانواع البلاء، يقول تعالى (سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) (الطلاق/ 7). ويقول فيايةاخرى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) (الطلاق/ 2-3).
في دعاء الامام المهدي(ع): «يا مَنْ إذا تَضايَقَتِ الأُمورُ فَتَحَ لها (لنا) باباً لمْ تَذْهَبْ إلَيْهِ الأوهامُ، فَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْتَحْ لأُموري المُتَضايِقةِ باباً لمْ يَذْهَبْ إليْهِ وَهْمٌ يا أرحَمَ الرَّاحِمين».
لذلك لا بد ان يبقى لنا امل بالفرج والنصر والتغلب على التحديات والمشاكل والتوصل الى حل للازمات مهما كبرت ومهما تعاظمت ، فلا ينبغي ان يكون هناك مكان للياس في صفوفنا وفي مسيرتن.
المؤمن لا ييأس؛ لأنّه يعيش بفضل الله ورحمته وقدرته سبحانه وتعالى، ويلجأ الى الله عندما تشتد عليه الازمات ولا يستسلم للواقع، بل يتحرك ويعمل ويسعى ويخطط وينتج ويبتكر الحلول لان الامل بالفرج والنصر يلازمه ويرافقه.
نحن مع كل الظروف الصعبة التي تحيط بوطننا وبلدنا يجب ان نعيش الامل بالفرج، ان لا نيأس، بل ان نحسن الظن بالله أولا، وان نثق بقيادتنا ثانيا، وثالثا: أن نعمل كجسد واحد وفريق واحد للتغلب على كل الصعاب.
نحن وانتم في المقاومة كم واجهنا من صعوبات وتحديات وتهديدات وحروب في 93 و96 و2006 وتجاوزناها وخرجنا منتصرين. ثم بعد ذلك واجهنا فتنا وتحريضا وعدوانا تكفيريا وتفجيرات واتهامات وافتراءات لكن كل ذلك فشل وخرجنا منتصرين ومرفوعي الرؤوس.
المعادلات التي ارساها انتصار اب 2006 غير قابلة للتغيير واي محاولة لكسر قواعد الاشتباك من قبل العدو سيقابل برد قاطع وحاسم والرهان على احداث جزئية او مواقف معترضة لاعاقة عمل المقاومة او لتأليب الناس على المقاومة هو رهان خاطىء، فالمقاومة لا تتوقف ولن تتخلى عن مسؤولياتها في الدفاع عن لبنان وحمابة لبنان عنداي اعتداء اسرائيلي جديد.
في حرب تموز كان احد أهداف العدو هو تأليب الناس على المقاومة من خلال احداث اكبر حجم من الدمار والخراب للبيوت والممتلكات والبنى التحتية ولكنه فشل في تحقيق هذا الهدف وجاء الرد من مجتمع المقاومة مهما دمرتم او قتلتم لن نخلي الساحة ولن نتخلى عن المقاومة.
وبعدما فشلوا ويأسوا ولم ينجحوا في محاصرة حزب الله والقضاء على المقاومة لجأوا إلى استراتيجية الضغوط الاقتصادية والمالية والمعيشية ولكن .هذه الاستراتيجية ستصطدم مرة جديدة باستراتيجية الثبات والصمود والصبر والارادة القوية والعزيمة الراسخة التي يمتلكها اهلنا وشعبنا .
اذا كان الهدف من حملات التحريض والاتهام والتشويه والافتراء التي تساق ضد المقاومة اليوم في الداخل وفي الخارج هو ان نخلي الساحة لاميركا وادواتها في لبنان لاعادة السيطرة على لبنان وتحقيق الاهداف الامريكية الاسرائيلية في لبنان فهم واهمون وخائبون فنحن ورجالنا ونسائنا وابناؤنا وشبابنا ومجاهدونا ومقاومتنا سنبقى في هذه الساحة نواجه الغطرسة الامريكية والاسرائيلية وعملائهم في الداخل وسننتصر في هذه المواجهة ونتغلب على كل الصعاب كما انتصرنا في كل المواجهات السابقة.
ونحن في حزب الله لن نتخلى عن اهلنا وشعبنا قمنا وسنقوم بكل جهد ممكن للتخفيف من تداعيات الازمة المعيشية التي نمر بها سواء بشكل مباشر او عبر وزارات ومؤسسات الدولة، ونحن عند وعدنا بالاتيان بالنفط من الجمهورية الاسلامية في وقت قريب جدا انشالله لكن مسؤولية معالجة الازمات هي من مسؤولية الدولة ولذلك كانت اولويتنا تشكيل حكومة جديدة لتقوم بهذه المسؤولية.
المصدر: بريد الموقع