يتم توليد الأغاريد فوق الصوتية التي تطلقها القطط والفئران للفت انتباه الجنس الآخر بواسطة الآلة نفسها التي تجعل المحركات النفاثة تطلق صفيرا بموجات التردد العالي. جاء ذلك في مقال نشرته مجلة “Biology Current” البيولوجية.
وقال الباحث كوين ألمانس من جامعة الدانمرك الجنوبية:” اتضح لنا أن الفئران تطلق إشارات فوق صوتية بطريقة فريدة بالنسبة إلى الحيوانات الأخرى، إذ أنها لا تستخدم الحبال الصوتية بل تجعل تيار الهواء المنطلق من رئتيها يضرب الحنجرة من داخلها، ما يؤدي إلى إطلاق صفير فوق صوتي.
وأوضح الباحث أن ما يشبه ذلك يحدث داخل المحركات النفاثة عند تشغيلها وبعد إقلاع الطائرة عندما يمكن أن يسمع المرء الواقف بالقرب منها أن يسمع صفيرا يشبه العواء.
وفوجئ العلماء بهذا الاكتشاف إذ أنهم كانوا يعتقدون بدايةً أن الأغاريد فوق الصوتية تنشأ لدى الفئران نتيجة اهتزازات تحدث في حبالها الصوتية على غرار إبريق الشاي ذي الصُفَّيرة. إلا أن تلك الفرضية انتفت بعد أن أجرى العلماء عملية جراحية لفأر بغية قطع غضروف (epiglottic) الحنجرة الذي باعتقادهم يتحمل المسؤولية عن إطلاق الصفير. فظهر أن الفأر يستمر في الغناء. فيما أسفر قطع الغضروف الخلوي الذي لم يكن يلعب أي دور حسب العلماء في إطلاق الأصوات عن جعل الفأر أبكم .
ودلت التجارب اللاحقة على أن هذا الغضروف يلعب دورا محوريا في توليد الأصوات. ويمكن للفأر أن يتحكم في قوتها وترددها بتغيير سرعة الهواء المار عبر الحنجرة.
وافترض العلماء أن مثل هذه الآلة تستخدمها ثدييات أخرى مثل الخفافيش التي بحاجة إلى إشارات فوق صوتية للتوجه في المكان خلال الليل.