قد لا يسمع كثيرون عن مدينة ينشوان في حياتهم، لكن هذه المدينة الصينية قد تصبح بمثابة “نموذج” المدينة الذكية لعشرات المدن الصينية الأخرى في المستقبل.
في هذه المدينة الذكية، يدفع السكان المال باستخدام وجوههم بدلاً من البطاقات الائتمانية. وعلى سبيل المثال، اُستبدلت صناديق التذاكر في حافلات المدينة بأجهزة لمسح الوجه. ومثلما تفتح بصمة الإصبع هاتفاً محمولاً، ترتبط وجوه الركاب بحساباتهم المصرفية. وتُوجد داخل ينشوان مدينة صغيرة أخرى تسمى “مشروع المجتمع الذكي”، وهي بمثابة مختبر حي. وتوجد في شوارعها حاويات قمامة تعمل على الطاقة الشمسية وتضغط القمامة بداخلها لزيادة قدرتها الاستيعابية بمعدل خمس مرات. وفي ينشوان، أصبح التبضّع لحاجيات المنزل أمراً من الماضي، إذ يستطيع السكان طلب الطعام عن طريق تطبيق على هواتفهم، والذهاب لاستلامه من برادات مركزية ذكية.
وترحّب صور ثلاثية الأبعاد بالمواطنين الراغبين بزيارة مبنى البلدية، الذي تغطي جدرانه من الداخل رموز استجابة سريعة يمكن مسحها باستخدام الهاتف المحمول للحصول على إجابات سريعة على الأسئلة الشائعة بدون الانتظار في طوابير. ولتجنّب الازدحام في المستشفيات، يمكن للمرضى التواصل مع الأطباء عن طريق بوابة إلكترونية يمكن من خلالها إرسال وصفات طبية وعلاجات.
ومدينة ينشوان هي واحدة من بين حوالي 200 مدينة أخرى تعمل عليها الصين كمشروع مدينة ذكية، في ظل مساعي الحكومة لنقل 250 مليون مواطن من المناطق الريفية إلى المدن والبلدات بحلول العام 2050، ما يزيد الحاجة إلى جعل مناطق المدنية أكثر فعالية لتحمّل تدفّق السكان.
والسبب في اختيار ينشوان يتمثل بأنها مدينة صغيرة بتعداد سكاني لا يتجاوز المليون ونصف، ما يجعلها أكثر مرونة للتأقلم مع التقنيات الجديدة، ولكن، تعتمد المدن الذكية على مشاركة الكثير من المعلومات الطبية والمادية بشفافية، ما قد يهدد خصوصية كل مواطن.