رغمَ صخَبِ الزياراتِ والمواقفِ الخارجيةِ والتصريحات، لم يعد على ما يبدو لدى السياسيين – وهم مجمعين – إلا التمسكُ بالمسعى الداخلي لعلَّه يكونُ خشبةَ الخلاص، ومُنطلقُه طروحاتُ الرئيس نبيه بري .
فاللبنانيونَ لم يعودوا يملكونَ ترفَ الوقت، ولا مفرَّ من التفاهم، كما حَسمت كتلةُ الوفاءِ للمقاومةِ بعدَ اجتماعِها الاسبوعي ، مضيفةً انه لا يَصُحُّ لاحدٍ ان يتوهمَ في نفسِه او في جماعتِه القدرةَ على اخذِ البلادِ وحدَه حيثُ يشاء، ولن يكونَ في مقدورِ فريقٍ ان يصوغَ معادلةً في الحكومةِ تكرسُ تحكُّمَهُ في قراراتِها .
مواقفُ واضحةٌ لكتلة الوفاءِ لعلها تُحفِّزُ المتكتلينَ فوقَ اسقفِهم العالية، وتُقنعُهم بأنَّه ما هكذا توردُ الابل ..
على خطٍّ موازٍ كانَ ما اوردَه رئيسُ الجمهوريةِ العماد ميشال عون في اطلالتِه امسِ واضحَ الخشيةِ على التحقيقِ الجنائي، ويؤكدُ – وهو المطَّلعُ على تفاصيلِ المباحثاتِ المتعلقةِ بالتحقيق – أنَ مواعيدَ عُرقوبَ التي طالما حَدَّدَها المصرفُ المركزيُ وجدَّدَها مؤخراً قد تُعَجِّزَ الشركةَ المعنيةَ بالتدقيقِ الى حدِّ تيئيسِها ثُم تطفيشِها..
في مسلسلِ الازماتِ ما زالَ الغيابُ المتقطعُ للبانزين عن محطاتِ التوزيعِ يُربكُ المواطنين، فيما كمياتٌ كبيرةٌ منه حبيسةُ خزاناتِ المحتكرين. هكذا يقولُ العارفونَ الذين يُعيدونَ السببَ الى الجشعِ وغيابِ الرقابة. فالمستوردونَ يحجبونَه عن المستهلكِ بانتظارِ رفعِ الدعم ِوغلاءِ الاسعار، والمعنيونَ من وزاراتٍ واجهزةٍ معنيةٍ مُصرونَ على البقاءِ في غيرِ مكان ..
المصدر: قناة المنار