عند ظهور فيروس كورونا المستجّد قبل أزيد من عام، اكتشف الأطباء أن جلّ المصابين يعانون من فقدان حاستي الشم والذوق، ولدى العديد منهم لم تختف هذه العوارض بعد الشفاء من المرض.
وفي حقيقة الأمر فقدان حاستي الشم والتذوق على وجه التحديد ليست نتاجا عن الإصابة بالفيروس التاجي فحسب، فحتى عند الإصابة بنزلة برد قوية يمكن للمرء مواجهة الشيء ذاته. بيد أن الأمر يختلف مع فيروس كورونا.
صحيح أن أكثرية الأشخاص الذين يفقدون حاستي الشم والتذوق بسبب الفيروس التاجي يستعيدونها في غضون ثلاثة أسابيع إلى أربعة، لكن قد “تستمر هذه الحالات أشهرا لدى ما بين 10 إلى 15 بالمائة”، وفق الأخصائية النفسية في جامعة تمبل في فيلادلفيا فالنتينا بارما والعضو في كونسورسيوم دولي للباحثين تشكل في بداية الجائحة لتحليل هذه المشكلة.
وباتت هذه الاضطرابات تطاول ما لا يقل عن مليوني شخص في الولايات المتحدة وأكثر من عشرة ملايين في العالم، كما صرحت بارما اليوم الاثنين (29 مارس / آذار 2021).
ويُنظر غالبا إلى حاستي الشم والتذوق على أنهما أقل أهمية من البصر أو السمع. ورغم كونهما أساسيتين في العلاقات الاجتماعية “إذ يحصل اختيار شركائنا جزئيا على أساس رائحتهم”، ينظر الأطباء في أكثر الأحيان إلى أن فقدانهما أقل خطورة من تبعات أخرى لما بات يُعرف بـ”كوفيد طويل الأمد”.
في جامعة دريسدن الطبية بالقسم المتخصص بحاستي الشم والذوق عكف الأطباء على البحث عن طرق تساعد المريض على استرجاع حواسه. وقد توصلوا إلى عملية ترويض تعمل على تنشيط الظهارة الشمية.
ويشرح رئيس قسم أمراض الأذن والأنف والحنجرة في الجامعة الألمانية، الدكتور توماس هومل، لمجلة “فارماسويتكر تسايتونغ” الطبية آليات هذه العملية قائلا: “يتوجب على المرضى كلّ صباح ومساء لمدة ثلاثين ثانية تباعاً شمّ أربعة أنواع من المواد المختلفة. ويجب مواصلة هذه ـ الحصص التدريبيةـ بانتظام على الأقل أربعة أشهر. وقد يستمر الأمر أحيانا إلى إلى تسعة أشهر”.
بيد أن الطبيب الألماني يحذر من أن هذه الطريقة لا تصلح إلا للأشخاص الذين يعانون لمدة طويلة من فقدان حاستي الشم والذوق. وفي ذات الوقت، يشدد الدكتور هومل من جامعة دريسدن على أن طريقة العلاج هذه لا بد أن يسبقها زيارة إلى الطبيب المختص سواء طبيب الأذن والأنف والحنجرة، أو طبيب الأعصاب.
ويذكر أن أسباب فقدان هاتين الحاستين عديدة ومتشعبة، وبالتالي لا بد من تشخيص متكامل للحالة.
المصدر: dw.com