أعلنت كتلة الوفاء للمقاومة، ان “تشكيل الحكومة يمثل البديل الوطني عن الفوضى السائدة حالياً والتي تتهدد الجميع، وذلك بعدما ادرك الشعب خطورة الانهيار الشامل”.
وفي بيان تلاه النائب حسن عز الدين بعد اجتماع الكتلة، شددت على “أهمية تذليل العقبات أمام تشكيل الحكومة رغم النتيجة الصادمة التي نتجت عن اجتماع بعبدا”، معربة عن “الارتياح الكبير لنتائج زيارة وفد من الكتلة الى موسكو في الايام الماضية، فهذه الزيارة حققت اهدافها المرجوة وأسست لتثمير ما تم انجازه لفتح افاق جديدة لمزيد من الانجازات، وبطبيعة الحال ستسهم في كبح التدخلات الاميركية في ملفات المنطقة وسياسات الهيمنة”.
ولفتت الى ان “حكم البلاد يتطلب تعاوناً شفافاً بين الرؤساء ما من شأنه أن يطيل عمر الحكومات، والإعتماد على الدعم الخارجي لا يكفي لإطالة عمر أي حكومة، وبناءً عليه نطلب من الجميع مراعاة أصول الحكم”.
وفي ما يلي نص البيان كاملاً:
عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك، وذلك بعد ظهر اليوم الأربعاء تاريخ 24-3-2021، برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها.
تطورات الوضع اللبناني والإقليمي وما أسفرت عنه زيارة وفد حزب الله إلى موسكو من نتائج، كانت مواضيع البحث في جلسة الكتلة اليوم التي انعقدت بُعيد كلمة الفصل التي أطلّ بها سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وحدد فيها المواقف الوازنة التي تطرح المخارج المناسبة للأزمة الراهنة ومتفرعاتها التي تتصل بتشكيل الحكومة، وبتفلت سعر صرف الدولار، وبقطع الطرقات بين المناطق.
ومع حلول شهر شعبان تدعو الكتلة للتفاعل الإيجابي ومناسباته المباركة الغنيّة بالمضامين الإنسانية والتغييريّة، فإنها تتوجه بأسمى التهاني في ذكرى مولد السادة الأطهار الإمام الحسين (ع) والإمام علي زين العابدين (ع)، وحامل لواء الحسين في كربلاء أبي الفضل العباس (ع) الذي تم اختيار يوم مولده ليكون مناسبة ليوم جريح المقاومة الإسلامية وما يكتنزه من أبعاد ودلالات.
وعلى بعد أيام قليلة من ذكرى مولد الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، تتقدم الكتلة من كل المؤمنين في لبنان والعالم بأطيب الأماني والتبريكات سائلة المولى عز وجل النصر والتمكين لمسيرة إحقاق الحق وإقامة العدل وإزالة الظلم والاقتصاص من المجرمين والظالمين والعابثين في الأرض فساداً وإرهاباً وبغياً واحتلالاً.
ولكل الأمهات والمعلمين في عيديهم المتزامنين مع اطلالة فصل الربيع من كل عام، ترفع الكتلة أجمل التبريكات والوفاء للدور الذي يقومان به على صعيد تربية الأجيال ورعايتها وزرع الأحاسيس الإنسانية النبيلة والمعارف والعلوم النافعة للبشرية في مختلف مراحل تطورها.
وإثر انتهاء المداولات خلصت الكتلة إلى ما يأتي:
1 – تعتبر الكتلة أن كلمة سماحة الأمين العام لحزب الله في يوم الجريح المقاوم وما تضمنته من مواقف ترسم سبل الخروج من الأزمة اللبنانية، وتنهي المأزق الحكومي الذي تعاني منه البلاد، وتعالج الفلتان الذي يعبث بسعر صرف الدولار ويضع حدّاً لقطع الطرقات المربك للناس ولتنقلاتهم بين المناطق، وترى الكتلة أن تشكيل الحكومة يمثل البديل الوطني عن الفوضى التي تتهدد الجميع، خصوصاً بعدما بات اللبنانيون يدركون مخاطر الانهيار الشامل وأهمية وجود حكومة تقوم بواجباتها وتحول دون وقوع الانهيار وتؤكد الكتلة أنه رغم النتيجة الصادمة للبنانيين، والتي انتهى إليها اجتماع بعبدا يوم الإثنين الماضي إلا أنّ الإصرار على ولادة الحكومة وتذليل العقبات أمامها، يبقى هو المسار الصحيح الذي ليس له بديل.
2 – تعرب الكتلة عن جزيل شكرها لقيادة الاتحاد الروسي على الحفاوة والاهتمام بوفد حزب الله الذي لبى برئاسة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة وعضوية مسؤول العلاقات العربية والدولية في حزب الله مع إخوة آخرين دعوة وزارة الخارجية الروسية للتباحث في آخر تطورات الوضع في لبنان والمنطقة وآفاق التعاون المشترك على مختلف المستويات.
وترى الكتلة بعد الاطلاع من رئيسها حول مجريات مباحثات موسكو والأصداء التي واكبتها، أن هذه الزيارة تكلّلت بالنجاح وحققت أهدافها وتوّجت سنوات من التعاون والتنسيق الميداني في مجال مكافحة الإرهاب التكفيري الذي غزا سوريا وكاد يهدد أمن واستقرار لبنان. وكذلك فقد أسست هذه الزيارة لتثمير ما تم إنجازه ولفتح آفاق جديدة من شأنها تحقيق المزيد من الإنجازات وصون المصالح الثنائية المشتركة، كما أنها ستسهم في كبح غلواء التفرد الأمريكي في مقاربة ملفات المنطقة والحؤول دون الارتدادات السلبية لسياستا الهيمنة والتسلط على مصالح منطقتنا وشعوبها الناهضة.
3 – إن حكم البلاد يتطلب تعاوناً شفافاً بين الرؤساء في بلدنا، وفق النصوص الدستورية من جهة والمرونة التي تقتضيها الإدارة لتحقيق إنجازات من جهة أخرى.. وإن مراعاة هذين الأمرين معاً، من شأنها أن تطيل عمر الحكومات بحسب استقراء تجارب الحكومات السابقة. كما أن الاستناد إلى الصداقات الدولية والإقليمية والاعتماد على الدعم الخارجي، فإنهما لوحدهما ومن دون مراعاة الدستور والقوانين المرعية الإجراء والمرونة المطلوبة في إدارة شؤون الحكم، لا يكفيان لإطالة عمر أي حكومة وبناء عليه فإننا ندعو الجميع إلى اعتماد الأصول والواقعية في مقاربة أي شأن من شؤون الحكم والإدارة لأن في ذلك سر النجاح والتوفيق.
4 – إن المنطقة من حولنا تتهيأ لترتيبات جديدة تتنافس دول كبرى وإقليمية على صياغتها وفقاً لمقتضيات مصالحها وما يخدم سياساتها المرحلية المعتمدة، وإن الدول الضعيفة والتائهة في المنطقة يجري في الأغلب تحميلها الخسائر أكثر من غيرها في هذا السياق.
ومن هنا فإن الإسراع في تشكيل الحكومة يوفر على لبنان الكثير من الخسائر التي يمكن أن تفرض عليه في ظل غياب حكومة قادرة على الدفاع عن حقوقه ومصالحه.
وبناء عليه فإن الحكومة التي تحظى بأوسع ثقة بها في المجلس النيابي هي الحكومة التي يعوّل عليها لحماية سيادة لبنان وتوظيف العلاقات الدولية والإقليمية لدفع الأضرار عنه فضلاً عن تحقيق المكاسب والمنافع.
المصدر: موقع المنار