في خطابه الاخير في يوم الجريح قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله: … الحروب الاسرائيلية على لبنان ايضا من الاسباب، التي سبّبت دمارا وشهداء وجرحى وتعطيل الاقتصاد وضرب المنشآت، الحروب قبل الـ 82 مروراً بالـ 82 وصولا للـ 2006، الاحتلال الاسرائيلي لاجزاء من الجنوب والبقاع الغربي لعقود من الزمن وتبعاته على لبنان هذا ايضا من الاسباب، وللاسف الشديد البعض يريد ان يُحمّل التبعات هنا للمقاومة، اي انه من المسؤول؟ ليس الذي احتل البلد، ودمر البلد، وقصف البلد، وارتكب مجازر في البلد، وقتل الناس، وعطل واحتل قرى ومدن، وهدد بشكل دائم، ومنع الامن والاستقرار حتى عطل الاستثمارات الداخلية والخارجية، أليس العدو المرتكب هو المسؤول، الذي قاوم ودافع وحرّر هو المسؤول عن هذه التبعات الاقتصادية، هذا تجنّ وهذا ظلم. اذاً الحروب الاسرائيلية المتعاقبة، الاحتلال الاسرائيلي لارضنا لعقود من الزمن. اذا اتينا للآونة الاخيرة، المشروع الامريكي في المنطقة، الحروب التي نفذها في المنطقة من 2003 الى اليوم كلها انعكست علينا وعلى لبنان وعلى كل المنطقة اقتصادياً، وبالخصوص الحرب الكونية التي ادارتها اميركا على سوريا…..
اذاً اورد سماحته الكثير من الأسباب التي أدت إلى تدهور الاقتصاد اللبناني، وأحد أهم هذه الأسباب التي ذكرها هو استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان منذ ما قبل عام ١٩٨٢ بينما يريد البعض ان يُحمّل المسؤولية والتبعات للمقاومة عن الاعتداءات او نتائجها المدمرة للبنان واقتصاده منذ العام 1948 بينما كانت المقاومة عامل قوة وردع وتحرير لولاها لكان لبنان في مكان آخر.
في النص أدناه من اعداد حسين كنعان مقتطفات من جلسات مجلس النواب اللبناني عن بعض الاعتداءات الاسرائيلية التي كانت تناقش في المجلس، وهي ربما لا تشكل ١٠٪ مما كان يجري على الأرض، ومعظم هذه الاعتداءات كانت بلا سبب وخاصة حتى عام ١٩٧٠ أي قبل معزوفة الرد على عمليات الفدائيين الفلسطينيين.
ويقول ان الهدف من هذه المقتطفات الرد على من يحمّل المقاومة وخاصة حزب الله.. الذي ولد عام ١٩٨٢ نتائج اعتداءات الاحتلال الاسرائيلي منذ عام ١٩٤٨، بينما الحقيقة الواضحة أن هذه المقاومة ما كانت لترى النور لولا اعتداءات اسرائيل من جهة، ولولا تقاعس بعض الحكومات اللبنانية وتآمر بعضها.
المقتطفات :
– إني أضم صوتي إلى أصوات حضرة الزميلين عادل بك عسيران ويوسف بك الزين وأحيط المجلس علماً بانه يوجد هناك مأساة: يعلم الزملاء انه بعد ما جلا اليهود عن هذه القرى التي شرد أهلها وجد خندق في قرية حولا وضع فيه أكثرية أهالي هذه القرية أحياء ثم أطلق عليهم اليهود النار فقتلوهم جميعاً.
النائب ابراهيم عازار
مجلس النواب – ١٩٤٩
– “أبدأ بقضية الدفاع الوطني. نحن نشكو بأن جهاز الدفاع ضعيف جداً ونشعر من جراء ذلك بشيء من النقصان بالكرامة ونشعر بخوف مستمر على حدودنا الجنوبية من تعدي اسرائيل عليها، ولقد صرح أحد كبار الضباط لي قائلاً أنه إذا حصل أي تعد من اسرائيل فإنه سيضطر لرفع يديه. ومع ذلك ما هو المشروع الذي جاءت به الحكومة لسد النقص الموجود في جهازنا من هذا؟ لسنا فقط مهددين بل كرامتنا غير موفورة فعندما نجتمع بسائر الدول العربية في الجامعة نشعر أننا أضعف من كافة الدول.”
كميل شمعون- ١٩٥١
“-يجب ان نقول للدول الغربية: لقد اقمتم الى جانبنا شوكة هي اسرائيل اقمتموها دولة واعطيتموها السلاح ومنعتموه عنا وشردتم العرب. ”
بهيج تقي الدين – ١٩٥١
-”الرئيس ـ لتتل العريضة الواردة من أهالي رميش بناء على طلب السيدين رشيد بيضون وإميل البستاني.
فتلا الكاتب عريضة واردة من أهالي قرية رميش (قضاء صور) يحتجون بها على أفراد البوليس الاسرائيلي لاغتصابهم طروشهم وأغنامهم.”
مجلس النواب – ١٩٥٢
-برقية من السيدين أحمد زهر الدين ومحسن طه من بنت جبيل بالاحتجاج على نهب الاسرائيليين لطروشهم بعد دخولهم الأراضي اللبنانية.
مجلس النواب – ١٩٥٣
-رابعاً – هناك مركب لبناني اضطر ان يلجأ الى المياه (الاسرائيلية) منذ سنة فقبضت عليه السلطة هناك وضبطته ستين يوماً مع بحارته بعد ان تبين لها بعد التحقيق انه اضطر ان يلجأ الى مياها.
وفي تلك الاثناء صادرت السلطات اللبنانية زورقاً في الكسليك لاسرائيل وبناء لاتفاقات بين لبنان واسرائيل سلمنا نحن الزورق الاسرائيلي وسلمونا المركب اللبناني مكسراً ومرمياً على الشواطىء اللبنانية
طالبنا بالطرق المتبعة وبواسطة لجنة الهدنة بالتعويض فاجابونا ان اليهود لا يدفعون شيئاً وان المركب تكسر قضاء وقدراً.
وفي هذه الاثناء شاء الله ان يرحم صاحب المركب اللبناني فساق باخرة اسرائيلية الى الاراضي اللبنانية فقدمنا عريضة يومذاك لمجلس الوزراء بضبط هذه الباخرة وبيعها والتعويض على صاحب المركب اللبناني الذي كسر لان اسرائيل رفضت ان تعوض عليه. فبعد ان اخذنا وعوداً من رئيس الوزارة السابق بتحقيق هذا الطلب ووعداً من رئيس الوزارة الحالي بتبني هذه القضية فوجئنا بقرار من مجلس الوزراء بالموافقة على الافراج عن هذه الباخرة. ارجو الاجابة على هذه الامور.
النائب انور الخطيب
مجلس النواب ١٩٥٣
– عريضة من جوزف جرجس الحاج يطلب التعويض عن الاراضي التي سلخت قسما منها اسرائيل والاراض التي زرعتها الحكومة اللبنانية
مجلس النواب – ١٩٥٦
-بصفتي رئيساً للجنة الدفاع في المجلس الكريم كنت دعوت هذه اللجنة إلى اجتماع تعقده غداً الاربعاء لدرس موازنة الدفاع ونتداول في جلسة سرية أمر زيادة ميزانية هذه الوزارة بسبب ما بلغنا وبلغكم،من كيد جيراننا الاعداء وذلك بتصريح رئيس وزراء اسرائيل من انه سيضع على الحدود اللبنانية عددا وافراً من اللاجئين.
النائب جميل لحود
مجلس النواب – ١٩٦١
-بمناسبة درسنا وزارة المالية، وفيها فرع يسمى حارس املاك العدو..
لم يرفع صوت، في هذا المجلس ولا في المجالس السابقة، منذ نكبة فلسطين، يدافع عن سبعة الاف لبناني منكوبين بأموالهم في اسرائيل.
فهؤلاء المنكوبون يملكون ما لا يقل عن مئة مليون ليرة استرلينية، املاكاً اغتصبتها اسرائيل حاولنا عدة مرات لنقنع الحكومة بالدفاع عن حقنا هذا، ولكن هنالك مناسبات دولية كانت تجول دون هذا العمل.
النائب خالد شهاب
مجلس النواب ١٩٦١
-في اليومين الماضيين وقع اعتداء اثيم من اسرائيل على مطار بيروت الدولي وهو ليس الاول من نوعه على لبنان بل العاشر او الحادي عشر فهبت البلاد باسرها ونحن لسنا في حالة حرب بعد الهدنة مستنكرة هذا الاعتداء الذي اثبت للملاء بان اسرائيل لا تريد ان تستقر حالة الامن في القسم الذي اغتصبته من فلسطين ولكنها تبغي التوسع بالرجوع الى الخريطة التي قيل انها امتداد اسرائيل من النيل الى الفرات.
رئيس المجلس ١٩٦٨
صبري حمادة
-برقية من اهالي ميس الجبل، باستنكار الاعتداء الاسرائيلي على بلدتهم، والمطالبة بتحصين القرى وتعزيزها بالملاجيء وتامين المستشفيات.
مجلس النواب – ١٩٦٨
– 10 برقيات من مناطق وهيئات مختلفة بالاحتجاج على الاعتداء الاسرائيلي على قرية حولا وعلى العرض العسكري الاسرائيلي في القدس، وبطلب تسليح سكان الحدود وتنفيذ مشروع التجنيد الاجباري.
مجلس النواب – ١٩٦٨
-الرئاسة لا يسعها في هذا الظرف بالذات وبعد العدوان الاخير الذي قامت به اسرائيل على القرى الامامية في الحدود الا ان تعلن باسم هذا المجلس استنكارها لهذا الاعتداء الاثيم الذي ذهب ضحيته من ذهب من الشعب الامن المسالم الصابر.
رئيس المجلس ١٩٦٨
صبري حمادة
-كنت اود ان اتحدث في امور كثيرة، كنت اود ان اشير الى حادثة المطار، كنت اود ان اشير الى حادثة حولا وميس الجبل والمجيديه، كنت اود ان اشير الى قضية النازحين، كنت اود ان اقول لحضراتكم، ان سبع مزارع على الحدود من الاراضي اللبنانية هي اليوم تحت الاحتلال الاسرائيلي وقليلون هم الذين يدركون هذا الامر، كنت اريد ان اقول بصراحة ان اربعة الاف من اللبنانيين نازحون ولا يستطيعون ان يحصلوا على قوت يومهم من الخبز فقط، ولقد كتب البعض، ولقد نادى البعض، ولقد تساءل الكثيرون عن مصير هؤلاء فلم نجد اذنا صاغية الا عبر الكلمة المكتوبة ، عبر التصريح عبر الخطاب، عبر الوهم ،ولكن هؤلاء ما زالوا يرتجفون اليوم من البرد خارج بلادهم، وقد نسفت منازلهم في المزارع، ولقد بقي هؤلاء ايضا عازفين عن العمل، لاننا لا نستطيع ان نؤمن لهم الاعمال حتى ابسط الاعمال كعمال في المصانع نظرا للاحوال الاقتصادية المتردية في البلد، والكل يعرفها.
النائب علي ماضي
مجلس النواب – ١٩٦٩
-اما الناحية الثانية التي يشكو منها بعضنا، ويطالب بها، فهي ثورة في جهاز دفاعنا، لأن الانطباع السائد في لبنان وخارجه هو ان هذا الجهاز ضعيف جدا مما يجعلنا دائما نستجدي المعونة والحماية من الغير. ومما يجعل بعض الدول تنظر الينا باستخفاف وازدراء، فنرى مثلا اسرائيل تعتدي علينا دون سبب ولا مبرر، فتدخل اراضينا بسهولة، وتخطف وتقتل وتخرب. وتنزل في مطار بيروت فتحطم ما طاب لها من الطائرات المدنية وكأنها تقوم بنزهة، ولا نرى في هذه الحالات المؤلمة جيشا قويا يتصدى لها. فلو كان لدينا جهاز دفاع قوي كالذي نسمع عن وجوده في اسرائيل لكان لبنان حطم بمفرده اسطورة اسرائيل وتفوقها العسكري. ولم لا؟
النائب فريد جبران
مجلس النواب – ١٩٧٠
-نحن اليوم امام حوادث معروفة ووقائع معلومة يجب ان نتباحث بها، قبل كل شيء هناك حدودنا مفتوحة يدخلها الاسرائيليون انى شاءوا ويتركونها متى شاءوا، ويعتدون على المواطنين حسبما يريدون وكيفما يتصرفون واصبح اهالي الحدود مشردين. منهم من قتل، ومنهم من لم يتمكن ذووه من دفنه، ومنهم من لا يزالون في المستشفيات، وانتم تؤلفون اللجان وتتقدمون بالمشاريع وترصدون الاعتمادات. بربكم، قولوا لنا ايها السادة، الم تثابر المجالس النيابية من سنة 1948 الى يومنا هذا على استعمال هذه الاساليب، فهل اجدت هذه الاساليب نفعا؟ كلا، ايها السادة.
النائب سعيد فواز
مجلس النواب – ١٩٧٠
-بقيت الطيارة الاسرائيلية نصف ساعة فوق يارون تعين للمدفعية الاسرائيلية الامكنة التي يجب ان تضربها. فكانت المدفعية استنادا لتعليمات هذه الطيارة، تضرب البيوت التي تقصد اسرائيل ان تهدمها. فأين كان الطيران اللبناني؟ سمعت هدير طائرة ميراج فوق بيروت. لماذا الطيران اللبناني لم يذهب، ولو مرة واحدة يضرب تلك الطائرة التي كانت تحوم فوق يارون؟ لماذا؟ لأننا دائما نخاف من ردة الفعل. فطالما اننا دائما نخاف من ردة الفعل، يا دولة الرئيس، وطالما اننا لا نجسر على السماح لطائرات الميراج ان تطير، لماذا لا نجعل طائراتنا، ولو مرة واحدة، كما فعل الطيران السوري، ان تطير وتضرب، نخاف دائما، نفزع، وعندما نفزع لا نحارب. نستسلم؟ فلنستسلم اذا كنتم لا تريدون ان تحاربوا.
النائب ريمون إدة
مجلس النواب – ١٩٧٠
– “ابن عيتا الشعب، بلش الضرب، قتل قبل ما يصل الى الملجأ، واولاده وزوجته بقوا سالمين.
الملاجيء تكون في البيت، متصلة بالبيت. عندما تكون الغارات مباغتة مفاجئة على هذا الشكل الذي تحصل فيه الغارات الاسرائيلية حتى يستطيع المواطن ان ينتقل فورا الى الملجأ، هذه الملاجيء التي لا تحتاج الى خبرة والى كثير من التقنية لبنائها ولمعرفة وجوه بنائها لم يبن منها واحدا في المنطقة، وهنالك من بنى ملاجيء على حسابه.
والغريب في الموضوع، وربما ترون هذه الحكاية طريفة، وشر البلية ما يضحك. “احدهم حاول ان يبني ملجأ، لا يحضرني اسمه الان، واذا بهم يمنعونه، وينظمون به مخالفة وغرامة، لأنه خالف قانون البناء. هذا هو الواقع.”
النائب كامل الأسعد
مجلس النواب – ١٩٧٠
المصدر: مواقع انترنت