أعلن سفير ومندوب ايران الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي استعداد طهران “لأداء دور اكثر فاعلية لدعم السلام في افغانستان”، مرحبا بقرار الجمعية العامة في “صون الدستور الافغاني ورفض الإمارة الاسلامية”. وقال تخت روانجي، في كلمته الخميس خلال الاجتماع الـ 75 للجمعية العامة لمنظمة الامم المتحدة حول موضوع افغانستان، “إن افغانستان هي الان في مرحلة حساسة وبحاجة الى دعم دولي قوي لبناء مستقبل افضل لابنائها”، مضيفاً “إننا اليوم نصوت لصالح مسودة قرار حول أوضاع افغانستان لنرسل عن طريق ذلك رسالة دعم قوية لشعب وحكومة افغانستان للسعي من أجل بناء دولة اكثر استقراراً ورفاهية وديمقراطية”.
كما أكد أن “مسيرة سلام بمشاركة الاطراف الافغانية يمكنها انهاء النزاع الراهن”، لافتاً إلى أن هذه المسيرة “ينبغي أن تحفظ المنجزات الماضية ومنها الدستور الراهن ومكافحة الارهاب وكذلك احترام حق تقرير المصير للشعب عن طريق الانتخابات وترتقي بحقوق الاقليات المذهبية والقومية والشريحة النسوية”.
واضاف روانجي أنه “نحن نشيد بنهج الحكومة الأفغانية الايجابي في مفاوضات السلام، ينبغي كذلك على طالبان أن تثبت ذلك العزم الراسخ وحسن النوايا ومنها وقف الهجمات على القوات الدفاعية والأمنية الأفغانية”، متابعاً أنه “على جميع اللاعبين الاجانب الامتناع عن التدخل في مفاوضات السلام التي ينبغي تسهيلها من قبل منظمة الامم المتحدة”، داعياً الجمعية “للمزيد من مشاركة منظمة الامم المتحدة في مسيرة السلام”.
وفي السياق، قال مندوب ايران الدائم في الامم المتحدة “إننا اذ نرحب بالتقدم الحاصل في المفاوضات، ما زلنا على استعداد في ظل تنسيق منظمة الامم المتحدة لأداء دور اكثر فاعلية للمساعدة بنجاحها، إن السلام الدائم في افغانستان لا ينبغي فرضه من الخارج وليس من المتوقع أن تحل مفاوضات السلام مشاكل العقود الماضية بين ليلة وضحاها”.
هذا ودعا تخت روانجي جميع الأطراف لابداء المرونة والصبر، قائلاً إنه “على جميع الاطراف أن تاخذ بنظر الاعتبار مصالح الشعب الافغاني اكثر من المصالح الاخرى ومنها مصالح مجموعة معينة. في مجتمع متعدد القوميات والاطياف مثل افغانستان لا يمكن لأي حزب او جناح ومن ضمنه طالبان ان يدعي أن ادارة البلاد من حقه لوحده”.
وقال تخت روانجي “رغم بدء مفاوضات السلام، إلا أن الأوضاع الأمنية في افغانستان مازالت مقلقة لأن الهجمات ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية ومنها المراكز التعليمية والدبلوماسية ما زالت متصاعدة”، معرباً عم ادانته “كل هذه الهجمات التي تنفذ غالبيتها من قبل جماعات ارهابية خاصة تنظيم “داعش” الذي ما زال يتم نقل عناصره من سوريا والعراق الى افغانستان”.
وتابع سفير ايران في الامم المتحدة أنه “في الوقت الذي يعد تواجد ونشاط داعش تهديداً جاداً لأمن افغانستان والمنطقة، فمن المؤسف انه لم تتوفر امكانية ادراج فقرة مستقلة في القرار حول التهديدات الناجمة عن داعش في افغانستان بسبب اعتراض بعض الدول الغربية على ذلك”.
واكد تخت روانجي في الوقت ذاته أن “دعم ايران الحقيقي لقرار الجمعية العامة حول اوضاع افغانستان لا ينبغي اعتباره مصادقة او دعماً لاستمرار تواجد او انشطة القوات الاجنبية في هذا البلد”، مضيفاً “في الوقت الذي تؤكد فيه الكثير من الدول على أن خروج القوات الأجنبية في افغانستان لا ينبغي أن يؤدي الى ايجاد فراغ امني فيها فمن المؤسف أنه لم يتم ادراج طلب الخروج المنتظم والمسؤول لجميع القوات الاجنبية من افغانستان في القرار الصادر بسبب اعتراض بعض الدول الغربية على ذلك مرة اخرى”.
وقال إن “قيام القوات الدفاعية والامنية الافغانية بتولي مسؤوليات القوات الاجنبية بصورة صحيحة ومؤثرة سيشكل خطوة ايجابية في مسار السلام المستديم، وبناء عليه ينبغي بذل الجهود قبل وتزامنا مع خروج القوات الاجنبية لدعم وتقوية القوات العسكرية والامنية الافغانية”. وتابع تخت روانجي أنه “الى جانب بذل مثل هذه الجهود، ينبغي تقديم مساعدات مؤثرة لافغانستان في مجال مكافحة انتاج وتهريب المخدرات كمصدر لتمويل الارهاب والجرائم الاخرى، لقد كان لنا على مدى الاعوام الـ 40 الماضية دور فاعل في مكافحة المخدرات في المنطقة والتي استشهد لنا خلالها نحو 4 آلاف من قوى الامن الداخلي واصابة اكثر من 12 الفا اخرين”.
واوضح أن “انشطة ايران البارزة في هذا المجال تم تأكيدها دوماً على الصعيد العالمي”، مضيفاً أنه “وفق تقرير مكتب مكافحة المخدرات والجريمة التابع لمنظمة الامم المتحدة في العام 2020 ، فإن ايران تأتي في مقدمة الدول في ضبط المخدرات بضبطها 53 بالمائة من اجمالي المخدرات المضبوطة في العالم في العام 2018 “.
وفي السياق، اكد مندوب ايران في الامم المتحدة أنه “على المجتمع الدولي ألا يسمح للمتطرفين والارهابيين ومهربي المخدرات استغلال الاوضاع الاقتصادية الراهنة في افغانستان لتحقيق اهدافهم الخطيرة، وبناءً عليه فإن الحاجة قائمة لتقديم المزيد من الدعم الدولي المستمر لتنمية الاقتصاد الأفغاني”.
الخط السككي “خواف-هرات“
من جهة ثانية، اضاف تخت روانجي “الى جانب استضافتنا ودعمنا لأكثر من 3 ملايين افغاني ومن ضمنه تقديم الخدمات الصحية لهم خلال تفشي كورونا رغم الحرب الاقتصادية الاميركية الهمجية ضد الشعب الايراني، فقد واصلنا ايضاً تطوير التعاون الاقتصادي مع افغانستان ومنه توفير الكهرباء لها”.
واشار الى ان ايران ادرجت في جدول اعمالها خلال الاعوام الاخيرة تطوير ميناء جابهار (جنوب شرق) بهدف مساعدة افغانستان كدولة محصورة في اليابسة للتغلب على مشاكلها ذات الصلة، مضيفاً “اننا قمنا كذلك بتدشين الخط السككي “خواف-هرات” الذي يربط سكك حديد افغانستان عن طريق ايران باوروبا”.
ولفت الى ان “كل هذا التعاون الاقتصادي الثنائي يجري في ظل الارهاب الاقتصادي الاميركي اللاشرعي الذي يستهدف الشعبين الايراني والافغاني”.
المصدر: ارنا