للوقاية من الفيروس تنطلق حملات تعقيم عامة في العراق والإمارات ولبنان وإيران والصين وبوليفيا وفي كثير من البلدان التي ظهرت فيها إصابات كورونا. وفي لبنان أثارت عمليات الرش ردود فعل رافضة شديدة خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتتولى سيارات حوضية خاصة هذه الحملة في الصين علاوة على جيوش من رجال الصحة يرتدون بدلات وكمامات وأحيانا أقنعة وقاية من الضربات الكيماوية ويحملون بأيديهم مدافع وخراطيم ترتبط بمضخات محمولة على ظهورهم أو مسحوبة بعربات ويرشون الشوارع وأعمدة الكهرباء وبراميل القمامة وواجهات المباني والدكاكين وأبوابها.
ونقل موقع العربية عن البروفيسور اللبناني المتخصص في الأمراض الجرثومية والمعدية جاك مخباط “أن عمليات الرشّ والتعقيم في الشوارع غير ضرورية لمواجهة فيروس كورونا، بل إنها قد تؤثّر سلباً أحياناً على البيئة، لأن مادة الكلور المُستخدمة تضرّ بالمزروعات والنباتات كما أن لها مضاعفات سلبية على صحة المواطنين وقد تزيد من خطر الإصابة بالربو لأنها تلوّث الهواء”.
وتتساقط المواد المطهرة على المارة وعلى البضائع المعروضة للبيع، ومن ضمنها الفواكه والخضر. المادة المستخدمة في الرش في مدن كوريا الجنوبية على سبيل المثال هي خليط من مزيج هيدروكلورات الصوديوم المخفف بالماء، أو معقمات المنزل اليومية مخلوطة بالماء.
ونقلت صحيفة القبس الكويتية عن المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة د. عبد الله السند أنه “لم يثبت لدينا ولم تتم التوصية بتعقيم الشوارع والمرافق ضد فيروس كورونا المستجد في البلاد، وما تشاهدونه من عمليات تعقيم في بعض البلدان قد تكون لميكروبات أخرى”.
وتثير هذه الحملات ردود فعل متباينة، أغلبها يرى عدم جدوى رش المعقمات والمطهرات في الهواء الطلق والأماكن المفتوحة، وإلى ذلك ذهب جوان ليون المتخصص في صحة البيئة من جامعة ايموري، حسبما نقل موقع ساينس العلمي الأمريكي، مبينا أن “ليس من الواضح إن كانت هذه الحملات تفيد حقاً في مقاومة كورونا، لاسيما أنّ المارة في الشوارع هذه الأيام يتجنبون لمس أي شيء، وبالتالي فالمرء لا يسير في الشارع لامسًا أو لاعقاً جذوع الأشجار وأعمدة النور!”
ومضى المتخصص إلى القول: “لا يوجد دليل علمي يثبت أنّ المعقمات المنثورة في الهواء تقتل فيروسات كورونا المتطايرة في الهواء خاصة أن المعقمات نفسها تتطاير وتتلاشى قدرتها بسب الأشعة فوق البنفسجية حال انتشارها، لكن أشعة الشمس نفسها تدمر فيروس كورونا”.
وفي سياق متصل، نقل موقع فضائية الحرة الأمريكية عن ديدييه ليبليتييه، رئيس قسم علم البكتيريا في مستشفى جامعة “نانت” بفرنسا، وهو عضو في المجلس الأعلى للصحة العامة، قوله إن “الأمر لا يبدو فعالاً في الأماكن الخارجية للمدينة والشوارع والأرصفة.. لكن أعتقد أن السلطات تقوم بتطهير المدن في العديد من الدول، لبث الارتياح والطمأنينة لدى السكان”.
المصدر: dw.com