توجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان برسالة الجمعة إلى اللبنانيين، نبه فيها إلى “أننا أمام أزمة وبائية خطيرة تستدعي من الجميع الترفع عن المواقف المنفرة والمستفزة، فالوقت ليس للسجالات ولا للاستثمارات ولا للتحريضات الطائفية ولا لكيل الاتهامات، فالكل معني، وعلينا جميعا أن نكون إلى جانب هذه الحكومة، وأن نساندها في مواجهة هذا الوباء الخطير، كل بحسب قدراته ومسؤولياته وبما يستطيع، وبخاصة أولئك الذين لديهم الإمكانيات والقدرات المالية، عليهم أن يبادروا إلى المساعدة ومد يد العون للمحتاجين والفقراء. أمير المؤمنين يقول:”إن الله فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء، فما جاع فقير إلا بما متع به غني”.
وأكد أن “المطلوب هو أن نتكافل ونتضامن في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها اللبنانيون، والتي عصفت بهذا البلد جراء سياسات ليس من المناسب الحديث فيها الآن، لأن المصيبة أكبر، وتتطلب وقفات استثنائية وقرارات استثنائية وأعمال استثنائية من قبل الحكومة والمجلس النيابي وكل المؤسسات، ومن قبل كل الأحزاب والتيارات والجمعيات. نعم، يجب أن تكون الدولة بكل أجهزتها وإداراتها وإمكانياتها وأيضا المصارف وأصحاب رؤوس الأموال ورجال الأعمال، يجب أن يكونوا جميعا في حال تأهب وجهوزية كاملة للدخول في هذه المعركة بكل جدية وصدق واندفاع”.
وشدد على “أن الواقع دقيق، فالاستهتار ممنوع، والثمن سيكون غاليا جدا إذا لم نسارع إلى الالتزام بالتعليمات والإرشادات، واتخاذ كل التدابير الوقائية التي تمنع انتشار هذا الوباء. نحن أمام معركة وجودية، وإذا تفشى هذا الوباء وانتشر وصار حالة عامة لا سمح الله، فالنتائج كارثية، سيما أن البلد من دون كورونا مهدد بالإفلاس والفقر والمجاعة”.
ودعا إلى “الانتباه جيدا، وعدم التفريط والفوضى كي لا نقع في المحظور، ونطلب من الجميع أن يلتزموا منازلهم إلا في حالات الضرورة القصوى، فهذا واجب شرعي وأخلاقي وإنساني ووطني”، موجها نداءه للبنانيين بالقول: “لبنان يناديكم أيها اللبنانيون، فلا تخذلوه بالترهات والسخرية، وكونوا مقاومين بكل معنى الكلمة، واصبروا، وادعوا ربكم وأكثروا من الصلوات، ولكن لا تنسوا التداوي وقبله الوقاية تماشيا مع القول المأثور “درهم وقاية خير من قنطار علاج”.
وأشار سماحته إلى أن “الحال صعبة، ومواجهتها واجب، فلنتجنب الاختلاط، ولنتجنب المناسبات، ولنطبق كل ما يصدر عن وزارة الصحة وغيرها من الجهات المؤهلة والموثوقة، وليكن كل ما نقوم به مقرونا بالدعاء والتوجه من الباري عز وعلا بالسؤال. لقد ورد في الحديث أن العباس بن عبد المطلب قال: “يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله، قال للعباس: سل الله العافية، فمكثت أياما ثم جئت النبي مرة أخرى فقلت يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله، فقال لي: يا عباس يا عم رسول الله سل الله العافية في الدنيا والآخرة، فالعافية خير ما يسأل العبد ربه”.
وبالنسبة لعامر الفاخوري “العميل والخائن والجزار”، فدان “هذا القرار الشائن وهذه العدالة المزورة، وهذا القضاء الخاضع وهذه السلطة التي انبطحت وانصاعت للتهديد والوعيد وتاجرت بدماء الشهداء، وباعت كرامة الوطن وكرامة كل لبناني وكل مقاوم قدم نفسه قربانا على مذبح الشهادة والعزة والعنفوان”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام