اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في تصريح “أننا نعيش اليوم في بلد غريب عجيب، فيه كل أنواع النهب والظلم والتعدي على حقوق الناس، بلد تملأه المافيات والعصابات والإقطاعيات، والسلطة فيه أصبحت متوحشة ومفترسة، بلد ضيعه لصوصه وقراصنته وحولوه إلى فرائس ضرائبية ورسوم وصفقات وقطاعات مالية ونقدية، تناوبوا على نهبها بكل وقاحة و”على عينك يا تاجر”.
وأضاف: “ولأن البلد بلدنا، بلد آبائنا وأجدادنا الذين قدموا وضحوا بدمائهم وقاوموا الجوع وتغربوا ودفعوا الأثمان باهظة منذ العثمانيين وحتى زمن الفرنسيين، وما زلنا على هذا المبدأ صامدين ومواجهين نتحدى ونقاوم وعلى استعداد دائم لأن نقدم من أجل هذا البلد وناسه وفقرائه ومحروميه، وقد أكدنا هذا وأثبتناه للداخل والخارج بأننا قادرون، لأننا مؤمنون بأن هذا البلد لن يهزم ولن يكون إمارة تكفيرية ولا مستعمرة صهيونية طالما هناك فئة آمنت بربها فقدمت لا عين رأت ولا أذن سمعت من الشهداء والدماء من أجل كرامة وعزة هذا الوطن”.
وأشار إلى أن “اللبنانيين رغم جبروت هذه الطبقة السياسية، لن يقبلوا على الإطلاق بأي مساومة على سيادة هذا البلد، لا في البر ولا في البحر ولا في الجو، ولن يسمحوا لأي سلطة بتجاوز تضحيات من قال لا لإسرائيل ولا للتوطين ولا للفدراليات المقنعة، لأن التجارب علمتنا أن كثيرا ممن اؤتمن على البلد ومصير البلد لم يكن على قدر الأمانة”.
ودعا إلى “بناء دولة تظللها العدالة والرحمة من خلال قضاء عادل ونزيه، وغير تابع، قضاء يكون فيه القاضي قاضيا وطنيا لا طائفيا ولا مذهبيا ولا سياسيا، قاضيا يحكم بالعدل لا بالاستنسابية ولا بالانتمائية ولا بالمصلحية”.
وطالب قبلان ب “الخروج من كذبة الوحدة الوطنية لأن التعامل مع هذا الشعار فضح عورات العديد ممن تاجر فيه وبرهن أنه شعار خداعي ونفاقي لا يمت إلى الواقع بصلة، وما يخطط تحت الطاولة من تشكيلات وتعيينات في المؤسسات والإدارات، وبخاصة في القضاء الذي من المفترض أن نعول عليه لا يبشر بالخير، ويؤكد أن السلطة لن تغير في ذهنيتها ولا في نهجها وستبقى محكومة بالحسابات الطائفية والمذهبية، وهذا ما سنرفضه ولن نقبل به لأننا نريد دولة بكل ما تعنيه الكلمة، دولة نزيهة، دولة نظيفة، دولة لا رياء ولا خداع ولا نفاق فيها، ولا متاجرات طائفية أو مذهبية، دولة لا تصنف ناسها على أساس “مواطن بسمنة ومواطن بزيت”، فاللبنانيون سواسية في هذا الوطن، وعلى الذين يعيشون عقدة الطبقية ومعادلة الأصل والفرع في لبنان ويلعبون لعبة التصنيف والتمييز بحجج وذرائع واهية نقول لهم: المارد خرج من القمقم ولن يعود إليه مرة ثانية، ولن يقبل إلا بحقوقه كاملة ولكن دائما في إطار الأهلية والكفاءة”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام