أكدت وزارة الخارجية الروسية أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تشهد تلاعبا وتجاوزات بهدف تحويلها إلى أداة لتنفيذ المخططات الغربية.
وقالت الخارجية الروسية في بيان اليوم تعليقاً على نتائج التحقيق الداخلي للمنظمة في “تسريب معلومات حساسة” حول الهجوم الكيميائي المزعوم في مدينة دوما بالغوطة الشرقية في نيسان 2018 إن المؤتمر الذي عقده المدير العام للأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية فرناندو أرياس “لم يرد على السؤال الأهم ألا وهو هل يتطابق الواقع مع معلومات حول أن تقرير المنظمة كان مسيساً”.
وكانت سورية أكدت على لسان مندوبها الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بسام الصباغ في تموز الماضي أن تقرير المنظمة حول مزاعم استخدام الكيميائي في دوما يتضمن تحريضاً ضد سورية ويفتقد المصداقية والموضوعية ويشوه الحقائق لافتا إلى أن هذه المزاعم جاءت بسبب انتصارات الجيش العربي السوري على الإرهاب.
وأشارت الخارجية الروسية إلى أن”هناك شعورا بأن الأوضاع غير الطبيعية أصلا داخل المنظمة لا تزال تتدهور بشدة” مضيفة أن “الاستنتاج المنطقي الذي يفرض نفسه هو أن المؤتمر عقدته المنظمة بهدف صرف الانتباه عن جوهر القضية وخاصة التلاعب والتجاوزات الصارخة فيها والتي لا تنال التقييم المطلوب بسبب موقف الدول الغربية التي تستبدل القانون الدولي بقواعد افتعلتها تلك الدول بنفسها”.
وأكدت الخارجية الروسية أن الهدف من وراء ذلك هو تحويل المنظمة الدولية نهائيا إلى “أداة لتحقيق المخططات الجيوسياسية للولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين والأطلسيين”.
وأشارت الخارجية الروسية في بيانها إلى أنه “تم توجيه الاتهام إلى اثنين من المفتشين المستقلين للمنظمة بارتكاب مجموعة واسعة من الانتهاكات بدءا من الكشف عن المعلومات الرسمية إلى عدم التقيد بالخصوصية السرية لها وإهمال القواعد المسلكية لموظفي الأمانة الفنية فيها” لافتة إلى أنه “جرى التحقيق في حادث دوما من قبل محترفين مستقلين عينهم مدير المنظمة ليبدو التحقيق من الظاهر بالفعل مستقلا وشفافا ولكن في الواقع لم يتم إيضاح جوهر هذه القصة غير السارة للمنظمة حيث ظل الشخص الذي أجرى التحقيق غير معروف بالفعل”.
وتابعت الخارجية:”لم تكن هناك إجابة عن السؤال الرئيس القائل: هل تتطابق مع الواقع الموضوعي تلك الحقائق التي قدمها الخبراء الذين زعم أنهم عوقبوا لأن التقرير الذي تم إصداره كان منحازا سياسيا باتهامه الجيش السوري بالهجوم الكيميائي المزعوم كذريعة لتبرير العدوان الصاروخي اللاحق من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على سورية في 14 من نيسان عام 2018 دون أي تحقيق وفي انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي المعترف بها بوجه عام”.
وبينت الخارجية الروسية أنه في إحاطة المنظمة تم الإعراب عن “الامتنان الحار للبلدان التي ساعدت في التحقيق” مضيفة: “يبدو أن الامتنان يخص بشكل أساسي الولايات المتحدة التي أصدرت التوجيهات لموظفي المنظمة بعد أن أرسلت وفدا منفصلا من الخبراء إلى مقر المنظمة في لاهاي قام بإقناع المنظمة بعدم ملاحظة مجموعة من الحقائق التي أكدت قيام تنظيم ما يسمى “الخوذ البيضاء”بفبركة الحادث الكيميائي في بلدة دوما وفي نفس الوقت نأت المنظمة بنفسها وانسحبت تماما من أي مناقشة والإجابة عن العديد من الأسئلة المتراكمة لدى وفود الدول الأعضاء فيها”.
يشار إلى أن الولايات المتحدة تتعمد عبر أدواتها من التنظيمات الإرهابية وعناصر ما تسمى “الخوذ البيضاء” تمثيل مسرحيات مفبركة لهجمات مزعومة بالأسلحة الكيميائية تتهم بها الحكومة السورية في محاولة لإنقاذ الإرهابيين من نهايتهم المحتومة في مواجهة الجيش العربي السوري وتبرير العدوان الخارجي على سورية.
وكان موقع ويكيليكس نشر في كانون الاول الماضي أربع وثائق مسربة من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تستبعد استخدام غاز الكلور في مدينة دوما بريف دمشق وذلك في تأكيد جديد على تلاعب المنظمة بالتقرير النهائي حول الهجوم الكيميائي المزعوم كما كشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية وثائق تثبت تلاعب المنظمة بالتقرير النهائي حول الهجوم الكيميائي المزعوم في دوما وإجراءها تغييرات كبيرة في أدلة المحققين الميدانيين.
المصدر: وكالة سانا