أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
رأيت أن من واجبي أن أتحدث إليكم اليوم بعد غيابٍ لمدة شهر، نظراً للمستجدات والتطورات الحاصلة، وأيضاً اللحظة الحساسة التي نحن فيها، خصوصاً فيما يتعلق بمسألة تكليف رئيس للحكومة وتأليف الحكومة، وما يرتبط بكل الأجواء.
طبعاً، حديث اليوم كله يتعلق بالوضع اللبناني، مع العلم أن هناك أوضاع مهمة جداً في المنطقة، لكن كل الوقت سوف أُخصصه للحديث في وضعنا اللبناني.
أنا أريد أن أتكلم في أربعة مقاطع، مقطعين طويلين ومقطعين وسط ويمكن أن لا يكونا طويلين.
المقطع الأول أو النقطة الأولى في التعاطي الأميركي والتصريحات الأميركية الأخيرة، إنها على درجة عالية من الأهمية، والعنوان الثاني هو الملف الحكومي وما وصلنا إليه وما نحن ذاهبون إليه، والعنوان الثالث هو عنوان الأمن، والعنوان الرابع هو بعض الملاحظات في الموضوع المعيشي.
في العنوان الأول: التعاطي الأميركي، عادةً يعني هذا لا يخص لبنان فقط وإنما يتعلق بكل البلدان في العالم، عندما يحصل في أي بلد وفي أي دولة إحتجاجات أو تظاهرات أو إعتصامات أو حركات شعبية معينة، نجد أن الأميركيين يتدخلون بسرعة، قد لا يكون لهم علاقة أساساً بهذا الحراك أو بهذه التظاهرات أو بهذه الثورات أو الإنتفاضات الشعبية، أتكلم عن كل العالم، ولكن عندما يحصل شيءٌ من هذا في أي دولة أو في أي بلد نجد الأميركيين يُسارعون إلى محاولة إستغلال وتوظيف هذه التظاهرات أو الإحتجاجات أو الحركات الشعبية بما يخدم مصالحهم هم ، لا بما يخدم مصالح الناس المحتجين والمتظاهرين، وبما يُحقق مشروعهم هم أي مشروع الأميركان، وليس ما يتطلع إليه المتظاهرون والمحتجون، ويقومون بركوب موجة التظاهرات والإحتجاجات، وبشكل علني وبشكل وقح، ويُصورون للعالم بأنهم هم الذين يُديرون هذه التظاهرات وهذه الإحتجاجات، بمعزل ما إذا كان هذا الأمر صحيحاً وحقيقياً أو ليس كذلك، ويُعلنون دعمهم وتأييدهم لهذه الحركات ولهذه التظاهرات والإحتجاجات، وإستعدادهم لتقديم العون والمساعدة، ولكن في الحقيقة تقديم العون والمساعدة بما يَخدم المصالح الأميركية والمشاريع الأميركية ويُلبي الشروط الأميركية.
هذه القاعدة عامة، هذه رأيناها في الربيع العربي، ونراها في أميركا اللاتينية ونراها في هونغ كونغ ونراها في دول آسيا وفي دول أوروبا، حتى في الدول الصديقة والحليفة للولايات المتحدة الأميركية.
هذا سلوك أميركي عام، الآن أيضاً نأتي إلى لبنان لنطبقه، ويقدر الإخوة في بقية بلدان العالم أو بلدان منطقتنا التي تُواجه ظروفاً مشابهة، أن تعتمد نفس هذه المقاربات.
نحن في لبنان بعد 17 تشرين عندما حصلت التظاهرات والإحتجاجات في عدد من الميادين والمناطق اللبنانية، إنطلاقاً من القرار الخاطىء الذي اتخذته الحكومة آنذاك فيما يتعلق ببعض الرسوم والضرائب.
لأنني أتكلم عن الأميركان، مذكراً أنه خلال أيام قليلة سمعنا فيلتمان في مطالعات مطولة، واستدعي لبنانيون إلى الكونغرس الأميركي، وأدلوا بشهادات تُعبّر عن آرائهم الشخصية، وفيما بعد كرّت المسبحة، وسمعنا وزير الخارجية الأميركي ومعاونين لوزير الخارجية الأميركي وأعضاء في الكونغرس، وتحدثوا وتدخلوا وعبّروا ووضعوا أسقفاً ووضعوا شروطاً وقيّموا ووصّفوا، في كل هذا طبعاً كان يُقابل بالسكوت، لأن هذا ليس تدخلاً في الشأن الداخلي اللبناني! وصولاً إلى ما قالته بالأمس أو قبل أمس مندوبة الولايات المتحدة الأميركية في الأمم المتحدة في مجلس الأمن الدولي، وما قاله أيضاً وزير الخارجية الأميركي بومبيو.
أنا في الحقيقة أُريد أن أقف بشكل مباشر أمام الكلامين الأخيرين.
منذ البداية افترض الأميركيون أن هذه التظاهرات في لبنان، أو لنُذكر فقط بالذي قالوه، نبدأ بالذي قالته المندوبة كرافت: التظاهرات والاضطرابات سوف تتواصل في لبنان، بدأت في لبنان، وسوريا واليمن وفي أي مكانٍ توجد فيه إيران- ليس يوجد فيه فساد ويوجد فيه مطالب محقّة ويوجد فيه بطالة ويوجد فيه أزمات إقتصادية ومعيشية ويوجد فيه ظلم،ويوجد فيه كذا… كلا- وفي أي مكانٍ توجد فيه إيران، ما لم تؤت حملة الضغط القصوى الأميركية ثمارها، يعني إذا لم تؤت حملة الضغط القصوى الأميركية ثمارها، الإضطرابات يجب أن تستمر، لدينا أدوات أخرى في الضغط على إيران، يعني هذه الإضطرابات هي من الأدوات الأميركية، هم يقولون هذا، أنا لا أتهم أحداً، لكن هم الأميركان ينظرون إلى المظاهرات والإحتجاجات في لبنان وفي العراق وفي سوريا وأيضاً يتكلم عن اليمن، على أنها أدوات للضغط على إيران، أدوات عندهم، ولديهم للأميركان أدوات أخرى للضغط على إيران كي توقف تصرفها الميليشياوي.
سوف نأتي بعد قليل أيضاً إلى بومبيو، منذ البداية افترض الأميركيون أنه في لبنان المظاهرات التي خرجت في 17 تشرين و18 و19 لأن هذه كانت الذروة، يعني الأعداد الكبيرة كانت في الأيام الأولى، أن هذا كان ضد إيران، مع العلم أنه لم يُطرح في كل التظاهرات في الأيام الأولى وحتى في الأيام اللاحقة من قبل المتظاهرين والمحتجين في لبنان شيء له علاقة بإيران، وبالجمهورية الإسلامية في إيران،أو بالنفوذ الإيراني، أو ما شاكل على الإطلاق وإنما كانت الشعارات في الأعم الأغلب تتعلق بقضايا مطلبية وإجتماعية ومالية وإقتصادية وسياسية داخلية.
أيضاً هم افترضوا أي الأميركيون منذ اليوم الأول أن هذه التظاهرات هي ثورة الشعب اللبناني ضد حزب الله، طبعاً وساعدهم على ذلك ما رُوّج لهم بذلك بعض وسائل الإعلام العربية والخليجية، وضد سلاح المقاومة، مع العلم أنه في الأيام الأولى أيضاً في ذروة التظاهرات لم يَطرح أحد موضوع المقاومة ولا موضوع حزب الله ولا موضوع سلاح المقاومة، بل بالعكس كانت النداءات والمناشدات كلها لحزب الله أن يَنضم إلى الحراك، فكيف هم ثاروا على حزب الله وهم يُطالبونه بالإنضمام إليهم، أو يعتبون عليه بعدم الإنضمام إليهم، لكن الأميركيين هكذا يَفترضون، إما أنهم يَخدعون أنفسهم، يكذبون على أنفسهم، أو أنهم يَخدعون العالم، أو أن بعض اللبنانيين الذين يُقدمون لهم التقارير والمعلومات، يُقدمون لهم معلومات مُضللة وخاطئة وكاذبة، لكن هذا التقييم هو تقييم خاطىء للتظاهرات التي حصلت في لبنان.
طبعاً لا تستغربوا، يعني ليس دائماً الأميركان يكونون يكذبون على العالم أو يكذبون على أنفسهم، كلا، يمكن أن تكون معلوماتهم خاطئة، والكثير من الفشل الأميركي في السياسات الخارجية كان ينشأ أو سببه التقديرات الخاطئة المبنية على معلومات خاطئة ومضللة، من عملائهم أو أدواتهم أو أصدقائهم.
في كل الأحوال، الآن الأميركان بطبيعة الحال يريدون أن يأتوا ليوظفوا أي تظاهرات وأي إحتجاجات مثلما تكلمنا، أتوا إلى لبنان، طيب في لبنان الأميركي في ماذا يريد أن يُوظّف هذه التحركات والإحتجاجات؟ يريد أن يَحل مشكلته هو ولا يريد أن يَحل مشكلة اللبنانيين، أتى ليُقدم، وهذا هو كلام بومبيو الذي قاله قبل عدة أشهر عندما زار لبنان والذي رجع وقاله قبل كم يوم، كأن المشكلة في لبنان ومشكلة اللبنانيين هي حزب الله، وأن الخطر على اللبنانيين هو حزب الله، وأن المأزق في لبنان هو حزب الله، وبالتالي بحسب بومبيو: على اللبنانيين أن يتخلصوا من هذه المشكلة ومن هذا الخطر ومن هذا المأزق، وهذا مسؤوليتهم هم، وأن الولايات المتحدة الأميركية هي حاضرة أن تُساعد اللبنانيين للتخلص من هذا الخطر، هل هذه هي حقيقة الوضع في لبنان؟ طبعاً من الأمور المضحكة والملفتة في تصريح سابق لبومبيو أن أميركا حاضرة بأن تُساعد الشعب اللبناني لإخراج حزب الله من نظامهم وبلادهم، الآن من نظامهم فهمنا أنه الأمريكي يريد أن يأتي ليساعد اللبنانيين كي يطلع حزب الله من الحكومة، طيب ويَطلع من الإدارات طيب ويطلع من مجلس النواب، الآن هذا الشيء هو صعب عليه، لأنه ضمن أي قانون إنتخابات لا يستطيع أن يطلع الحزب، أياً كان قانون الإنتخابات، هذه اللعبة يُحاولون أن يلعبوها في دول أخرى الآن، لكن هو يعرف أياً كان قانون الإنتخابات لا يستطيع أن يُطلع حزب الله من المجلس النيابي نتيجة حضوره الشعبي الكبير، لكن المضحك كيف يريد أن يُطلعنا من بلادهم، هو يُخمن أن حزب الله مثلاً أنهم آتين ومجمعين من دول عربية وإسلامية، وآتين من أفريقيا ومن آسيا ومن أميركا اللاتينية ولا أعرف..، يعني يجب أن نُطلع له أنه نحن لبنانيين منذ مئات السنين وليس أكثر من عشر سنوات، على كلٍ هذا يدل أيضاً على التفاهة والسخافة الأميركية في مقاربة هذا الموضوع.
هنا واضح الإستغلال الأميركي كي يأتي ليحل مشكلته، كذلك عندما نقف عند التصريحات الإسرائيلية، غير الأميركان والإسرائيليين لا أريد أن أُضيع وقتكم بالتعليق على مواقفهم، ملحق، أولئك كلهم ملحق، الإسرائيلي أيضاً رأينا تصريحات من نتنياهو ومن مسؤولين سابقين ورؤساء أركان حاليين وسابقين ووزراء أن هذه هي الفرصة المناسبة والذهبية للضغط على حزب الله ولعزل حزب الله ولإضعاف حزب الله ولتجريد حزب الله من سلاحه، أو في الحد الأدنى لنأخذ إمتيازاً من لبنان، وهو توقيع إتفاقية حول موضوع النفط والغاز في المناطق المختلف عليها.
إذاً، حتى الإسرائيلي أتى ليحل مشكلته في لبنان وليس قلبه على اللبنانيين، لا الأميركان قلبهم على اللبنانيين، ولا الإسرائيليين قلبهم على اللبنانيين.
حسناً، اريد ان اعلق على ما قاله بومبيو، طبعاً سأقرأ لكم النص حتى اكون اميناً، حتى لا يقول احد انني اُحمّل النص، يقول بعد التحدث عن الضغط في لبنان… (لكن المسؤولية تقع على عاتق الشعب اللبناني، اي مسؤولية كيفية انشاء الحكومة اللبنانية وتشكيلها والتي تقع على عاتق الشعب اللبناني للمطالبة بالسيادة اللبنانية، وبازدهار لبنان وحريته من نفوذ الكيانات الخارجية – الا اميركا طبعاً – لدينا منظمة مصنفة على لائحة الارهاب هناك هي حزب الله، وانا اعلم ان الشعب اللبناني يدرك الخطر الذي يشكله ذلك على حريته وعلى قدرته على الانجاز بنفسه )– من اين استحضر هذا الادراك بنفسه، هذا الفهم – (ان الشعب اللبناني يدرك هذا الخطر ويعتبر ان هذا خطراً، وهذا ليس رأياً اميركياً انما رأي الشعب اللبناني)، الان بومبيو اصبح الناطق الرسمي والمعبّر الصادق والأمين عن قناعات وآراء الشعب اللبناني، يعني هل الاميركان جاؤوا واجروا استطلاعات رأي في لبنان وتبيّن لديهم أن هذا رأي الشعب اللبناني؟ او اجروا استفتاءً شعبياً وتبيّن لديهم ان هذا رأي الشعب اللبناني؟ الانتخابات التي جرت وفي أفضل قانون في تاريخ الدولة اللبنانية وانتخابات نزيهة وحرّة قبل ما يقارب العامين، هل عبّرت عن هذا الذي يقوله بومبيو انه رأي الشعب اللبناني؟ هذا على كل حال نوع من الدّجل والخداع الاميركي المعهود، (ونحن على استعداد للقيام بالاشياء التي يمكن للعالم القيام بها لمساعدة الشعب اللبناني على اصلاحه اقتصاده وحكومته.)
تعليقي اولاً، النقطة الاولى بالتعليق، انه يقول ان حزب الله خطر على الشعب اللبناني.
التفتوا، الامريكان يريدون ان يعالجوا مشكلتهم ومشكلة اسرائيل وليس مشكلة شعب لبنان، حزب الله نعم بكل فخر واعتزاز هو خطر على إسرائيل، على مطامعها، اطماعها، تهديدادتها، مشروعها، هيمنتها، سيطرتها، وكلنا نعرف اطماع اسرائيل بالأرض والمياه والآن نريد ان نزيد النفط والغاز، حزب الله خطر؟ نعم خطر حقيقي، وهو الخطر الاول كونه يشكل القوّة الاساسية في المقاومة الى جانب بقية فصائل المقاومة اللبنانية في لبنان، هم يعلمون هذا الامر، الدولة اللبنانية منفردةً بمعزل عن فعالية المقاومة، لديها صعوبات وكلنا شاهدنا على الحدود، الاسرائيلي رغم وجود قرار عال من مجلس الدفاع الاعلى اللبناني انه لا يسمح للاسرائيليين بأن يبنوا جدراناً على المناطق والنقاط المتنازع عليها والاسرائيليون لم يعبّروا احداً وبنوا جدراناً ومشوا، بكل بساطة لأن المقاومة تركت هذا الأمر للدّولة، ولم نقل اننا سنمنع، لو قلنا اننا سنمنع بناء الجدران لكنتم رأيتم ان الاسرائيلي يحسب الف حساب ليأتي ويبني الجدران، والان السفن، هذه السفينة التي اتت لتستكشف بالمياه اللبنانية الاقليمية بالمنطقة الاقتصادية، لا زال الموضوع متروك على عهدة الدولة، ولكن اسرائيل تعرف ان المقاومة اذا اتخذت قراراً حازماً، “خلص اخذت قرار تحمل مسؤولية بهذا الموضوع، لإننا لازلنا تاركين هذا الموضوع على عهدة الدولة حتى هذه اللحظة”، عندها لا يستطيعون بناء جدران ولا يستطيع احد الدخول على المياه اللبنانية ليستكشف لمصلحة اسرائيل ولا يمد يده على نفط او غاز له علاقة بإسرائيل، اذاً حزب الله خطر على اسرائيل، نعم حزب الله خطر على مشاريع الهيمنة الاميركية في لبنان وفي المنطقة، موضوع الشرق الاوسط الجديد التي كانت تلده لنا هنا غوندوليزا رايس، مشاريعهم في المنطقة، حضور حزب الله في العديد من الميادين، هذا ليس خفياً هذا نفتخر ونعتزّ به، صحيح انه نقطة خلاف في البلد، ما حصل في سوريا وفي اماكن اخرى، اذاً حزب الله خطر على المصالح الاميركية، على المشاريع الاميركية وليس على المصالح اللبنانية الوطنية، وليس على الشعب اللبناني، بل هو المدافع عن الشعب اللبناني وحريته وكرامته وامنه واستقراره وعزه وشرفه وعرضه، الآن الامريكان والاسرائيليون لم يستطيعوا معالجة هذا الخطر جاؤوا يستغلون الوضع الاقتصادي والمالي والمعيشي اللبناني ليعالجوا هذا الخطر الذي هو مشكلتهم، جاؤوا ليستغلوا لا ليعالجوا، انه يا لبنانيين هذا خطر اذهبوا وعالجوه، اذا اردتم ان نساعدكم عالجوا لنا هذه المشكلة، التي يريدون تحميلها للبنانيين ويعتبرونها انها مشكلتهم وهي ليست مشكلة اللبنانيين وانما هي مشكلة اسرائيل ومشكلة الهيمنة الاميركية والمشاريع الاميركية في المنطقة.
هذا اولاً، طبعاً، لماذا يريد ان يأتي ويحمّل الشعب اللبناني معالجة هذا المُشكل له ولإسرائيل، ببساطة لأن الاميركيين والاسرائيليين خلال عقود من الزمن عجزوا عن معالجة هذا الخطر ما يسمّونه خطراً اي موضوع المقاومة، لا الحروب، ولا الاوضاع الاقليمية، ولا الاغتيالات، ولا العقوبات، ولا إنفاق مئات ملايين الدولارات لإساءة السّمعة، ولا تحريض بيئة المقاومة على المقاومة، وما حصل مؤخراً هو فشل كبير للأميركيين ايضاً وان كان هو يكذب على نفسه لا اريد الدخول في التفاصيل، واستطلاع الرأي الذي قاموا به ايضاً اكد بأنهم فشلوا بهذا الموضوع، اذاً كل ما يُستخدم في مواجهة المقاومة في لبنان للتخلّص مما يعتبرونه خطراً على اطماعهم ومشاريعهم هم عجزوا، تفضّل يا شعب لبنان انت ستعالج المشكلة اذا اردت ان نساعدك، هذه تسمّى مساعدة ام تسمّى ابتزاز؟ هؤلاء أناس محبّين وحريصين على لبنان وشعب لبنان والفقراء والمحتاجين في لبنان آتين لمساعدتهم من منطلق انساني واخلاقي والقانون الدولي وشرعة حقوق الانسان وما شاكل وقيادة العالم او هذا ابتزاز تمارسه الادارة الاميركية والحكومة الاسرائيلية من خلفها على الشعب اللبناني لمعالجة هذا الامر! وما هي المعادلة التي يطرحها الامريكان، ان تخلوا عن قوّتكم، تخلّوا عن قدرتكم الدفاعية، تخلّوا عن ما يمكن ان يحفظ سيادتكم ونفطكم وغازكم ومياهكم، على امل ان نساعدكم، ووضعنا فيلتمان بين خيارين ” الجوع الاكيد او النهوض المحتمل”، هو صادق هنا “النهوض المحتمل” لأنه غير معلوم نهوض “محتمل”َ!
النقطة الثانية في التعليق، قبل ان انتقل للشأن الحكومي، هل تثقون بوعود الادارة الاميركية؟ انا ادعوكم لعدم الثقة، انظروا الى حلفاء واصدقاء اميركا في العالم كيف تتخلّى عنهم، كيف تتركهم في وسط الصحراء، في قلب التهديدات، كيف تذلّهم، كيف تبتزّهم، كيف تحلبهم، كيف تسرقهم، هذه اميركا، هل تثقون بهذه الاميركا وبهذه الادارة الامريكية.
ثالثاُ، اتّعظوا من الدّول، لن اسمي دولاً لأن من ضمنها دول عربية ولا نريد ان نزيد مشاكل لبنان، هناك دول سلّمت بالشروط الاميركية، فقدت دورها القيادي والاقليمي والمؤثّر وتحوّلت الى دول عادية بالرغم من انها دول مهمة جداً كانت في المنطقة وفي العالم، مقابل الحصول على دعم وعلى مساعدات، هل تجاوزت ازماتها الاقتصادية والمالية والاجتماعية ام انها تنطلق من ازمة الى ازمة ومن مأزق الى مأزق، انظروا الى هذا واتّعظوا واعتبروا من تجارب الاخرين مع الولايات المتحدة الاميركية وايضاً مع بعض المؤسسات الدولية. المطلوب ان نتخلّى عن قوّتنا ونذهب الى الوصاية، الى التخلي عن استقلالنا كبلد، استقلال دولتنا، واستقلال القرار السياسي والسيادي. انا ادعوا اللبنانيين الى الوعي، الى عدم التأثر بهذه الدعوات المخادعة، الى عدم القبول بالتحريض لأن ما يقوم به الاميركيون هو تحريض، تحريض للبنانيين على بعضهم البعض للدفع باتجاه الفتنة او باتجاه الفوضى، وانا اقول بصدق للبنانيين، اذا تعاونوا في ما بينهم، في ما يملكون من عقول، وقدرات معرفية، في ما يملكون من ارادة، في ما يملكون من مقدرات هم قادرون على ان يخرجوا من الازمة والمأزق والمعضلة القائمة. نحن في هذه المشكلة، لبنان في هذه المشكلة بسبب التشتت، بسبب الاختلاف الشديد في الاراء وليس التنوع، بسبب العصبيات الطائفية والمناطقية والحسابات الحزبية والطائفية والمذهبية والمناطقية، اما لو ترفعنا عن كل ذلك، وجلسنا عند بعضنا البعض، وقلنا لبنان في حالة طوارئ، وقلنا تعالوا لنضمّ العقول الى بعضها والقبضات الى بعضها والسواعد الى بعضها والمقدرات الى بعضها البعض، بالتأكيد نحن قادرون لبنانياً وبقدراتنا الوطنية واللبنانية ان نخرج وان ننقذ بلدنا من المأزق المالي والاقتصادي الموجود فيه.
وقبل ان اختم المقطع الاول اريد ان الفت الى امر مهم، هناك دائماً وخصوصاً في الفترة الاخيرة بعض الجهات الخارجية، بعضها عربية خليجية، تعمل بين الحين والاخر على فبركة تصريحات لمسؤولين ايرانيين او على تحريف تصريحات، فبركة يعني ان فلاناً قال كذا .. مسؤول في ايران وزير، نائب، رئيس، قائد بالحرس، بالجيش.. تأتي لتدقق، تجده لم يقل ولم يتكلّم من الاساس، اخترعوا له كلام، او يكون صرّح ولكن يقومون بتحريف ما قال، طبعاً الهدف، من جهة استفزاز وتحريض بعض اللبنانيين الذين يُستفزون سريعاً حتى قبل ان يتأكدوا او يتثبّتوا او يسألوا، يعني مثلاُ سيادتهم، يكون يسمع بومبيو ويفهم انكليزي ليس هناك من داعي ليترجم لهم احد ليقول هناك خطأ في الترجمة، ويسمعها – شو اسمها هاي (كرافت) طلعتلنا جديدة – ويسمع فيلتمان ولا يهتزّ ولا يتأثر هنا السّيادية لا تُمسّ، لكن مجرّد ان يجد على مواقع تواصل او وكالة انباء ويمكن ان تكون معادية لايران، تصريح معيّن مستفز تبدأ برؤية المقالات، وردود الافعال، ومطالبة رئيس الجمهورية العماد عون والمسؤولين باتخاذ موقف وإلاّ وإلاّ.. وهذا حدث منذ ايام، عندما حرّفت تصريحات لأحد الأخوة في قيادات الحرس، حسناً بكل بساطة اتصلنا، انا واحد من الناس عندما رأيت التصريح قلت ان هذا اكيد غير منطقي، وانه غير ممكن ان يكون احد من الاخوان الحرس قد تحدّث هذه اللّغة، وعندما رجعت الى النّص الفارسي وصادف انني افهم فارسي، لا يوجد لبنان في التصريح كله، انه نحن اذا اسرائيل اعتدت على ايران سندمّر اسرائيل من لبنان، اصلاً لا يوجد كلمة لبنان في كل التصريح العائد له، زادوا له من لبنان، قامت القيامة هنا عند بعض الناس دون تثبّت، راجعنا الاخوة في ايران، قالوا هذا غير صحيح لم يقل ذلك وهذا النص الكامل موجود ، وصدّروا الجماعة مشكورين بيان، وكانوا محترمين حتى بتعاطيهم مع تعليق وزير الدفاع اللبناني ! انا ما ادعوا اليه، ان هناك اشخاصاً مصرّين على اختراع تصريحات لمسؤولين ايرانيين او تحريف تصريحات لمسؤوليين ايرانيين من اجل استفزاز بعض اللبنانيين، احراج رئاسة الجمهورية والعديد من المواقع في الدولة، احراج حزب الله وحلفاء واصدقاء حزب الله، وحلفاء وأصدقاء ايران، هذا متعمّد، وهذا جزء من الحرب الإعلامية والنفسية الدائرة الان. ولذلك انا لدي تمني، لا احد يُستفز، ويهز بدنه، وانما ينتظر ويتريّث، اذا كانت هذه التصريحات صادرة من مسؤوليين ايرانيين، واذا كان هناك تصريحات خاطئة وغير صحيحة، بالتأكيد لا الأخوة في ايران يقبلون ذلك ولا نحن نقبل ذلك.
هنا يوجد شيئاً تعقيباً اريد الاستفادة من التصريح الذي نقل ايضاً لأقدّم معلومة وأوجه رسالة، هي خارج السياق، البعض يتصوّر بأنه اذا اعتدي على ايران فإنّ ايران ستعتمد على حلفائها لتردّ، اريد ان اعطي معلومة دقيقة للاميركيين والاسرائيليين ولكل احد، من يعتدي على إيران سترد عليه إيران، الجمهورية الاسلامية في إيران، حتى من الزاوية المعنوية والإعتبارية هي لا تقبل بأن تسكت وتعتمد على أصدقائها وحلفائها لأن يردّوا، الآن حلفاؤها وأصدقاؤها كيف يتعاطون إذا أعتدي عليها هذا شأنهم، أما شأن الجمهورية الإسلامية في إيران ليست كذلك، إذا إعتدى الإسرائيليون على الجمهورية الاسلامية، إيران بنفسها سترد على الإسرائيليين، إذا إعتدى الأميركيون على الجمهورية الاسلامية، إيران بنفسها سترد على الأميركيين، ولذلك هذه التصريحات التي تنسب إلى مسؤولين إيرانيين أساساً هي مخالفة للمباني والسياسات والقرارات المنهجيّة المعتمدة لدى القيادة في إيران. هذا فقط لكي يطمئن القلقون، بكل الأحوال نختم بهذا المقطع بأن أعيد وأقول كما قلت باليوم الاول لما هو قائم في لبنان وأيضاً في العراق وفي سورية وفي أماكن أخرى، كل من له مشكلة ما ويريد أن يتظاهر ويحتج أو حتى يقاتل عليهم أن لا يسمحوا للأميركيين وللإسرائيليين أن يستغلوا تحركاتهم وتظاهراتهم ومواقفهم وإحتجاجاتهم لمصلحة أميركا وإسرائيل لأنها هذه ستكون خسارة وطنية كبيرة جداً.
أنتقل إلى الشأن الحكومي، في المقطع الحكومي منذ الأيام الأولى يعني 17 تشرين كان يوم الخميس السبت انا خطبت في 19 منه في أربعينية الإمام الحسين عليه السلام، بالموضوع الحكومي أنا قلت كلاماً واضحاً نحن لا نوافق على إستقالة الحكومة، وذكرت لماذا، من جملة الأسباب التي ذكرتها أنه إذا إستقالت الحكومة سيصعب تشكيل حكومة جديدة في لبنان وسيأخذ الأمر وقتاً وهذا ليس لمصلحة البلد، لأن الوضع المالي والإقتصادي لا يحتمل الفراغ، والوضع المعيشي لا يحتمل الفراغ، هذا تكلمت به انا يوم السبت، في 19 تشرين، حسناً بعد عدة أيام رئيس الحكومة قدم إستقالته وبطبيعة الحال يعني إستقالة الحكومة، حتى اليوم نحن قريبون من الشهرين ليس أنه كان هناك دائماً مشكلة تأليف الآن يوجد مشكلة تكليف ومشكلة تأليف، سنتكلم بعد قليل إلى أين نحن ذاهبون، لكن هذا واقع الحال، وفي كل الأحوال نحن نأمل إن شاء الله من المفترض الإثنين تجري إستشارات ونأمل أن يحصل تكليف لمن تختاره أكثرية الأصوات ليكلف بتشكيل الحكومة، ولكن أيضاً عملية التكليف لن تكون عملية سهلة.
بكل الأحوال كل هذا الوقت الذي ضاع سابقاً وحالياً نسأل الله أن لا يضيع وقت أكثر، هو ضاع من طريق اللبنانيين ومن طريق مصالح اللبنانيين. من جهة أخرى برأينا كانت الوضعيّة الأفضل التي تكلمنا عنها وقتها أكثر من مرة، أن تبقى الحكومة وأن تبقى الإحتجاجات والتظاهرات في الميادين، أنا بالأيام الأولى قلت نحن لن نلتحق بكم، لكن قلت أبقوا في الساحات وأبقوا في الميادين، هذا في الأيام الأولى، طبعاً بعد ذلك يوم الجمعة، طلبت من جمهور المقاومة أن يغادر، وشرحت الأسباب، الوضعية الأفضل كانت أن تبقى الحكومة وأن تبقى التظاهرات والإحتجاجات، لأن هذا كان ممكن أن يشكل عامل ضغط على الحكومة، وشكل عامل ضغط على الحكومة، لتقوم بخطوات إصلاحية وبإجراءات وتدابير سريعة وفعّالة سواء في الحكومة أو في المجلس النيابي ولتحقق الكثير لمصلحة الشعب اللبناني، سواء في موضوع الإصلاحات، وفي الموضوع الإقتصادي والموضوع المالي رأينا وقتها من أسرع الإنجازات كان موازنة بلا ضرائب وبلا رسوم، حسنا، لو أكملنا هكذا، لو بقيت الحكومة شهراً واثنين وثلاثة، وبقيت الناس تضغط في الشارع وبقيت الإحتجاجات وبقيت الإعتصامات والمطالبات والحكومة كانت كلها مستعدة ومؤهلة نفسياً أن تجتمع وتمارس عمل جاداً وتنطلق بإصلاحات، ولكن عملياً عندما إستقالت الحكومة لم يعد هناك من يستجيب للمطالبات، لم يعد هناك من يقوم بالإصلاحات، لم يعد هناك من يتخذ تدابير وإجراءات، عندما إستقال رئيس الحكومة بظاهر الحال بالنسبة للبعض في الحراك إعتبر أن هذا إنتصار وإنجاز للحراك، ولكن في حقيقة الحال إستقالة رئيس الحكومة والحكومة أدى الى ضياع الوقت، أولاً الى فقدان الجهة وبعد ذلك منع المجلس النيابي من العمل، إلى تعطيل المؤسسات التي يجب أن تقوم بالإصلاحات وأن تلبي المطالبات وأن تصغي إلى نداء الناس وإلى آلام الناس وإلى أوجاع الناس وتحت ضغط الشارع، بل برأيي أن الأمر إزداد سوءاً، لأن من يومها الى الآن لنرى ماذا حصل لدينا؟ غلاء للأسعار، فقدان للكثير من السلع من الأسواق، تهديد الناس بالبنزين وتهديد الناس بالخبز والدواء والمستشفيات وإضرابات وتسريح عمال وإفلاس شركات وزيادة في البطالة وأزمة مصارف وودائع ومودعين وإختلال الوضع الأمني وسرقات وقطع طرقات وصدامات في الشارع وكب النفايات على أبواب المسؤولين، وهذه ظاهرة جديدة لا أعرف من أين أتوا بها، وضرب مواسم الأعياد وتراجع الثقة بالبلد إلخ… لو بقيت الحكومة وبقي الناس في الشارع يضغطون على الحكومة بشكل سلمي وحقيقي وبدون شتائم وبدون ممارسات غير مناسبة ولائقة لما وصلنا الى ما وصلنا اليه الآن.
أنا لا أحمل جهة واحدة المسؤولية، كل من أوصل البلد إلى هذا الوضع الحالي هو يتحمّل المسؤوليّة، عملياً أيضاً عندما إستقالت الحكومة لم يعد الحديث في البلد، الحديث الأول، لم يعد لا عن الدواء ولا الجوع ولا عن فرص العمل ولا عن الوضع المالي والإقتصادي، صار الحديث من سيأتي رئيساً للحكومة وكيف ستشكل الحكومة والحكومة تكنوقراط، أخصائيين؟ سياسيين؟ تكنو سياسية؟ الأميركيون ماذا يريدون؟ الأوروبيون ماذا يريدون؟ فلان ما هي شروطه؟ فلان يقبل، فلان لا يقبل، ذهب البلد الى مكان آخر لا صلة له بكل ما نزل من أجله الناس وكثير من الناس في الأيام الاولى في 17 تشرين، حسناً أنا أقول هذا لنقارب ما حصل، البعض لا يوافق على هذا التقييم، هذه وجهة نظرنا على كل حال، هذا تقييمنا، هذا رأينا، على كل حال أصبحنا بعد إستقالة رئيس الحكومة أمام وضع جديد، أسمه البلد يريد حكومة، حسناً البلد يريد حكومة، يعني أمام القوى السياسيّة، وبشكل خاص أمام الغالبية النيابية إستحقاق جديد أسمه يجب أن نشكل حكومة، لماذا أقول الغالبية النيابية، نعم نحن جزء من الغالبية النيابية الحالية، الغالبية النيابية تتحمل مسؤولية بالدرجة الاولى لتشكيل الحكومة، لأن أي حكومة في البرلمان هي تحتاج الى ثقة الأغلبية البرلمانية، فهناك إحساس خاص بالمسؤولية، إضافة الى أن رئيس الجمهورية والعهد هو أيضاً أساسي في هذه الأغلبية وفي هذا الفريق السياسي الكبير، حسناً أصبحنا أمام خيارات، الذي أريد أن أتكلم به الآن ليس لأنني أتكلم عن الماضي، لأن هذا النقاش لا يزال قائماً، وأنا أريد أن أتكلم بشفافية مع اللبنانيين وأن هذا يرتبط بكم، بمصيركم، بحاضركم ومستقبلكم، يوجد لدينا خيارات، هذه الخيارات ليست إفتراءات.
هذه الخيارات من ورائها نقاشات وكتب بها مقالات وتعليقات، ويوجد مسؤولون ينتمون الى فريقنا السياسي أو حلفاء أصدقاء عبّروا عن مواقف موافقة أو مخالفة لبعض هذه الخيارات، ونحن نحترم كل هذه الآراء. الخيار الأول، الذهاب الى تشكيل حكومة من لون واحد، كما يقولون في لبنان، يعني تفضلوا يا تيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل واللقاء التشاوري وتيار المردة وبقية أصدقائنا، الحزب القومي الخ… حتى لا ننسى أحد او أكيد نسينا أحد، تفضلوا شكّلوا حكومة من لون واحد وتعطونا أغلبية بالمجلس النيابي وتسمّون رئيس حكومة بالأغلبية، يصبح مكلفاً، وتشكلون حكومة وتأخذ ثقة بالمجلس النيابي وتفضلوا تحمّلوا المسؤولية، وحتى هناك في الفريق الآخر من كان يدعو إلى ذلك، ويحرّض على ذلك ويقول تفضلوا شكلوا حكومتكم من لون واحد وتحمّلوا المسؤوليّة، طبعاً في فريقنا السياسي كان يوجد رأيان، رأي يقول فلنقدم على هذه الخطوة، والرأي الأخر يخالف الإقدام على هذه الخطوة، لا شك أن الإقدام على خطوة من هذا النوع يحتاج إلى شجاعة كبيرة وفي فريقنا السياسي الكثير من الشجعان، والكل شجاع، يعني عندما يخالف بعضنا هذا الخيار، يعني تشكيل حكومة من لون واحد ليس لأنه جبان وليس لأنه شجاع، الموضوع يرتبط بتشخيص وتحديد المصالح والمخاطر على البلد، وخصوصاً في هذه المرحلة الإستثنائيّة.
عندما نقارب هذا الموضوع نحن حزب الله موقفنا مخالف لتشكيل حكومة من لون واحد، الأخوة في حركة أمل كذلك، بقية الإخوان أيضاً معروفة مواقفهم لأنهم كانوا يعبّرون عنها، ولكن نحن وأمل لم نكن كثيراً نتكلم في الإعلام، لأنه كنّا لا زلنا في طور النقاشات الداخليّة، الآن يوجد كلام بموضوع الميثاقية أنها تمنع تشكيل حكومة من لون واحد، يوجد إجتهاد حول بعض المواد في الدستور اللبناني تقول أنه لا يمكنكم أن تشكلوا حكومة من لون واحد تستثني طوائف أساسية أو قوى كبرى في طوائف أساسيّة، أنا لا أريد أن أناقش بالميثاقيّة ولا أريد أن أناقش بالإجتهاد المتعلق بالمادة الفلانيّة من الدستور اللبناني، ضعوا هذا النقاش جانباً، هذا بحاجة إلى إجتهادات، أريد أن أناقش بالمصالح الوطنيّة، أريد أن أناقش بالبلد والمخاطر على البلد، أولاً أريد أن أذكر قبل المجلس النيابي الحالي في المجلس النيابي الذي سبق والذي سبق أيضاً، كانت الأغلبيّة النيابيّة للفريق الأخر، لكن نحن وفريقنا السياسي كله كان يطالب الفريق الآخر بتشكيل حكومة وحدة وطنية على قاعدة أن المصلحة الوطنيّة اللبنانية، المصلحة العليا، تقتضي أن يكون هناك حكومة تعبّر عن كل الشرائح والطوائف والقوى الأساسيّة في البلد، عندما كانوا هم أغلبية نيابيّة كنّا لا نقبل منهم أن يشكلوا حكومة من لون واحد، وكنا نطالبهم بحكومة وحدة وطنية، عندما أصبحنا نحن، فريقنا أغلبية نيابية لنكون منسجمين مع أنفسنا ومع طروحاتنا ومع ماضينا لا يجوز أن نذهب الى حكومة أغلبية وإلى حكومة لون واحد، ما نطلبه من غيرنا عندما كان أغلبية يجب أن نلتزم به نحن عندما نكون أغلبية نيابية. هذا من حيث المبدأ، من ناحية آخرى، الوضع في البلد، الآن البلد يمر في أخطر أزمة مالية إقتصادية في تاريخه، حسناً، أي حكومة تريد أن تعالج هذه الأزمة المالية والإقتصادية هي تحتاج بشكل أساسي إلى الإستقرار الداخلي والهدوء الداخلي في لبنان، أن العالم في مدارسها وجامعاتها وحقولها ومصانعها وتجارتها وعملها، حركة الإنتاج فعّالة، السياحة فعّالة، الدخول، الاستيراد، التصدير، نتحدث بأزمة اقتصادية مالية.
أما إذا تشكلت حكومة من لونٍ واحد في ظل التوتر القائم والذي سيتصاعد، قطع طرق ومظاهرات واحتجاجات وشك بالميثاقية وشك بالتمثيل وخروج واتهام بالخروج على الطائف وما شاكل، كيف لحكومة اللون الواحد أن تعالج أزمة بهذا المستوى من الخطر!؟
أيضاً الأزمة تحتاج إلى تعاون الجميع وتكاتف الجميع وعدم تهرب أحد من المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع في لبنان، هذا أيضاً لا ينسجم مع حكومة لون واحد، هناك معارضة وهناك موالاة وهناك مزايدات سياسية ومزايدات إعلامية ومزايدات شعبية لأن أي حكومة إنقاذ ستضطر لاتخاذ إجراءات وخطوات غير شعبية، عندما تكون هناك حكومة لون واحد ويتربص بها من هو خارجها – أيً يكن من كان خارجها – حينئذ سنذهب إلى المزايدات وإلى التوتر، ولماذا نزايد على بعضنا فليخرب البلد ويضيع البلد.!
إضافة إلى المخاطر الخارجية في حكومة اللون الواحد، في الأساس نحن نكون في الحكومة وحضورنا محدود وحقيقة وهذا الموضوع شرحته بأكثر من وقت وليس هناك داعٍ أن أعيده، ومع ذلك هناك من يقول هذه حكومة حزب الله وهي ليست حكومة حزب الله، إذاً في حكومة اللون الواحد سيقال أكثر من وقت مضى هذه حكومة حزب الله، هل هذه مصلحة لبنان حالياً؟! طبعاً ليست مصلحة لبنان.
إذا أريد أن أراعي المصالح الحزبية والطائفية حكومة اللون الواحد نحن سنكون أقوى حضوراً وتأثيراً فيها، ولكن هذه ليست مصلحة البلد، ليست مصلحة الشعب اللبناني.
أيضاً في نفس هذا السياق، حكومة اللون الواحد الآخر، يوجد طرح – فلنسميه الآن الخيار الثاني ولكن لون واحد آخر – أنه حسناً فليأتي التيار الوطني الحر، حزب الله، حركة أمل، بقية الأصدقاء والحلفاء ونقول نحن لا نريد أن نشارك في الحكومة، تفضلوا أنتم يا تيار المستقبل وبقية القوى السياسية الصديقة والحليفة لتيار المستقبل وشكلوا أنتم الحكومة وأنتم تحملوا المسؤولية، أيضاً هذا رأي موجود ومطروح، وليتحملوا هم المسؤولية، وإذا البلد سيقع لماذا يقع بوجهنا ونحن شركاء فليقع بوجههم، أيضاً هذا الموضوع نحن لا نوافق عليه، غير موافقين عليه، انطلاقاً من مصلحة البلد، تقول لي ما هو الأريح لرأسك؟ نعم، أخرج، لكن الآن هل وضع البلد يحتمل؟ هل المطلوب إنقاذ البلد أو المطلوب لنرى من سنحمّل المسؤولية إذا وقع البلد!؟ نحملها نحن أو يحملوها هم أو نحملها للحزب الفلاني أو التيار الفلاني أو الجماعة الفلانية؟ المسؤولية الوطنية تقتضي ذلك؟ أم أن المسؤولية الوطنية تقتضي أن يتحمل الجميع المسؤولية وأن يشارك الجميع وأن يحضر الجميع وأن يقدم الجميع التنازلات من أجل التعاون لإنقاذ البلد، هذه هي المسؤولية الوطنية.
هناك سؤال، إذا نريد أن نقول أنتم الفريق الآخر شكلوا حكومة من لون واحد كيف سيأخذون الثقة بالمجلس النيابي، نحن الأغلبية، إذا أعطيناهم ثقة يعني أصبحنا نحن مسؤولين، إذا لا نريد أن نعطيهم ثقة يعني هذا دعوة إلى الفراغ، هذا لا يستند إلى منطق واقعي. لذلك حكومة اللون الواحد منا لوحدنا أو من الفريق الآخر لوحده برأينا هو خيار غير مناسب ولا يخدم المصلحة الوطنية ولا يساعد على إنقاذ البلد في هذه المرحلة.
الخيار الثالث، الخيار الثالث والخيار الرابع يقومان على فكرة حكومة الشراكة، أوسع تمثيل ممكن، لا أريد أن أقول حكومة وحدة وطنية، تعرفون المرة الماضية أنا قلت حتى الحكومة السابقة التي استقالت لا يمكن أن نسميها بحق حكومة وحدة وطنية لأن هناك قوى سياسية محترمة موجودة في البلد هي خارج الحكومة، لنقول حكومة شراكة وطنية، حكومة أوسع تمثيل ممكن، وهناك من طرح أن يشارك الحراك في هذه الحكومة، نحن قلنا ليس لدينا مشكلة لكن المشكلة غداً أنه عندما يريد الحراك أن يسمي أو أحد يسمي للحراك، الحراك يقول ليس لدينا قيادة والحراك لم يقبل أن يشكل وفداً ليحاور فخامة رئيس الجمهورية ولم يقبل أن يقدم ناطقين رسميين باسمه، كيف غداً سيقدم عدداً من الوزراء أسمهم ممثلي الحراك الشعبي في لبنان، على كل حال هذه معضلة ستواجهنا عندما نصل إلى ملف التأليف.
النقطة المشتركة بين الخيار الثالث والرابع هو أنه نحن ندعو إلى حكومة شراكة، حكومة أوسع تمثيل، لا تتناقض لا مع الميثاقية بناءً على الفهم الشائع، ولا على أي اجتهاد له علاقة باتفاق الطائف وتنسجم مع تعاون الجميع وتحمل الجميع للمسؤولية وتأمين استقرار في الداخل وتهدئة الشارع وتهدئة المناطق والذهاب إلى العمل بروح المسؤولية، لكن الفارق بين الخيار الثالث والرابع له علاقة برئيس الحكومة، فنقول الخيار الثالث حكومة يرأسها الرئيس سعد الحريري، نحن من أول يوم لم يكن عندنا مانع من هذا الخيار، لكن طبعاً ما يقال في وسائل الإعلام أو في بعض المجالس أنه نحن متمسكون بهذا الخيار بمعنى لا نقبل بخيارات أخرى هذا غير صحيح والدليل الخيار الرابع الذي قبلنا به وسرنا به، إذاً الخيار الثالث حكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري، نحن لم يكن عندنا مانع، موافقين ومنسجمين مع أنفسنا، لأنه نحن كنا نقول لا تستقيل الحكومة وكان رئيسها الرئيس سعد الحريري، إذاً هذا الخيار الثالث، لكن هذا الخيار لم يتحقق لأن الرئيس سعد الحريري طرح مجموعة من الشروط وجدها أغلب فريقنا السياسي أو كل فريقنا السياسي أن هذه شروط غير مناسبة أو غير صحيحة، بعضها غير مناسب أو غير صحيح وبعضها إلغائي وأنه يجب أن نتفاوض حول هذه الشروط وأن نعالجها، فأدى ذلك إلى الانتقال إلى الخيار الرابع. الخيار الرابع – يعني هنا نكون نتحدث عن حكومة فيها الغالبية وفيها تيار المستقبل وفيها قوى سياسية أخرى – الخيار الرابع كان اسم يقترحه الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل بما يمثل في الطائفة السنية الكريمة أو يوافق عليه وتقبل به الأغلبية النيابية لأنه هي التي ستعطيه أصواتها وهي التي ستعطي الثقة لحكومته في المجلس النيابي فمن الطبيعي أن تكون موافقة عليه وقبلنا بهذا الخيار وطرحت أسماء، الاسم الأول السيد الصفدي، لم نطرح نحن هذا الاسم – لا أريد أن أقول من وكيف، هذا أصبح تفصيلاً – لكن هذا الاسم تُداوّل به، عُرض علينا نحن وأيضاً نحن قبلنا به وقلنا ليس لدينا مشكلة، بعد ذلك حصلت هناك ملابسات انتهى هذا الخيار أو هذا الموضوع. عُرض اسم آخر – لم نعرضه نحن أيضاً – الوزير السابق بهيج طبارة، قلنا ليس لدينا مشكلة وذهبنا أيضاً، بعد ذلك انتهى الموضوع، ثم عُرض اسم آخر هو الأستاذ سمير الخطيب ولسنا نحن الذين عرضناه، يعني الأسماء الثلاثة التي حصل التوافق عليها وتقريباً كان سينتهي الموضوع وفشل، لم نكن نحن المبادرين إلى عرض هذه الأسماء وإنما عرضت علينا هذه الأسماء وكنا نقول ليس هناك مشكلة، إذا الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل موافقين يعني هذا يساعد أنه أنت تعمل هذه الميثاقية وتعمل هذه الشراكة وإلى آخره، وكنا أيضاً نقول يجب أن يكونوا موافقين وأن يشاركوا في الحكومة أيضاً.
في موضوع الأستاذ سمير الخطيب، أصلاً اتفق على الاسم وعلى المبادئ الأساسية للحكومة، طبعاً لم ندخل في الأسماء والحقائب وما شاكل لأن هذا يحمل إلى ما بعد التكليف، ولكن في الساعات الأخيرة قبل موعد الاستشارات انتهى الموضوع، أيضاً لا أريد أن أدخل في التفاصيل. وأجلت الاستشارات، فخامة الرئيس أجلها بناءً على رغبة الكتل النيابية، أغلب الكتل النيابية الأساسية أنه يا فخامة الرئيس أجّل عدة أيام حتى نرى ماذا سنفعل.
إذاً هذا الخيار الثالث مطروح وما زال مطروحاً، لكن طبعاً الرئيس سعد الحريري يجب أن يحلحل ببعض الشروط التي يتحدث بها، والخيار الرابع أيضاً ما زال مطروحاً، الآن إذا يعودون ويتفقون على أي اسم آخر لترأس الحكومة ويشكل حكومة شراكة ولو لمرحة انتقالية نحن منفتحون وايجابيون وليس لدينا مشكلة ونرى أن الحل في الوضع الحالي هو في الخيار الثالث أو الخيار الرابع.
الآن مجموعة الدعم الدولي قالت نريد حكومة إصلاحية، جيد جداً حكومة إصلاحية ليس هناك مشكلة، الحكومة الإصلاحية لا تعني بالضرورة تكنوقراط ولا تعني بالضرورة سياسية أو تكنوسياسية أو أخصائيين أو أي أو لا، هذا نأتي لنقاشه لاحقاً، المهم حكومة قادرة، إصلاحية يعني قادرة على أن تحقق الإصلاح المطلوب، حكومة إنقاذ حقيقي للوضع القائم في البلد، الحكومة الإصلاحية، الحكومة الإنقاذية تطلب مشاركة الجميع، كما رفضنا حكومة اللون الواحد وأصرينا أن تيار المستقبل بما يمثل ومن يمثل يجب أن يشارك في هذه الحكومة أيضاً نصر أن يشارك التيار الوطني الحر بمن يمثل وما يمثل ولا يجوز أن تتشكل حكومة على قاعدة إلغاء لأي أو استبعاد لأي طرف سياسي أساسي يمكن أن يساعد بما يمثل ويمكن أن يساعد بشكل كبير في دفع البلاد إلى الخلاص وإلى الإنقاذ.
يوم الاثنين من المفترض كما قلنا أن تذهب العالم للاستشارات، حتى هذه اللحظة الكتل النيابية لم تتوافق على اسم، يمكن الاثنين كل كتلة تسمي من تريد من دون توافقات مسبقة، سنرى الاثنين ماذا سيحصل، كتلة الوفاء للمقاومة أيضاً هي تعبّر عن موقفها يوم الاثنين، أنا لا أريد أن أستبق الموقف من الآن، نأمل أن يحصل تكليف يوم الاثنين لأي شخصية يحظى بأكثرية الأًصوات أو بالأصوات اللازمة أو ما يحتاج إليه من أصوات وبعد التكليف نتحدث حينئذ عن حكومة، عن تأليف الحكومة، نتفاوض مع الرئيس المكلف كلٌ من موقعه كفريق واحد، كأفرقاء، نحاول أن نتعاون لتشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن، هذا هو الآن المطروح بين أيدينا حتى هذه اللحظة إلا إذا حصل جديد من الآن إلى عشية أو إلى ليلة يوم الاثنين، هذا فيما يتعلق بالشأن الحكومي.
بالشأن الأمني كلمتين، طبعاً أنا أتوجه بالشكر إلى الكثير من الناس في مختلف المناطق اللبنانية، في الحقيقة ليس فقط في بعض المناطق، في كل المناطق اللبنانية الذين صبروا وما زالوا يصبرون على عملية قطع الطرقات، هذه العمليات، عمليات قطع الطرقات، كلنا نعرف مساوئها ومخاطرها ومآسيها على الناس، خلال كل الفترة، خاصة أن المدة طالت، وما عناه الناس من إذلال ومن صعوبات ومن مخاطر وسقوط شهداء بسبب قطع الطرقات، الناس الذين صبروا وتحملوا مارسوا مسؤوليتهم بوعي وكان المطلوب في مكان ما، بالتأكيد في مكان ما، هناك من كان يريد الفوضى، هناك من يريد الصدام، من خلال مثلاً بث الإشاعات، بث بعض الأشياء الجديدة، بعض الأشياء القديمة، وهذا حصل وعمل توتر في أكثر من مكان،الناس صبروا وتحملوا، وأنا ندائي لهم اليوم، المزيد من الصبر، إن شاء الله نكون قد صرنا بأواخر الوضع، إن شاء الله نحن نقترب من الحل وبالتالي من يقطع الطرقات أياً تكون أسبابه تكون هذه الأسباب انتفت، لكن إلى ذلك الحين، المزيد من الصبر، المزيد من التحمل، والمزيد من الوعي، وحتى الآن نجح الناس في أن لا يستدرجوا للصدام وإلى المواجهة الخطرة.
ثانياُ، أيضا نحتاج لضبط بعض الصدامات التي حصلت في الشارع، بعض التوترات التي انتقلت من مكان إلى مكان. الآن طبعا بعض وسائل الاعلام المحلية، لو تشاهدون بعض وسائل الاعلام الخليجية والغربية تقول جمهور حزب الله وحركة أمل وأفراد حزب الله وحركة أمل “عملوا ساوا ضربوا اعتدوا” هذا غير صحيح. حزب الله وحركة أمل لم يتخذا قرارا من هذا النوع على الإطلاق، بل مارسوا وشكلوا لجاناً لضبط الشارع وضبط الناس، كان هناك حالة استفزاز كبيرة جداً على المستوى الشعبي، الذي يعرفها يعرفها، والذي كان يصنعها أيضاً يعرفها، نحن مارسنا ضغطاً كبيراً وضبطاً كبيراً لشارعنا، حزب الله وحركة أمل، نعم في بعض الحالات كانت حالة الانفعال والغضب خارج السيطرة ومع ذلك عملنا مجدداً لإعادتها إلى دائرة السيطرة، بكل الأحوال لكل الشباب والأشخاص والأفراد الذين يستفزوا، يتوتروا، وهناك أمر حقيقة يدعو إلى الاستفزاز ولكن يجب أن يقابل بضبط الأعصاب. أنا مجددا ادعوهم إلى ضبط الاعصاب، إلى الصبر، إلى التحمل، بهذا الأمر عليكم تقليدي أيضا. لأن هذا الموضوع سواء أنا أو دولة الرئيس نبيه بري أو قيادة حزب الله أو قيادة حركة أمل كلنا متفقون، كلنا متفقون يجب أن نحفظ الهدوء، يجب أن لا ننجر إلى مشكل، إلى أي توتر، وهذا ليس لمصلحة البلد وأيضا ليس لمصلحتنا.
بصراحة أيضا هو يسيء، خصوصا أحيانا بعض الشعارات أو بعض الممارسات التي لا تنتمي إلى هذا الجمهور وإلى هذه البيئة.
الانفعال يجب أن يضبط، ويجب أن نكون على مستواً عال جداً من ضبط النفس، وأن لا نعطي لا لاعدائنا ولا لخصومنا ولا للمتربصين بنا مادة للاساءة او للاستفادة السيئة منها.
حزب الله لم يتخذ قرارا من هذا النوع ولا حركة أمل، وعندما حزب الله وحركة أمل وبقية الحلفاء يتخذون قراراً بالنزول إلى الشارع يعرفون كيف ينزلون وينظمون ويديرون ويطرحون شعاراتهم، لأنه تكون حركتهم حركة هادفة ومحددة ومركزة.
بكل الأحوال هذا يحتاج إلى ضبط، وواضح أن الجيش اللبناني والقوى الأمنية جديتها أعلى بفتح الطرقات، وهذه علامة تسجل، ونطالب الجيش اللبناني وقيادة الجيش ونطالب الأجهزة الأمنية بالمسارعة عندما يحصل قطع للطرقات في أي مكان ولا يبقى الموضوع ساعات وإنما يجب أن يسارع، ومن المعروف أن هؤلاء ليس لديهم أي غطاء، من يقطع الطرقات ليس لديه غطاء اليوم، لا غطاء سياسي، ولا غطاء حزبي، ولا غطاء شعبي. لأننا نحن نسمع حتى بعض الذين يقدمون أنفسهم قادة في الحراك هم يقولون أنهم ليسوا موافقين على هذا النوع من الممارسة.
أيضا عدم التساهل فيما يجري الآن من خلل أمني، بعض السرقات التي تحصل، بعض عمليات الخطف، إذا تراخت الأجهزة الأمنية اللبنانية أو اعتبرت أن الظرف غير مساعد لتدخلها وتحملها المسؤولية ترى هذا الموضوع يكبر ويتضخم أكثر ويصبح خطرا. معنى ذلك العودة بالقول للناس انتم انظروا كيف تدافعون عن متاجركم ودكاكينكم وصيدلاياتكم وأحيائكم، هذا خطر وهذا غير مناسب على الإطلاق.
إذا بالموضوع الأمني، حتى الآن تصرف اللبنانيون بمسؤولية بدرجة كبيرة جداً وهم مدعوون إلى التصرف أيضا بمسؤولية، ونحن ان شاء الله نقترب من نهاية هذا الوضع.
النقطة الأخيرة، الوضع المعيشي، طبعاً حتى تشكل حكومة سوف نبقى ننادي حكومة تصريف الأعمال لتحمل مسؤولياتها، لا رئيس الحكومة ولا الوزراء في الحكومة يمكنهم اعتبار أنفسهم بأنهم لم يعودوا مسؤولين، لا هم مسؤولون أمام النّاس وأمام الله في الدنيا، وفي الآخرة هم مسؤولون، بمقدار ما يمنحهم القانون من صلاحيات لتصريف الأعمال، وبالتالي يجب أن يتحملوا المسؤولية، وبالأخص غدا اذا استغرق التأليف بعض الوقت يجب ان تتحمل حكومة تصريف الأعمال مسؤولياتها بالموضوع المالي، الاقتصادي، المعيشي، اجراءات الخ.
والناس أيضاً يجب أن يحملوا مسؤولية اجتماعية، ما نسميه نحن التضامن الاجتماعي، التكافل الاجتماعي.
اليوم هناك كلام كثير في البلد عن محاولات البعض، والآن لن آتي لأسمي وأقول مثلاً الأفران الصيدليات المحروقات التجار حتى لا أكون أتحدث عن فئة معينة.أتحدث عن كل من يقدّم شيئاً ويأخذ مقابله ثمناً، يحصل مقابله على سعر. يوجد كلام أن هناك جهات تستغل الوضع القائم في البلد من أجل رفع الأسعار. هؤلاء أودّ أن أخاطبهم وأناشدهم، الآن الوضع ليس وضع رفع أسعار وهناك من يعمل على رفع الأرباح، في السابق كان يربح مثلا 50 بالمئة الآن يسعى لرفع ربحه إلى 60 بالمئة 70 بالمئة 100 بالمئة، أيضا لهذه الشريحة أود أن أتوجه بالخطاب التالي:
الآن الوضع يحتاج إلى تكافل الجميع، دائما عندما يقال إذا انهار الوضع الاقتصادي بالبلد سينهار على رؤوس الجميع، وليس مهماً لاحقاً بلحية من يكون أو “بخلقة من تطلع” ومن يأكلها ومن ينجوا ومن لا ينجوا، لن ينجو احد، كل البلد وكل الناس وكل المناطق ستتأثر بشكل قاس بهذا الانهيار، لذلك نحن نحتاج إلى التضامن وإلى التعاون. لا يجوز رفع الأسعار، لا يجوز العمل من أجل رفع الأرباح، حتى أكثر من ذلك أنا أدعوهم إلى أن يخفضوا من أرباحهم.
الآن هناك مبادرات فردية تحصل بهذا الدكان أو تلك التعاونية أو بهذا الفرن، أو محطة الوقود أو الصيدلية وما شاكل، هذه مبادرات فردية، لكن الأهم أن نتكافل ونتضامن جميعاً ونقول يا أخي حتى الأرابح، لا نقول للناس لا تربحوا ولا نقول اخسروا ولا يخسر أحد بالحقيقة. أغلب النقاش له علاقة بنسبة الأرباح، حتى لو خفضت نسبة الأرباح، إذا تحملنا بعضنا البعض نحافظ على أمننا الاجتماعي ونحافظ على بلدنا ونحافظ على نسيجنا، ونحمل بعضنا بهذه المرحلة حتى نستطيع تجاوزها.
أما إذا كان هناك أناس يودون تحقيق ارباح ويستغلون هذه المناسبة، وآخرون يتجهون نحو الاحتكار ويخفون سلعاً، لا يجوز اخفاء السلع، هذه جريمة بالموضوع الشرعي وبالموضوع القانوني والأخلاقي والانساني.
حتى هناك بعض النقابات، لا معنى أحيانا لبعض أشكال الاضراب. إذا توجد مشكلة بموضوع الوقود لا يمكنكم الذهاب لاغلاق محطات الوقود، “ما فيكم” ابحثوا عن وسيلة أخرى للاعتراض وللمواجهة وللضغط على من لديكم مشكلة معهم. تظاهروا، احتجوا، اعتصموا، اضربوا عن الطعام يا اخي، ولكن باغلاق محطات الوقود ماذا نفعل بالبلد، أو مثلاً وهذا لن يعجب النقابات، أو بلحظة من اللحظات نريد اغلاق الأفران ونقطع الخبز. كل أمر له علاقة بالناس: وقود، مازوت، خبز، دواء، مستشفى، لا يجوز أن يلعب أحد بهذا الموضو،. ولا يقاتل أحد به أو يغامر به، لا يجوز بكل الموازين وبكل الاعتبارات، ابحثوا عن وسائل أخرى للضغط. المحطة واجبها استمرار بيع البنزين حتى نفاذ المخزون، والمخبز واجبه بيع الخبز حتى ينفذ طحينه، والصيدلية واجبها الاستمرار ببيع الدواء حتى يخلص، لكن أن نأتي للأساسيات التي لها علاقة بحياة الناس نتيجة الاختلاف على نسب الأرباح أو أمر له علاقة بالاستيراد والتصدير مهما كان السبب، وربما لا يكون هذا السبب، مهما كان السبب طالما الناس قادرة أن تؤمن سلعاً أساسية لا يجوز أن ندخل السلع الأساسية التي لها علاقة بحياة الناس بأي عملية ضغط أو ضغط مقابل على الإطلاق. نحن نحتاج لهذا التعاون وهذا التكافل ولهذا التضامن حتى نستطيع عبور المرحلة القائمة والخطيرة والكبيرة جدا.
اختم بالقول، نأمل ان تحصل الاستشارات الاثنين، ونأمل أن يكلف الشخصية التي تختارها الأصوات المناسبة، وثم عندما يكون هناك رئيس مكلف عندها نتحدث بالحكومة وشكل الحكومة والمطلوب منها، ربما وقتها النقاش يكون مفيداً أكثر، جدياً أكثر، لأنه نكون عندها في داخل الاستحقاق أكثر من أي وقت مضى.
أعان الله الجميع، ودفع الله البلاء عن الجميع، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعين الجميع ليتحملوا مسؤولياتهم الوطنية والتاريخية في هذه المرحلة لانقاذ بلدهم والحفاظ على أمنه وسلمه الأهلي واستقراره الداخلي وانقاذه من أزماته المتنوعة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر: العلاقات الاعلامية