بِلازمةِ تأمينِ الاستقرارِ الاقتصادي الذي يعيشُ مازِقاً غيرَ مسبوق، وتثبيتاً لاستقرارٍ سياسيٍ وامنيٍ، كانَ اللقاءُ المطولُ للامينِ العامِّ لحزبِ الله السيد حسن نصر الله معَ رئيسِ التيارِ الوطنيِ الحر الوزير جبران باسيل.
اللقاءُ الذي حضرهُ رئيسُ لَجنةِ التنسيق والارتباط في حزبِ الله وفيق صفا، غاصَ في اَعماقِ الازمةِ وُصولاً الى خُلاصةِ ضَرورةِ الانتقالِ من الاقتصادِ الرَيعي الى ذاكَ المنتج،معَ التأكيدِ على إصدارِ موازنةِ 2020 بإصلاحاتٍ جذرية، وزيادةِ مواردِ الدولة وتخفيضِ عجزِ ميزانِ المدفوعات.
ضرورةُ تفعيلِ العملِ النيابي والحكومي والرَقابي كانَت حاضرةً ايضاً في اللقاء،وكذلكَ قضيةُ النازحين، فضلاً عن الاطلالةِ على التطوراتِ الاقليمية وتداعياتِها..
في تداعياتِ الازمةِ الداخليةِ، ثَمَّةَ من يُصِرُّ على سكبِ البنزينِ فوقَ نيرانِ الاَزمة، والمحترِقُ الوحيدُ، المواطنُ، الواقعُ بينَ التجارِ والدولة.. عادتِ الطوابيرُ امامَ محطاتِ الوُقود،ِ وسيتكرَرُ المشهدُ امامَ الافران،وليسَ امامَ الدولةِ من خِياراتٍ ولا اجراءاتٍ الى الآن، فهيَ مَن سَلَّمَ رِقابَ الناسِ لهؤلاء، يومَ استقالت من مَهامِّ استيرادِ النِفطِ والقمحِ ومَعَهما الدواء، ثُلاثيُّ الامنِ الاجتماعي في ايِ بلدٍ بالعالم..
وفيما الازمةُ تتمددُ، والاقتصادُ يواصلُ الانكماش، لا زالَ البعضُ السياسيُ منكمِشاً على نفسِه، معلِقاً البلدَ على مكابراتِهِ السياسية..
فالاصواتُ التي تُسجَّلُ داخلَ مجلسِ الوزراء مُصِرَّةً على اقفالِ الابوابِ امامَ منافذَ تُسهِمُ بالانقاذِ الاقتصادي، هل لديهِم بديل؟ ام اَنَ الاحقادَ اَو الخطاباتِ الشَعبويةَ لا زالت حاجةً حتى في عزِ الازمةِ الاقتصادية ؟
فمِن ضِمنِ المتغيراتِ التي اصابت هؤلاءِ بالعويلِ السياسي، فَتْحُ معبَرِ البوكمال بينَ سوريا والعراق، لكنَ طرحَ وزيرِ حزبِ الله محمد فنيش كانَ الاستفادةَ من هذا المعبرِ للدخولِ الى الاسواقِ العراقيةِ التي تُعتَبَرُ شاسعةً بالنسبةِ للانتاجِ اللبناني، فترفَعُ من قيمةِ الصادراتِ،وتغذي الاسواقَ بالدولار، والوصولُ الى ذاكَ المَعبر يَحتاجُ الى تنسيقٍ جِدِيٍ مع الحكومةِ السورية وبالطُرُقِ الرسمية. الا يستحقُ هذا سعياً جاداً للوصولِ اليه؟ والمبتلونَ سياسيا فليستَتِروا..
اما المريبونَ في المِنطقةِ، فقالوا خذونا، مِنَ النارِ المشتعلةِ في الشَمالِ السوري، الى نارٍ اُشعِلَت في ناقلةِ نِفطٍ ايرانيةٍ قُبالَةَ ميناءِ جَدَة السعودي في البحرِ الاحمر. اصيبَتِ الناقلةُ، ولم يُصَب طاقَمُها، واُطفِئَت نيرانُها، لكن لم يُطفأِ الحادثُ الذي سيترتَبُ عليهِ الكثير..
المصدر: قناة المنار