ينجح بعض الآباء والأمهات في تربية أطفال مطيعين ونجباء في دراستهم، في حين يفشل آخرون في ذلك. لكن الأمر الأكثر صعوبة هو كيفية جعل الطفل شخصا ناجحا، خاصة أن المشكلة لا تكمن فقط في مدى تدهور المجتمع الحديث، بل في أساليب الآباء في تربية أطفالهم أيضا.
ومن المهم أن يحاول الآباء غرس الصفات الجيدة في أطفالهم منذ نعومة أظفارهم، لأنه من دونها سيصعب على الطفل تحقيق نتائج جيدة وضمان مستقبله المهني، حسب الكاتبة إيكاترينا بيتروفا التي تقدم العديد من النصائح لأولياء الأمور، في تقرير نشره موقع “آف.بي.آر” الروسي:
مشاهدة الأخبار وقراءة الصحف: هذا الأمر لا يتعلق بما إذا كان ولي الأمر يهتم بمتابعة السياسة أو الاقتصاد أو النشرات الجوية، بل من المهم مشاهدة الأخبار بشكل عام؛ فمشاهدة القنوات التلفزيونية التي تذيع الأخبار تسهم في تطوير آفاق الطفل، وتجعله يفكر في العديد من الأشياء المهمة.
التعلم من الأخطاء: اكتساب هذه المهارة يسهل حياة الإنسان، فلا يوجد إنسان معصوم من الخطأ، لذلك يجب أن يتعلم الطفل أنه لا حرج في ارتكاب الأخطاء، ومن مهام الأب أو الأم تجاه الطفل تعليمه أنه في حالات الفشل أو ارتكاب الخطأ، لا يجب الشعور بالذنب أو الحرج، وإنما ينبغي التعلم من ذلك الخطأ.
غرس الصفات الحميدة: يعد المحيط الذي يعيش فيه الطفل من أهم الأمور التي تؤثر على تربيته، حيث يكون الطفل عرضة لآراء وطرق تفكير وسلوك معين؛ ومن شأن ذلك أن يؤثر عليه بطريقة أو بأخرى.
وحتى لا يجد الطفل نفسه في حيرة أمام سلوك الأشخاص المحيطين به والمتناقضة والمتنوعة، فإنه ينبغي على الوالدين أن يغرسا فيه سمات شخصية حميدة صحيحة منذ الطفولة، مثل المساعدة، واحترام كبار السن، والعطف، والصدق.
الثناء على جهود الطفل: أفضل مكافأة قد يحصل عليها الأطفال مقابل جهودهم -إلى جانب المال والهدايا- هي ثناء الوالدين؛ فكلما أثنى الوالدان على طفلهما عمل بجدية أكبر. كما أن ذلك يشجع الطفل على أن يكون أكثر انفتاحا على كل ما هو جديد، وعندما يفشل في أمر ما لن يستسلم وسيحاول من جديد بمزيد من الإصرار.
لا تشرح وقدم وأمثلة ملموسة: من المستحيل تعليم الطفل أي شيء دون أن تقدم له مثالا ملموسا؛ من خلال التطبيق أو الممارسة. فعلى سبيل المثال، يعد الأب والأم قدوة بالنسبة للطفل، وهما يمثلان النموذج الذي سيحتذي به، وإذا شرحت لطفلك أمرا ما ولم يرك تقوم به أو وجدك تقوم بعكسه؛ فإنه لن يتعلم.
القيام بالواجبات المنزلية: من الرائع أن يتعلم الطفل إدارة وقته بكفاءة، ولكنه لن ينجح بذلك إلا من خلال منحه العديد من المهام، مثل المساعدة في الأعمال المنزلية أو في الحديقة إلى جانب الدراسة والترفيه. وعلى هذا النحو، سيعمل الطفل بشكل أفضل دون إجهاد نفسه بدنيا أو عاطفيا، كما أنه سيكون أكثر سعادة.
تعلم من أطفالك: لأسباب عديدة، يعد الأطفال أكثر انغلاقا من البالغين؛ خوفا من العقاب. فمثلا، قد يصمت الطفل وينكر فعل أمر ما. لذلك على الوالدين التحدث مع الطفل والسماح له بتعليمهما ألعابه مثلا، نظرا لأن ذلك سيسهم في جعل علاقتهما مع الطفل أفضل، وجعله يثق بهما. وبهذه الطريقة سيكون من السهل على الطفل إخبار والديه بكل ما يدور في رأسه.
بعض المشاعر السلبية صحية: اسمح لطفلك بأن يشعر بالغضب والألم والحزن، وغيرها من المشاعر السلبية، خاصة أن أغلب أولياء الأمور يحاولون حماية أطفالهم من المشاعر السلبية. وفي الحقيقة، يوجد مبرر لكل ذلك، ولكن هذا الأمر قد يضر صحة الطفل النفسية.
فحماية الطفل من هذه المشاعر السلبية تجعله عاجزا عن التعامل مع نفسه في حالات الغضب أو الألم. لذلك، من الصحي أن يتعرض الطفل لبعض المشاعر السلبية، لأن ذلك سيساعده على تكوين شخصية قوية، ويكون ناجحا وقادرا على التكيف مع الواقع الصعب للمجتمع الحديث.
المصدر: موقع "آف.بي.آر" الروسي