اكد الامام السيد علي الخامنئي، بان لا تفاوض مع اميركا في اي مستوى كان، لا في نيويورك ولا في غيرها، معتبرا سياسة الضغوط القصوى ضد الشعب الإيراني بانها ليس لها أي قيمة.
وقال الامام الخامنئي في تصريح له بداية درس بحث الخارج في الفقه صباح اليوم الثلاثاء، بشأن هدف الاميركيين من طرح موضوع التفاوض مع ايران مجددا انه على الجميع ان يعلم ويدرك ان هذه خدعة.
واشار الامام الخامنئي الى المواقف المتناقضة للمسؤولين الاميركية بخصوص التفاوض، مضيفا انه في بعض الأحيان يقولون التفاوض دون شروط مسبقة، وفي احيان اخرى يقولون التفاوض بـ 12 شرطا، هذه التصريحات إما هي ناجمة عن سياساتهم المرتبكة وإما هي خدعة لارباك الطرف الآخر، وبطبيعة الحال فان الجمهورية الاسلامية ليست مرتبكة ، لأن طريقنا واضح ونعرف ماذا نفعل.
واعتبر سماحته ان هدف الاميركان من طرح قضية التفاوض ليس من اجل ايجاد حل عادل وانما من اجل فرض مطالبهم الوقحة، مضيفا: سابقا قلت إن هدف أميركا من التفاوض هو فرض مطالبها، لكنهم (الاميركان) أصبحوا أكثر وقاحة بحيث يقولون اليوم الحقيقة بأنفسهم.
واشار الامام الخامنئي الى تصريح احد المسؤولين الاميركيين الذي قال علينا أن نجلس على طاولة المفاوضات مع إيران وتقبل بالامور التي نطرحها، وقال لهذا النوع من التفاوض ، يتعين عليهم الذهاب إلى أولئك الذين يتصرفون معهم كأبقار حلوب، الجمهورية الإسلامية ، جمهورية المؤمنين جمهورية مسلمين لله وجمهورية العزة.
واوضح الامام الخامنئي ان اهداف اميركا من انتهاج سياسة الضغوط القصوى، وفي نفس الوقت سعيها لجر ايران الى طاولة التفاوض، مضيفا تتمثل سياسة الحكومة الاميركية في ممارسة أقصى قدر من الضغط على إيران في اطار اجراءات الحظر المتنوعة ومختلف التهديدات والتخرصات، لأن الحكومة الأمريكية الحالية تعتقد أنه لايمكن من خلال المجاملة اركاع الجمهورية الإسلامية وإجبارها على القبول بالمطالب.
وتابع الامام الخامنئي قائلا يسعى النظام الأميركي إلى جعل هذه السياسة نهائية لدى كل من منافسيه المحليين والأوروبيين ، بان الأسلوب الوحيد في التعامل مع إيران هو ممارسة الضغط الاقصى.
واشار سماحته الى اعتراف الاميركيين وحلفائهم بفشل سياسة الضغط الاقصى لاخضاع ايران، مضيفا ان هدفهم من التفاوض هو أن يثبتوا للجميع أن سياسة الضغط الاقصى قد نجحت، وأن مسؤولي الجمهورية الإسلامية رغم قولهم أننا لا نتفاوض، قد أجبروا على الحضور الى طاولة المفاوضات، وبالتالي فإن الطريقة الوحيدة للتعامل مع إيران هي الضغط الأقصى.
واضاف إذا تمكن العدو من إثبات أن سياسة الضغط الاقصى هو اسلوب التعامل المؤثر مع ايران، فان الشعب الايراني لن يشعر بالراحة بعد الآن، لأن هذه السياسة هي وراء كل سياسات أميركا المتغطرسة، وعندئذ أي شيء يطلبه الاميركان بعنجهية من الجمهورية الاسلامية، إذا قلنا لهم “نعم”، فالامر كله ينتهي، ولكن إذا قلنا “لا” ، فسيبدأ الضغط الأقصى من جديد.
واوضح سماحته ان سبب اصرار الاميركان وارسال الوسطاء الاوروبيين للتفاوض وعقد اللقاءات يندرج في هذا السياق، مضيفا: بالطبع ، سأتحدث عن الأوروبيين في وقت آخر ، لكن السبب في أنهم يصرون على ان عقد لقاء مع الرئيس الأميركي سيحل كل مشاكلكم هو إثبات أن سياسة الضغط على إيران هي سياسة ناجحة ويجب انتهاج هذه السياسة.
وأكد الامام الخامنئي انه في المقابل، يجب أن نثبت أن سياسة الضغط الأقصى على الشعب الإيراني ليس لها اية قيمة، موضحاً ان التفاوض مع اميركا يعني فرض مطالبها على الجمهورية الاسلامية، كما ان التفاوض يعني ان سياسة اميركا في ممارسة الضغط الاقصى هي سياسة ناجحة.
واضاف لهذا السبب أعلن المسؤولون الايرانيون من رئيس الجمهورية ووزير الخارجية والآخرين بالإجماع أننا لن نتفاوض مع اميركا، في لقاءات ثنائية ولا متعددة الأطراف.
ولفت الامام الخامنئي انه إذا تراجعت امیرکا عن مواقفها واعربت عن ندمها وعادت الى الاتفاق النووي الذي انتهكته ، فيمكنها وقتئذ المشاركة مع الدول الاعضاء في الاتفاق والتحدث مع ايران ، وفي غير تلك الحالة لن تعقد أية مفاوضات، على أي مستوى بين مسؤولي الجمهورية الإسلامية والأميركيين ، لا في نيويورك ولا في غیرها.
واوضح سماحته إن الجمهورية الإسلامية تعرضت لمجموعة متنوعة من المؤامرات والحيل على مدار العقود الاربعة وأن الأعداء فشلوا في هزيمة ايران العزيزة، مضيفا ان سياساتهم واحدة تلو الأخرى فشلت امام سياسات الجمهورية الاسلامية، وبعد ذلك ستهزمهم الجمهورية الإسلامية بعون الله ، وستنتصر وتخرج من الميدان مرفوعة الرأس.
المصدر: وكالة فارس