بينَ الاضحى والاقصى شراكةٌ متجذرة ، وعناوينُ تضحيةٍ واقتداءٍ بما امرَ به رسولُ الله رجماً لشياطينِ الفتنةِ تماماً كما رجمَ المقدسيونَ اليومَ شياطينَ العصرِ ورسموا حدوداً سماويةً لارضٍ مقدسةٍ بينَ قبلتين..
عيدُ الاضحى في القدسِ حافظَ على رسائلِه ، شجاعةُ ابناءِ المدينةِ المقدسةِ اكدت سقوطَ المكائد ، وثبتت الاطمئنانَ في قلوبِ المؤمنينَ بأْن لا خوفَ على الاقصى ، وانَ من يبيعُ فلسطينَ لكرسيٍّ وعرشٍ لن يحققَ مرادَه ولا صفقاتِه.
في لبنان ، التضحياتُ قائمةٌ دوماً ، يتشاركُها اللبنانيونَ بوجهِ الهمومِ في بلدٍ يطلبُ تفعيلَ العملِ الحكومي لانقاذِ ما امكنَ من اقتصادِه ومن مشاريعِ الموازنة ، ولتأمينِ انطلاقةٍ انتاجيةٍ تتكاملُ بينَ المؤسساتِ والاداراتِ ولا تبتعدُ عنها العينُ الراصدةُ للفسادِ والهدر.
ايجابياً ينظرُ حزبُ الله الى ما نتجَ عن اجتماعِ بعبدا الخماسي ، ولكنْ ما حصل من تعطيلِ الحكومةِ لاربعينَ يوماً يدلُ على ضعفٍ وهشاشةٍ في الأداءِ والتعاطي السياسي ، وهو يدعو – وفقَ رئيسِ المجلسِ التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين – الى اخذِ العبرِ والابتعادِ عن مغامراتٍ غيرِ محمودةِ العواقب ، خاصةً من جانبِ الذين لم يَتعلموا من التجارب.
في اليمن ، تجربةُ الصمودِ بوجهِ العدوانِ تتراكمُ على طريقِ الانتصار ، والبلدُ الذي يدفعُ ابناؤه في عيدِ الاضحى ثمانيةَ اطفالٍ شهداءَ بغاراتٍ عدوانيةٍ وحشية، يتمسكُ بصبرِ مقاتليهِ وحنكةِ قيادييهِ مقابلَ تحالفٍ اجراميٍ بدأَ يفتكُ بأهلِه في عدن الجنوبية ، ويكشفُ كيف يُصفِّي حلفاءُ الامسِ بعضَهم البعضَ على طريقِ التقسيمِ بعدَ الاقرارِ بالافلاسِ الميداني.
المصدر: قناة المنار