رأى تجمع العلماء المسلمين، في رسالة لمناسبة عيد الأضحى المبارك، أن المناسبة تمر هذا العام والوضع في لبنان “يمر بفترة حرجة جدا تحتاج من الجميع إلى الخروج من الأنانيات الشخصية والمصالح الحزبية والفئوية، وتقديم التنازلات لمصلحة الوطن الذي هو بحاجة ماسة إلى تضافر الجهود لمواجهة التحديات وتقديم الحلول للأوضاع المستعصية على الصعد كافة”.
وذكر بأن “من أهم معاني عيد الأضحى المبارك، هو الاستعداد لتقديم أغلى ما نملك في سبيل الوصول إلى رضوان الله سبحانه وتعالى، وكما كان نبينا إبراهيم الخليل عليه السلام مستعدا لتقديم ولده إسماعيل الذي انتظره طويلا ورزقه الله إياه بعد حرمان طويل، يجب علينا إن كنا نريد أن نسير على نهج الأنبياء والصالحين، أن نكون مستعدين لتقديم أغلى ما نملك في سبيل مرضاة الله تعالى، ومن المؤكد أن بناء وطن عزيز حر مستقل سيد هو مما يحقق رضوانه سبحانه وتعالى”.
أضاف: “إن أصدق مثال للتضحية، عايشناه في لبنان في السنوات الماضية، من خلال التضحيات التي قدمها المقاومون في سبيل تحرير الوطن من رجس الاحتلال الصهيوني، والتي قدم من خلالها هؤلاء الشباب مئات الشهداء والاف الجرحى، إضافة إلى الدمار الهائل، وهذه الأيام نعيش واحدة من الذكريات العظيمة وهو النصر الإلهي في حرب تموز.
كما إن ما قدمته هذه المقاومة في سبيل إفشال المشروع التكفيري الذي كان يستهدف كل لبنان والتنوع الطائفي والمذهبي فيه، لإدخاله تحت وصاية الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني، هو جزء من هذه التضحيات التي أتت نتيجة للفهم الحقيقي للإسلام المحمدي الأصيل”.
وتابع: “ولا ننسى هنا أن ننوه بالتضحيات العظيمة التي قدمها الجيش اللبناني في كلا الحربين، والتي كان لها عظيم الأثر في الوصول إلى الغايات المطلوبة، وهذه التضحيات مع تضحيات المواطنين اللبنانيين أكدت على أهمية الثلاثية الماسية: الجيش والشعب والمقاومة، في تحقيق عزة ومنعة الوطن”.
ودعا التجمع اللبنانيين “انطلاقا من مفاهيم عيد الأضحى المبارك، ولكي يكون الإحياء إحياء حقيقيا”، إلى “ما يلي:
أولا: الالتزام بتعاليم السماء مهما كانت طائفتكم أو مذهبكم، فكل الرسالات دعت إلى المحبة والألفة والتكامل والتكافل ونهت عن التطرف، لذا فإن المطلوب هو الدعوة للعيش المشترك ونرفض ونشجب أية دعوة للتعصب الطائفي أو المذهبي.
ثانيا: التمسك بخيار المقاومة باعتباره الطريق الوحيد لصون الوطن وحمايته من الأطماع الصهيونية، وهو السبيل لإستكمال التحرير باسترجاع مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وحماية ثرواتنا الطبيعية في مياهنا وأرضنا ونفطنا وغازنا.
ثالثا: رفض الفكر المتطرف والمنحرف من أي جهة أتى، والتركيز على الحوار سبيلا وحيدا للوصول إلى القواسم المشتركة التي نحمي بها الوطن ونصون استقلاله”.
كما دعا “علماء الدين الإسلامي” إلى أن “تكون خطبة العيد دعوة إلى الوحدة الإسلامية ونبذ الفتنة والتمسك بأهداف الدين الحنيف، وكذلك دعوة إلى الوحدة الوطنية كسبيل وحيد لحماية الوطن والعيش الكريم”، وأيضا “محاربة الفكر التكفيري الظلامي، وتبيان حقيقة الدين الإسلامي المحمدي الأصيل كدين يدعو للمحبة والألفة”.
وختم متمنيا أن يعيد الله عيد الأضحى واللبنانيون “ينعمون بالأمن والآمان وراحة البال، والتخلص من الظالمين وعلى رأسهم الكيان الصهيوني، ويعود السلام إلى ربوع الوطن، وتنتهي الخلافات العبثية التي لا يستفيد منها سوى العدو الصهيوني”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام