شهدت نيجيريا في الآونة الأخيرة تكثيفا ملحوظا في أنشطة مسلحي تنظيم “داعش”، حيث تتجاوز الحصيلة الحقيقية لخسائر القوات الحكومية بكثير ما أعلن عنه رسميا.
وفي جولة جديدة من التصعيد، نقلت وكالة “فرانس برس” عن مصدرين عسكريين وزعيم فصيل مسلح تأكيده أن 25 عسكريا، بمن فيهم 20 نيجيريا وخمسة تشاديين، قتلوا جراء هجوم شنه عناصر “الولاية الإسلامية غرب إفريقيا” فجر الاثنين الماضي على قاعدة عسكرية قرب مدينة باغا شمال شرقي نيجيريا، وتم القضاء على 40 متطرفا على الأقل في المقابل.
في غضون ذلك، أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” بأن السلطات النيجيرية أقامت مقابر جماعية سرية لدفن العسكريين الذين راحوا ضحية هجمات “داعش” بهدف إخفاء خسائر الجيش الحقيقية.
ونقلت الصحيفة عن جنود ودبلوماسيين ومسؤول حكومي رفيع المستوى قولهم إن جثث العسكريين تنقل تحت غطاء الليل إلى إحدى هذه المقابر السرية داخل قاعدة عسكرية قرب مدينة مايمالاري من المشارح المكتظة أحيانا حتى درجة تتطلب استخدام شاحنات لإخلائها من الجثث.
وأكدت الصحيفة أن جثث ألف عسكري على الأقل دفنت في مقابر دون أي علامات في هذه المقبرة. وأكد بعض المسؤولين العسكريين للصحيفة أن خسائر الجيش أكبر بكثير، وذلك بعد عام من إعلان الحكومة النيجيرية عن تحقيقها انتصارا على الجماعات الإرهابية في أراضي البلاد.
وقدمت الصحيفة الأمريكية في تقريرها صورة مقلقة جدا للوضع في القارة السمراء، مشيرة إلى أن عناصر “داعش”، بعد هزيمة التنظيم في سوريا والعراق، يسيطرون على أراض تقدر مساحتها بمئات الكيلومترات المربعة في خوض بحيرة تشاد.
وذكرت الصحيفة أن وحدات الجيش النيجيري عاجزة عن تحقيق أي تقدم وتحولت إلى استراتيجية الدفاع عن قواعدها ومحاولة ردع المتطرفين الذين يقدر عددهم بخمسة آلاف مسلح على الأقل، علاوة على عناصر جماعة “بوكو حرام” الذين ينشطون أيضا في المنطقة..
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية