أكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف أن “موجة جديدة من المغامرات الاميركية الاحادية المتطرفة تشكل اليوم اكبر تهديد للسلام العالمي”. وفي كلمة القاها السبت، خلال اجتماع مكتب تنسيق حركة عدم الانحياز في العاصمة الفنزويلية كاراكاس، قال ظريف ان “هذا التحدي ادّى الى تقويض السيادة القانونية على الصعيد الدولي ويهدد باساليب شتى السلام والاستقرار الدوليين”. واشار وزير الخارجية الايراني الى اجتماع كاراكاس الوزاري للدول الاعضاء في حركة عدم الانحياز، قائلا إن “انعقاد هكذا ملتقيات بصورة منتظمة، دليل على حرصنا لدعم وتعزيز الحركة والارتقاء بمستوى التعاون فيما بيننا للحفاظ على مصالح شعوبنا”.
واردف قائلا ان “التعاون الدولي في العديد من المجالات بما فيها التجارة الحرة والبيئة وسيادة القانون والمنظمات الدولية وغيرها من الامور، باتت مستهدفة وتتلقى صدمات متتالية، بصورة لم يسبق لها نظير”. واكد وزير الخارجية الايراني ان “بلادي رائدة في جبهة المقاومة امام جشع الولايات المتحدة الامريكية، بما في ذلك ارهابها الاقتصادي الشامل ضد ايران”. وتابع ان “الحكومة الامريكية، ورغم جهود العالم الهادفة الى ابرام الاتفاق النووي، عمدت الى عرقلة مسار هذا الاتفاق”، مضيفا “ان اميركا وفي سياق تنفيذ مآربها لم تقتصر على نقض قرارات مجلس الامن الدولي، بل تعمدت بصورة استفزازية الى معاقبة كل من ينوي الالتزام بالاتفاق المشار اليه وتنفيذ بنوده”.
وفي جانب آخر من كلمته، تطرق ظريف الى “تدخل اميركا السافر في شؤون فنزويلا، الدولة المستضيفة لهذا الملتقى”، وعلى سبيل المثال تحريضها للمحاولات الانقلابية خلال شهر نيسان/ابريل المنصرم في هذا البلد. واكد وزير الخارجية الايراني، أن “الشعب الفنزويلي على غرار سائر الشعوب هو المقرر الرئيسي والجهة الوحيدة المسؤولة عن انتخاب رئيس جمهورية بلاده، كما حقق ذلك في شهر أيار/مايو 2018؛ ومن حقه اليوم ايضا ان ينهض من أجل حماية رئيسه”. وفي معرض الاشارة الى القضية الفلسطينية، قال ظريف إن “التحركات غير القانونية والشريرة الاميركية والتي تستهدف حقوق الشعب الفلسطيني اخذت منحى تصاعديا في منطقة الشرق الاوسط”. وتابع “هناك عدد قليل من الانظمة العربية التي تساير هذه التحركات وغيرها من مخططات اميركا الكيدية، والتي لم تكتف على خيانة الشعب الفلسطيني فسحب، بل باتت تهدد السلام والامن على صعيد المنطقة بأسرها”.
وفي الختام، نوّه ظريف إلى أن “معارضة التوجهات الأحادية والجهود الهادفة لدعم سيادة القانون على صعيد المجتمع الدولي، كان على الدوام في مقدمة اولويات حركة عدم الانجياز منذ انطلاقتها”، مضيفاً أن “اليوم وحيث ان النظام الدولي الذي بات مهددا اكثر من اي وقت مضى، يتطلب من الدول الاعضاء في حركة عدم الانحياز ان تقف في صف واحد وان تركز على سبل مواجهة هذه التحديات، وفي غير ذلك سنكون خاسرين جميعا”.
المصدر: وكالة أنباء فارس