ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة، في مسجد الإمام الحسين(ع)، في برج البراجنة، أشار فيها إلى أنه “يوما بعد يوم يتكشف عقم هذا النظام الطائفي البغيض، وفشل هذه الديمقراطية التوافقية، فما نشهده من صراعات ومواقف مشفرة ومستفزة، واشتباكات على كل التوجهات والاتجاهات، وتراشقات واتهامات وصلت إلى حدود السب والشتم، يؤكد أننا في دولة “انتاج الأزمات”، وأن من فيها ما هم إلا جوقة من المخادعين والمتلاعبين بأعصاب وعقول الناس ومصير البلد، وبفضل انجازاتهم العظيمة وسياساتهم الرشيدة وسلوكياتهم النظيفة والمجردة من الارتهانات والشوائب والعاهات الطائفية والمذهبية، أصبحنا في دولة الإفلاس، اقتصاد معطل، ومديونية غير مسبوقة، وبيئة سياسية وغذائية ومناخية ملوثة، ونزوح سوري غير معروف متى وكيف ستكون نهايته، ولجوء فلسطيني يطل من جديد حاملا معه إشارات التوطين، ولكن هذه المرة تحت عنوان “سلام الدولارات يلغي الكرامات”، ويشطب قضية محقة، وحقوق فلسطينية مشروعة، واجهها الفلسطينيون بصراعاتهم، والعرب بخلافاتهم، واللبنانيون بانقساماتهم، فيما العدو الصهيوني ومن معه من المتواطئين والمتزحفطين العرب مستمرون في إحكام المؤامرة على الأمة وقضاياها، بمؤتمرات الذل والعار، وقمم التحريض على الجمهورية الإسلامية ومحاولات إخضاعها وتركيعها وتمرير الصفقات”.
وأضاف الشيخ قبلان: “من هنا نحن نرفض مؤتمر البحرين، شكلا ومضمونا، وندين بشدة تغيير وجهة العداء من إسرائيل إلى إيران، حاضنة المقاومين وضامنة حقوق المظلومين، ونصيرة المستضعفين، ونقول للحكام العرب خافوا الله وعودوا إليه، ولا تكونوا جزءا من صفقة واشنطن وتل أبيب، ولا خنجرا في صدر الأمة، ولعنة في التاريخ”.
وعن الوضع السياسي أسف سماحته إلى أنه “في ظل كل هذه المشهدية والظروف الخطيرة، نرى السلطة في لبنان لاهثة خلف الحصص والمصالح، البلد يتهاوى والسياسيون على حساباتهم ومشاريعهم الطائفية والمذهبية، الدولة على شفير الانهيار، والسياسيون على ما هم عليه من تقاسمات وتفاهمات لإمرار التسويات وتقسيم الغنائم وتوزيع ما تبقى من فتات هذا البلد الذي انتهب وسرق وشوهت معالم الإنسانية والأخلاقية فيه، حتى باتت كل الثوابت والمعايير الوطنية مجرد عناوين للابتزاز والاستغلال. نعم ما يجري لا يؤشر لأي إصلاح ولا لأي تغيير، لا في المدى القصير ولا في المدى البعيد، في ظل ذهنيات التعصب وعقليات التخلف، ونظام لا يصلح أبدا لبناء وطن وقيام دولة”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام