خليل موسى – دمشق
الاتصالات الروسية التركية الأخيرة الدائرة بشأن سورية، تتبلور حول مضمون يقضي بعودة كافة الأراضي في الشمال والشمال الشرقي إلى سيادة دولتها السورية، خصوصاً فيما يتعلق بموضوع المنطقة الآمنة التي تطمح تركيا منذ بداية الأزمة السورية لإقامتها على طول حدودها مع سورية تنشرها جنوب تلك الحدود.
موقع قناة المنار وقف على هذه الاتصالات الأخيرة، وأجرى لقاء مع المستشار في الحكومة السورية الدكتور عبد القادر عزوز، حيث أكد أنها تنسجم مع القرارات الدولية والقانون الدولي في إطار تحصين السيادات المتساوية للدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لها، كذلك يتضح بأن المسألة تتعلق بتفاهمات أستانة والقرارات التي أكدت على سيادة و وحدة الأراضي السورية وتكامل إقليمها. مشيراً الى ان هذا الامر، يتطلب من انقرة الإذعان للقرارات الدولية، ولمبادئ القانون الدولي، بعدم انتهاك سيادة الدولة السورية.
ونوه مستشار الحكومة إلى أن الدولة السورية، دائما تمنح الفرص المتتالية لإنجاح التسويات والمبادرات، في إطار حقن الدماء من جهة، إضافة إلى تشكيل نواة يمكن أن تؤثر في مجريات السياسية الخارجية لكثير من الدول عبر الأدوات الديبلوماسية، ولكن أيضا الدولة السورية وفق نهج التحول الاستراتيجي؛ لديها حسابات واستعدادات لكل الاحتمالات التي يمكن أن تكون في حال فشل الجهود الديبلوماسية لمعالجة الوضع الحالي.
وفيما يتعلق بالوجود الأجنبي على الأراضي السورية، فإن الولايات المتحدة الامريكية تعاني من الانقسام حول سورية تحديدا، وهذا الانقسام الاميركي يأتي بين المؤسسات العسكرية والامنية والسياسية داخل واشنطن، فهناك تباين واضح في وجهات النظر الداخلية أمريكياً، لكن التطبيق الفعلي والعملي، وانتصار تيار الخروج من سورية والانسحاب منها، هو عدم تحقيق أي شيء وتحمل تكاليف هذه العملية في سورية، لجهة عدم الأخذ بالحسبان لطبيعة وتطورات الموقف، وتداعياته على الإقليم والمنطقة عموماً،وفق عزوز.
لا شك أن المسألة في شمال شرق سورية، تتمحور بكونها ساحة صراع لتنافس قوى دولية وإقليمية، ولكن النتيجة – حسبما يتابع عزوز- لن التكون إلا بالغلبة للدولة السورية صاحبة السيادة والشرعية في بسط سلطتها ونشر قواتها على جميع أراضيها.
في نهاية اللقاء، دعا عزوز جميع الأطراف، بما فيها أبناء المجتمع المحلي في المنطقة، الى أن يكون لهم التأثير على تلك المجريات، وألّا يكونوا أداةً تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية لفرض سياساتها على المنطقة.
إلى هذا ومن خلال ما تقدم من أحداث ومعلومات، وتعليق المستشار عزوز، فإن الواقع الميداني في سورية، ينتظر التطورات الأخيرة، لا سيما غموض الموقف الأميركي والتركي على حد سواء فيما يتعلق بوضع جدول زمني واضح للخروج الأميركي من سورية، وهذا ما يتعلق به أي تطور جديد في الإجراءات السورية، بعد وضوح نتيجة اتصالات موسكو – أنقرة الأخيرة.
المصدر: موقع المنار