رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، خلال احتفال تأبيني في بلدة جون – إقليم الخروب، أن “ما نريده اليوم من الحكومة التي يجرى تأليفها، كسر النزعة الطائفية والعقدة المذهبية، لصالح إنساننا وشعبنا، وما يمزق القلب أن الطائفية والمذهبية بالمعنى السياسي تضع الشعب ضد الشعب، فيما الطبقة التي تدير البلد تكاد تموت من التخمة والصفقات”.
واعتبر أن “الأوان آن لمفهوم سلطة حقوقية، تخص المواطن بما هو مواطن، لمنع الاحتكار الطائفي والمذهبي والنفوذي، والتأسيس لدولة تكون فيها السلطة السياسية محكومة لشعب لبنان بعيدا من لونه وملته، وهذا ما يجب العمل عليه، لأننا نعيش الجوع والفقر والأسى والبؤس والبطالة والاحتكار والجريمة بكل أصنافها، والمظلوم هو الشعب بكل طوائفه ومذاهبه”. وقال: “لا عدالة دون عدالة الشعب، ولا مصلحة وطنية دون ناسنا وشعبنا، ومن يتنكر لشعبه وناسه يتنكر لله ووطنه وضميره، ولا يستحق أن يكون أمينا على السلطة والشعب وموارد الناس”.
وأضاف “هذا ما نريده لهذا البلد، وهو ما نريده للسلطة السياسية، لأن لعبة الطوائف والمذاهب صيرتنا أعداء، مزقت عرانا، صادرتنا، حولت البلد محاور ومتاريس، خلقت فينا روح العداء والكراهية، وكل هذا ليس من الدين بشيء، لأن الدين يريدنا شعبا واحدا إنسانا واحدا، عائلة واحدة، ومعها يخسر الشيعي إذا خسر السني، ويخسر الدرزي إذا خسر الشيعي، ويخسر المسلم إذا خسر المسيحي، والعكس كذلك، ومعه يدور الحديث عن مصالح بلدنا وناسنا، عن القوى السياسية النزيهة، عن الشخص الصح في المكان الصح، عن العدالة الاجتماعية، عن المؤسسات الرقابية، عن ربح شعب بما هو شعب، وليس الطائفة والمذهب، عن ربح ناسنا ومواطنينا، وليس الطبقة السياسية، لأن الدين والعقل والضمير يفترض أن الدولة التي يتم توظيفها من أجل الإنسان تبدأ بخدمة الإنسان وتنتهي بخدمة الإنسان، فإذا انحرفت لصالح طبقة ما أو سلطة ما أو مذهب ما أو منطقة ما تحولت خصما لله، وصيدا للشيطان”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام