من الظواهر العجيبة في عالم الحيوان أن الوزغ (أبو بريص) يستطيع الجري على سطح الماء بطريقة لافتة للنظر لا ترى في أي حيوان آخر في حجمه. وتستخدم السحالي عموما مزيجا فريدا من التكيفات لحماية نفسها من الغرق، بما في ذلك جلدها الطارد للماء.
والمعروف بالفعل عن هذه الزواحف أنها تتسلق الجدران بل وتنزلق في الهواء، لكن قدرة الوزغ تؤكد سمعته كأحد الأبطال الخارقين في عالم الزواحف وفقا للعلماء الذين يدرسونها.
وللوقوف على حقيقة مشي أبو بريص على الماء قررت الدكتورة ياسمين نيرودي، وهي عالمة بيوفيزيائية في جامعة أكسفورد، التحقق من قدراته.
ومن خلال سلسلة من التجارب وجد الباحثون أن السحالي داخل أحواض الماء المعدة لذلك تستخدم مجموعة من التقنيات لحماية نفسها من الغرق.
وقد ثبت أن توتر سطح الماء أمر حيوي للسحالي الصغيرة، حيث أن إضافة الصابون إلى الحوض، الذي يكسر هذا التوتر، جعل من الصعب عليها التحرك في الماء. ومع ذلك استخدمت أيضا صفع الساق القوي الذي شوهد في سحالي الباسيليسك لتشكيل جيوب هوائية تقيها من الغرق.
وقد ساعد أبو بريص أيضا جلده الطارد للماء وضرباته السريعة من ذيله التي أعطته دفعة للأمام. وبما أن الحركة في الهواء أسهل من الحركة عبر الماء فمن المحتمل أن يكون الجري على سطح الماء إستراتيجية فعالة للهرب من المفترسات السريعة السباحة.
ومن المعروف أن الحيوانات الصغيرة مثل العناكب تمشي على الماء معتمدة على توتر سطحه للحفاظ على أجسادها الصغيرة من البلل. لكن لم تلاحظ تلك المهارة أبدا في الكائنات المتوسطة الحجم التي تفتقر إلى الحجم الصغير والقوة لحمايتها من الغرق.
وقال الباحثون إن الوزغ يستطيع الجري مسافة متر في الثانية فوق الماء ولا يوجد كائن آخر يستطيع ذلك. وأشاروا إلى أن هذه النتائج يمكن يوما ما أن تستخدم لتطوير روبوتات تستطيع تقليد قدرات أبو بريص.
المصدر: الاندبندنت