أصبحنا في هذا العصر نميل إلى استخدام تعبير “الكبار” كناية عمن بلغوا سن الشيخوخة، تلطيفا للعبارة، ولكن تحديد الفئة العمرية التي ينطبق عليها هذا المصطلح يبقى غير سهل، فإذا وصل العمر الافتراضي يوما ما إلى مئة سنة، فمن أي سن تبدأ الشيخوخة عندئذ؟
تقول صحيفة لوفيغارو الفرنسية إن الجواب عن هذا السؤال كان يبدو بسيطا ذات يوم، يوم كانت الحياة تقسم إلى ثلاث مراحل تمثل الشيخوخة المرحلة الأخيرة منها، وتبدأ مع ظهور التجاعيد عند سن الخمسين أو الستين، ولكن الأمر اختلف في النصف الأخير من القرن العشرين.
ففي هذه الفترة تم الاعتراف بمرحلة المراهقة بين سن 12 و18 سنة، وبمرحلة ما قبل المراهقة التي تبدأ من سن العاشرة، وهي في تمدد. إذ تحدد دراسة جديدة لسوزان سوير من جامعة ملبورن الأسترالية سن الرشد عند 24 سنة، مع تمام نضج الدماغ وبدء استقلال المراهق. ولكن عند بلوغ هذه السن سرعان ما يتحول الرجال والنساء إلى “كبار”، ولكن بالنسبة لمن؟ وبأي معايير؟
فالشركات مثلا، تعني بالكبار من بلغو 45 سنة ولديهم تجربة ونضج مهني ينقص “الصغار”، أي الشباب من الخريجين الجدد.
وفي سوق العمل عموما، يطلق مصطلح الكبار على من هم بين 55 و64 سنة، وهم في سن لا يحسدون عليها لأنهم معرضون للطرد والبطالة، بحسب تصنيف وزارة العمل.
ولكن تحويل من تجاوزوا الستين إلى التقاعد أصبح رمزا للنشاط والحرية، ويمكنهم أن يستفيدوا في فرنسا من البطاقة المخفضة لشركة السكك الحديدية، أما إذا كانوا مرضى فإن قانون الضمان الاجتماعي يصنفهم في فئة “كبار السن”، وهي فئة جديدة تبدأ من الستين بالنسبة لذوي الإعاقة أو العجز.
ويقول عالم الاجتماع سيرج غيران إن “تصنيفات السن تتفق مع رؤية المجتمع لنفسه وفقا للظروف”، إلا أن هذه التسميات المثبتة غالبا ما تكون جارحة وغير مريحة، ونادرا ما تتفق مع تصورات الأفراد عن أنفسهم.
وتوضح الدراسات المختلفة أن الناس في الواقع يعرّفون أنفسهم على أنهم “كبار” فقط من عمر سبعين سنة وما بعدها، كما يشرح سيرج غرين أنهم “يبدؤون بالقول إنهم في مرحلة الشيخوخة عندما يبلغون 85 سنة، لكنهم يفضلون مصطلح الأخ الأكبر” الذي يعني تماما كبيرا في السن.
المصدر: لوفيغارو