يشعر العديد من الآباء بـالقلق حين يتفّوه أطفالهم الصغار بكلمات نابية، وقد لا يجدون طريقة مثلى للتعامل معهم، لكن بعض النصائح قد تكون مفيدة في التعامل مع هذه الأمور.
صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية طرحت حالات وأسئلة بشأن الموضوع وقدّمت رأي طبيب علم نفس الأطفال الدكتور رافي كوجاين، صاحب كتاب “علّم دون صراخ” الصادر سنة 2014، في الأمر وكيفية التعامل معه.
ديبورا سيزر، والدة الطفل كوينتن البالغ من العمر خمس سنوات ونصف، قالت إن شعورا بالصدمة رافق أول كلمة نابية ينطقها ابنها، أما جولي ميغاني (34 عاما) وهي أم لولدين وطفلة، فأقرت أنها لا تراقب ألفاظها.
وفي تعليقه عن ذلك يقول الاختصاصي كوجاين إن “الأطفال يعيدون دوما نطق ما يسمعونه في محيطهم العائلي ثم المدرسي”.
وللحد من هذا التقليد، يخترع بعض الآباء إستراتيجيات “لضبط أنفسهم”، وهو ما تكشفه السيدة ديبورا، التي تطبق في بيتها قاعدة لذلك تفرض بموجبها على البالغين إيداع يورو واحد في حصالة النقود كلما تلفظ أحدهم بكلمة نابية، وهي طريقة مثلى لمعرفة كم من كلمة قيلت.
وبحسب الدكتور كوجاين، فإن الفكرة الأساسية لا تكمن في منع الأطفال من قول كلمات نابية، بل في توجيههم “، فالأطفال لا يعرفون غالبا معاني العبارات التي يستخدمونها، و من المناسب في البداية أن نشرح للأطفال أن استخدام كلمات نابية هو سلوك لا يحدث في أي مكان ومع أي شخص، كما أن شرح معنى بعض هذه الكلمات قد يكون بنّاء، مع تحديد أن بعضها قد يكون أكثر فظاعة من الأخرى.
رغم أن الأطفال يستخدمون هذه الكلمات النابية في كثير من الأحيان ببساطة عن طريق تقليد محيطهم، فإن هذه المرحلة قد تكون مرتبطة ارتباطا وثيقا بالعواطف.
وبحسب الاختصاصي ذاته فإنه من المجدي التحدث مع الطفل ومعرفة تفكيره، حيث يبدو مهما أن يعرف الآباء متى يتلفظ أبناؤهم بهذه العبارات، عندما يشعرون بالضيق أو أثناء التجمعات العائلية، لجذب الانتباه”. فعلى سبيل المثال، إذا حدث ذلك في لحظات الغضب يجب إيجاد طرق أخرى للتعبير عن هذا الاستياء، والعمل على توجيه طاقة الأطفال.
غالبا ما يوصي الدكتور كوجاين خلال الاستشارات التي يقدمها للعديد من الآباء القلقين بشأن ما يستخدمه أطفالهم من عبارات، باستخدام عبارات نابية لمدة ربع ساعة، وخلال بضع دقائق سيكون لدى الطفل الحق في قول كل الكلمات المعيبة التي يعرفها.
وعبر هذه الإستراتيجية التي لا يمكن تطبيقها في كل مكان في المدرسة على سبيل المثال، يمكن معرفة مصدر هذه الألفاظ لدى الطفل، ويعد الجانب الأساسي بحسب الطبيب النفسي في “عدم الحظر، وعدم المعاقبة”، فالمنع لن يكون فعالا.
وتبدأ المرحلة العمرية التي يمكن أن يقول فيها الطفل كلمات معيبة من السنتين حتى خمس سنوات وربما ست، وبالنسبة للمتخصص كوجاين فإن “استخدام الصغار كلمات معيبة بشكل كبير هو عموما أمر عرضي”.
يعد استخدام الكلمات السيئة من قبل الأطفال طريقة “للتعبير، للبحث عن حدود، لإثارة الكبار”، فالطفل يبحث عن رد فعل الأبوين الذي سيكون محددا لسلوكه، ونهاية مرحلة “الألفاظ النابية” ستكون بدخول الطفل للمدرسة، هذا ما يوضحه المتخصص النفسي، وهذه المرحلة تعد بمثابة الانتقال الضروري نحو شكل معين من النضج، مما يشكل جزءا من التطور النفسي الطبيعي للطفل.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية