توفي في أوروبا العام الماضي 35 شخصا على الأقل بالحصبة، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية، والبلدان الأكثر تضررا هي أوكرانيا ورومانيا وإيطاليا.
وفي إنجلترا وويلز هناك 696 حالة مشتبها في إصابتها بالحصبة حتى الآن هذا العام، أي ما يقرب من ضعف عدد الحالات المبلغ عنها في عام 2017 بأكمله، مع تفشي المرض من برمنغهام إلى لندن وليدز وليفربول وكارديف.
وتعتبر الحصبة واحدة من أكثر الأمراض المعدية المعروفة، ويحذر خبراء وأطباء من الحملات المناهضة للتطعيم التي تقول إن التطعيم يرتبط بالتوحد، وهي ادعاءات كاذبة ومزيفة، ويحذر خبراء من أن نتائج جنون الارتياب الغربي حول اللقاحات سوف تكون أكثر حدة في البلدان ذات الدخل المنخفض، حيث يعني سوء التغذية وضعف الرعاية الصحية أن المرض أكثر عرضة للقتل.
لقد أعلنت أميركا اللاتينية منذ سنوات استئصال الحصبة بعد حملة ضخمة استمرت عقودا من قبل منظمة الصحة العالمية، وقد عاد الآن المرض مرة أخرى، وفي فنزويلا قتل المرض بالفعل ما لا يقل عن 54 طفلا.
وعام 1998 نشر الطبيب أندرو وكفيلد دراسة في المجلة الطبية البريطانية “لانسيت” وشملت 12 طفلا مصابا بالتوحد، وزعم فيها أن المطعوم الثلاثي (MMR) الذي يعطى ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية قد يؤدي إلى الإصابة بالتوحد.
وبعد نشر الدراسة تم إجراء مراجعات لها، وتبين أنها دراسة مزورة وتم وصفها بـ”تزوير متقن”، وفي عام 2010 سحبت مجلة لانسيت الدراسة، وفي العام نفسه تم سحب ترخيص وكفيلد لممارسة الطب في المملكة المتحدة.
وفي قرار المجلس الطبي البريطاني بسحب ترخيص وكفيلد قال المجلس إن وكفيلد كان بإمكانه التراجع عن نتائج بحثه والاعتراف بوجود إشكاليات، ولكنه لم يفعل وتصرف بصورة غير صادقة وغير مسؤولة.
ورغم ثبات بطلان مزاعم وكفيلد فإن هذه الدراسة ما زال يستخدمها معارضو التطعيم لدعم مزاعمهم التي كثيرا ما يجري تقديمها مع مزاعم بوجود “مؤامرة” من قبل جهات معينة أو شركات الأدوية التي تصنع التطعيمات ولا تريد للناس معرفة الحقيقة للحفاظ على أرباحها على سبيل المثال.
المصدر: ديلي تلغراف