لفت نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: الى أن الطغاة والجبابرة والمستكبرين من أميركا الى اسرائيل الى الغرب المتآمر الى السعودية عليهم أن ينتظروا تحقق الوعد الإلهي وأن يعرفوا بان المهدي محمد بن الحسن المنتظر(ع) سيأتي لا محالة، وسيقضي على طغيانهم واستكبارهم وعروشهم ولن تنفعهم حينئذ لا اموالهم ولا اسلحتهم ولا جيوشهم ولا ارهابهم ولا ادواتهم وسيتمكن أمامنا ومعه المجاهدون من تحقيق هذا الانتصار النهائي في هذه المواجهة الكبرى.
وقال: الى ان يحين ذلك الوقت يجب ان نبقى حاضرين في كل الساحات والميادين نتحمل مسؤولياتنا في الاستعداد والتمهيد والمواجهة ونثبت ونصبر ونواصل طريق المقاومة.
وأشار الى ان المقاومة تواجه اليوم محاولة جديدة لاستهدافها والقضاء عليها حيث يسعى الكونغرس الأمريكي لاصدار قرار بنزع سلاحها. معتبرا: ان الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها لم يتوقفوا يوما عن التفكير في كيفية مواجهة المقاومة وإضعافها، ففي كل يوم نسمع عن مشاريع جديدة، وهم يستخدمون كل الوسائل والأساليب في هذه المواجهة، فمرة يلجئون الى مجلس الأمن والى جامعة الدول العربية، ومرة أخرى يلجئون الى فرض عقوبات مالية ويضغطون على الإتحاد الأوربي وغيره لوضع حزب الله على لوائح الارهاب ويوعزون الى أدواتهم في الخليج وغيره لينظموا مؤتمرات تستهدف المقاومة وتبحث في كيفية تفكيك حزب الله، ومرة يطلقون الاتهامات الكاذبة من الاتجار بالمخدرات الى تبييض الاموال الى وصفنا بمنظمة إجرامية لتشويه السمعة ويحرضون إعلاميا وسياسيا ويستخدمون الانتخابات النيابية لاضعاف المقاومة وهم لم يوفروا اي وسيلة من هذه الوسائل الا ويقومون بها لأنهم فشلوا في كل مشاريعهم ومحاولاتهم السابقة، وفشل وكلائهم في لبنان بالمس بالمقاومة أو إضعافها او الحد من نفوذها وقدرتها على صنع الانجازات والإنتصارات للبنان ولشعوب هذه المنطقة.
وشدد: على أن اسرائيل شنت على المقاومة حروبا عديدة في 93 و96 و2006 بهدف سحق المقاومة وفشلت، ثم جاؤوا بالارهاب التكفيري لاستباحة لبنان والقضاء على المقاومة وفشلوا في ذلك، واليوم عليهم ان ييأسوا من النيل من المقاومة وقوتها وسلاحها .
وأضاف: يجب ان يعرف هؤلاء ان المقاومة بالنسبة الينا هي قناعة وليست هواية وهي مشروعنا الذي نؤمن به وبجدواه في حمايتنا وحماية بلدنا وللدفاع عن أهلنا، وأنه لا الأصيل ولا الوكيل يمكنه ان ينال من هذه المقاومة وسلاحها، ونقول للأمريكين: ان ما عجزتم عن أخذه بالحرب والعدوان والإرهاب لن تأخذوه بقرار لا تساوي قيمته قيمة الورق الذي يكتب عليه، كما نقول لكل الذين يراهنون على إضعاف المقاومة من خلال الانتخابات النيابية ستخسرون الرهان وستخيب آمالكم، وستكتشفون ان التحريض وشد العصب المذهبي لم ينفعكم ولن يغير من قناعات أهلنا شيئاً، لأن أهلنا لا يؤخذون بالتحريض ولا بالتخويف ولا بالوعود الكاذبة.
نص الخطبة
الايمان بالمهدي هو من الايمان بالغيب والطريق الموصل لهذا الغيب ولما يحصل في المستقبل ولكل اخبار المستقبل هو الوحي الالهي وله مصدران : المصدر الأول هو القرآن الكريم والمصدر الثاني هو الأحاديث والروايات الشريفة الصحيحة الصادرة عن النبي(ص) واهل بيته (ع).
الايمان بالمهدي هو من المسلمات الاسلامية التي لا نقاش فيها بين المسلمين، والخلاف بين السنة والشيعة انما هو في انه ولد أم لا؟ فالسنة يقولون لم يولد بعد والشيعة يقولون ولد وهو محمد بن الحسن العسكري من سلالة الحسين ومن ذرية رسول الله وكانت له غيبة صغرى ثم غاب الغيبة الكبرى وهو لا يزال غائبا الى أن يأذن الله له بالخروج فيظهر ويملأ الارض قسطا وعدلا بعدما ملأت ظلما وجورا. وانه كما في الحديث عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدَّهْرِ إِلاَّ يَوم لَبَعَثَ اللهُ رَجُلاً مِنْ أهْلِ بَيْتِي ، يَمْلَؤُهَا عَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْرا
نحن لدينا يقين بهذا الوعد الإلهي القاطعٌ والجازم لأن القرآن هو الذي أخبرنا به والأحاديث الشريفة الصحيحة هي التي دلتنا عليه وارشدتنا اليه.
وساقتصر في الحديث في هذه الخطبة على اثبات فكرة المهدي وخروج المهدي(ع) في المستقبل من خلال القران، وإثبات وجود الامام وخروجه في المستقبل بالاعتماد على القرآن أمر له أهمية بالغة؛ لأن القرآن كتاب قد تم تنزيله من عند الله وهو قطعي الصدور، ولا خلاف بين المسلمين جميعا على ذلك.
ففي القرآن الكريم هناك العديد من الآيات التي لا يمكن تفسيرها الا بالامام المهدي(ع):
الاية الاولى : هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33 التوبة) فالاية دلت على ان الهدف والغايةمن بعثة النبي(ص) هي ظهور وغلبة الإسلام على جميع الأديان وتقدمه على كل الاديان، وهذا لم يتحقق في زمن النبي (ص) ولا في غيره والى الآن، فلا بد ان يتحقق في المستقبل، ولا يكون ذلك الا عند خروج المهدي(ع) كما سيأتي.
الآية الثانية: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) الاية تتحدث عن ان الله سيمن على المستضعفين في الأرض وسيتفضل عليهم بأن يجعلهم قادة الأرض وحكام الأرض وهم الذي يرثون هذه الأرض من كل الحكومات والحكام.
الآية الثالثة: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) الاية تتحدث عن وعد إلهي للصالحين المؤمنين بأن الله سيجعلهم خلائف الأرض وسيمكن لهم ويحكمون ويمسكون ويحصلون على الأمن والسلام والدعة دون قلق وخوف.
الآية الرابعة: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) الزبور وهو كتاب داود وآية من بعد الذكر عبر عنها المفسرون بأنها توراة موسى (عليه السلام) وأعاده في زبور داود (عليه السلام) وبعض المفسرين قالوا أن الذكر هو كل الكتب السابقة، والبعض قال أن المقصود هو اللوح المحفوظ. مكتوب في الزبور أن مستقبل الأرض وحكم الارض بيد الصالحين
والخلاصة أن مستقبل البشرية ومستقبل الأرض ستؤول إلى المستضعفين والمسلمين وهي الحكومة الت ستكون في آخر الزمان وقبل قيام الساعة.
وهذا المعنى أكدته كل الآيات التي ذكرناها بكلمات دالة على ذلك مثل كلمة (نريد) التي تدل على تعلق ارادة الله بذلك وكلمة (وعد) وكلمة (كتبنا) وغيرها.
وهنا اريد التوقف عند الاية الاولى التي وردت في ثلاث سور قرانية:
1- في سورة التوبة 33 (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ
2ـ في سورة الفتح28 (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾
3ـ في سورة الصف9(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾
هذه الآية بصيغها الثلاث تقول ان الله تعالى بعث النبي بالبراهين والآيات والمعجزات ودين الحق، والهدف الرئيسي من هذه البعثة هي إظهار الدين الإسلامي على الدين كله، وهزيمة جميع الأديان أمامه، وهذا أمر يتم رغما عن المشركين الذين لا يعجبهم ذلك ولا يروق لهم.
ولانه حتّى الآن لم يتحقق هذا الهدف، ولأنّ الله لا يخلف الميعاد، فلا بد أن يأتي زمان يظهر الإسلام على الدين كله، ولا يستثني ديناً دون آخر، وتشير كلمة الدين مع «ال الاستغراق» وكلمة (كله) إلى غلبة الدين الإسلامي على جميع الأديان وليس على واحد دون آخر.
وهناك عدد من المفسرين طرحوا عدة اتجاهات في تفسيرهم للآيات الثلاث المذكورة :
1ـ بعض المفسرين اعتبر ان إظهار الاسلام في قوله تعالى (ليظهره) بمعنى الغلبة الفكرية والعلمية بمعنى ان الله سيظهر الاسلام علميا وفكريا على سائر الأديان من خلال البراهين والأدلة الواضحة التي يملكها دين الاسلام. وقد ذكر هذا الرأي البغوي و الثعلبيفي تفسيريهما.
لكن هذا المعنى غير مقبول، لأن صياغة الآيات تدل على أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ يعد ويبشر بأمر لم يتحقَّق عند نزولها، في حين أن غلبة الإسلام على سائر الأديان بالحجج الواضحة والبراهين القاطعة شيء قد حصل في بداية الدعوة.
بل ان ظاهر الكلام في الآيات الثلاث يشير إلى أن المقصود هو الإظهار العام اي الغلبة العلمية والسياسية والدينية وإثبات حقانية الدين الإسلامي عند المسلمين وعند غيرهم من اتباع الديانات الأخرى وليس الاظهار الخاص العلمي او الفكري فقط.
فالاظهار هنا والغلبة تعني أن يكون للمسلمين قدرة كاملة وعالية على فرض الاسلام كدين عالمي يقدرون من خلالها مواجهة الحملات الدعائية ضد الإسلام، ويتمكنوا من إيصال رسالة الإسلام إلى مسامع العالم كله.
2 ـ بعض المسرين اعتبر ان الإظهار بمعنى الغلبة في بعض البلدان، كالجزيرة العربية او كإخراج اليهود من الجزيرة العربية، وإبعاد النصارى من الشام، وسحق المجوس في بلادهم وهذا امر قد تحقق.
وهذا المعنى لا يمكن قبوله ايضا لانه يتعارض مع ظاهر الآيات الثلاث، لأن الآيات المذكورة تدل على أن الدين الإسلامي سيغلب على جميع الأديان الموجودة على امتداد الارض والجغرافيا والعالم، وليس على منطقة خاصة بدليل كلمة كله التي تدل على العموم والاستغراق والشمول.
3 ـ والصحيح هو ما يقوله فريق ثالث من المفسرين من ان الإظهار بمعنى الغلبة المستقبلية التامة على العالم، وهذا هو المعنى الذي تؤكده الآيات الثلاث، فهي تؤكد ظهور الإسلام وهيمنته على جميع الأديان، بحيث يصبح الاسلام هو الدين العلمي للبشرية فتعم عقيدته ومبادؤه وقيمه واخلاقه العالم كله وتتراجع امامه كل الاديان والطروحات الايديولوجية الأخرى، وهذا المعنى هو ما اكده جمع كبير من المفسرين السنة كالطبري، الذي له مكانة مرموقة بين المفسرين، ويطلق عليه إمام المفسرين وابن عاشور والآلوسي في تفسيره وابن كثير والقرطبي وغيرهم.
ونستنتج مما ذكره الطبري وغيره في تفسير هذه الآيات أنه سيأتي زمان لا يبقى غير الإسلام ديناً، وان هذا وعد إلهي وان الهدف من بعثة النبي(ص) هو غلبة الإسلام على الدين كله.
ومن المعلوم ان هذا الوعد الإلهي لم يتحقق لا في زمن النبي ولا في الازمنة بعده وحتى الان حيث لم يصبح الاسلام هو الدين العالمي الذي يتقدم على كل الاديان ولا في اي مرحلة حتى الان وإذا لم يتحقق الوعد الإلهي بغلبة الدين الإسلامي على الدين كله فلابد أين يأتي يوم يتحقق فيه هذا الوعد ، لأن الله لايخلف وعده، فمتى سيكون ذلك اليوم؟
وومن الواضح ان القرآن الكريم وإن لم يذكر من الذي سيقيم هذه الحكومة العالمية في آخر الزمان ومن الذي سيحقق هذا الوعد الإلهي الا ان الروايات الواردة في تفسير هذه الآيات وكلمات المفسرين تعطينا صورة واضحة عن الشخص الذي سيقوم بهذه المهمة، وبأن هذا الوعد سيتحقق في آخر الزمان على يدي الامام المهدي (عليه السلام) فهو الذي ستتحقق وراثة المؤمنين المستضعفين الصالحين لهذا العالم على يديه وهو الذي سيبنى على هذه الأرض دولة السلام والعدل والرفاه وكل ما كانت تتطلع إليه البشرية منذ آدم والى اليوم.
فعن الامام الصادق (عليه السلام): في تفسير قوله عز وجل: ﴿هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق﴾ يقول: والله ما نزل تأويلها بعد ولا ينزل تأويلها حتى يخرج القائم، فإذا خرج القائم لم يبق كافر بالله ولا مشرك بالإمام إلا كره خروجه .
: “وفي نص آخر: والله ما يجيء تأويلها حتَّى يخرج القائم المهديّ “.
وورد في تفسير قوله تعالى(ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) عن الإمامين محمَّد الباقر وجعفر الصادق عليهما السلام أنّهما قالا: “إنّ هذه الآية مخصوصة بصاحب الأمر الذي يظهر في آخر الزمان، ويبيد الجبابرة والفراعنة، ويملك الأرض شرقاً وغرباً، فيملأها عدلاً كما ملئت جورا”12.
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال ” المستضعفون في الأرض المذكورون في الكتاب الذين يجعلهم الله أئمة، نحن أهل البيت، يبعث الله مهديهم فيعزهم ويذل عدوهم .
وعن الإمامين الباقر و الصادق عليهما السلام في تفسير قوله تعالى: ﴿ولَقَدْ كَتَبْنَا في الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الاَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِىَ الصَّالِحُونَ﴾, إنّه عليه السلام قال: “هم القائم وأصحابه”.
ويؤكد المفسرون كالرازي والطبري والماوردي والبغوي وغيرهم استنادا الى حديث منقول عن النبي(ص) على أن ذلك سيحدث عند خروج المسيح عيسى بن مريم، كما يشير الرازي في تفسيره إلى حديث منقول عن السديعن النبي(ص)، يؤكد فيه أن ذلك سيحدث يوم خروج المهدي.
ومن المعلوم أنّ خروج عيسى سيتزامن مع خروج المهدي بحسب الاحاديث الواردة في كتب السنة والشيعة ووبذلك تكون النتيجة ان الوعد الالهي في هذه الآيات سيتحقق عند خروج المهدي وعيسى(ع) وهو ما اكدته الأحاديث التي ذكرناها.
يجب ان يعرف الطغاة والجبابرة والمستكبرون من أميركا الى اسرائيل الى الغرب المتآمر الى الى السعودية أن هذا الوعد سيتحقق وان المهدي محمد بن الحسن سيأتي لا محالة ويقضي على طغيانهم واستكبارهم وعروشهم ولن تنفعهم حينئذ لا اموالهم ولا اسلحتهم ولا جيوشهم ولا ارهابهم ولا ادواتهم وسيتمكن أمامنا ومعه المجاهدون من تحقيق هذا الانتصار النهائي في هذه المواجهة الكبرى.
والى ان يحين ذلك الوقت يجب ان نبقى حاضرين في كل الساحات والميادين نتحمل مسؤولياتنا في الاستعداد والتمهيد والمواجهة ونثبت ونصبر ونواصل طريق المقاومة.
هذه المقاومة التي تواجه اليوم محاولة جديدة لاستهدافها والقضاء عليها حيث يسعى الكونغرس الأمريكي لاصدار قرار بنزع سلاحها.
الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها لم يتوقفوا يوما عن التفكير في كيفية مواجهة المقاومة وإضعافها، ففي كل يوم نسمع عن مشاريع جديدة ، وهم يستخدمون كل الوسائل والأساليب في هذه المواجهة، فمرة يلجئون الى مجلس الأمن والى جامعة الدول العربية، ومرة أخرى يلجئون الى فرض عقوبات مالية ويضغطون على الإتحاد الأوربي وغيره لوضع حزب الله على لوائح الارهاب ويوعزون الى أدواتهم في الخليج وغيره لينظموا مؤتمرات تستهدف المقاومة وتبحث في كيفية تفكيك حزب الله، ومرة يطلقون الاتهامات الكاذبة من الاتجار بالمخدرات الى تبييض الاموال الى وصفنا بمنظمة إجرامية لتشويه السمعة، ويحرضون إعلاميا وسياسيا ويستخدمون الانتخابات النيابية لاضعاف المقاومة، وهم لم يوفروا اي وسيلة من هذه الوسائل الا ويقومون بها لأنهم فشلوا في كل مشاريعهم ومحاولاتهم السابقة، وفشل وكلائهم في لبنان بالمس بالمقاومة أو إضعافها او الحد من نفوذها وقدرتها على صنع الانجازات والإنتصارات للبنان ولشعوب هذه المنطقة.
اسرائيل شنت على المقاومة حروبا عديدة في 93 و96 و2006 بهدف سحق المقاومة وفشلت، ثم جاؤوا بالارهاب التكفيري لاستباحة لبنان والقضاء على المقاومة وفشلوا في ذلك ايضا، واليوم عليهم ان ييأسوا من النيل من المقاومة وقوتها وسلاحها .
يجب ان يعرف هؤلاء ان المقاومة بالنسبة الينا هي قناعة وليست هواية وهي مشروعنا الذي نؤمن به وبجدواه في حمايتنا وحماية بلدنا وللدفاع عن أهلنا، وأنه لا الأصيل ولا الوكيل يمكنه ان ينال من هذه المقاومة وسلاحها، ونقول للأمريكين: ان ما عجزتم عن أخذه بالحرب والعدوان والإرهاب لن تأخذوه بقرار لا تساوي قيمته قيمة الورق الذي يكتب عليه، كما نقول لكل الذين يراهنون على إضعاف المقاومة من خلال الانتخابات النيابية ستخسرون الرهان وستخيب آمالكم، وستكتشفون ان التحريض وشد العصب المذهبي لم ينفعكم ولم يغير من قناعات أهلنا شيئاً، لأن أهلنا لا يؤخذون بالتحريض ولا بالتخويف ولا بالوعود الكاذبة.
المصدر: العلاقات الاعلامية في حزب الله