تحدثت ابنة رئيس الحركة الإسلامية في نيجيريا الشيخ إبراهيم زكزاكي، عن بعض تفاصيل تعرض والديها للإصابة خلال مجزرة زايرا، وما نتج عنها من الرصاصات العالقة في جسد الأم، ووالد على حافة فقدان النظر الكلي، بسبب تعرض عينه اليمنى للجلوكوما، وعن المماطلة في السماح بعلاج مناسب له والذي أعاد تفجير المظاهرات، كيف تتم عملية التواصل معهم، عن والدها كأب وكقائد، وعن فلسطين.
وشرحت سهيلة زكزكي خلال حوار خاص مع وكالة يونيوز للأخبار، كيفية تعرض والديها لإطلاق النار لعدة مرات، “كان الجنود يطلقون النار عشوائياً على عائلتي حين كنت معهم”، مضيفة أن عمليات إزالة بعض الرصاصات من جسد والدتها تم من دون مخدر أو مسكن للألم، في حين لا زالت “والدتها تعيش مع رصاصات أخرى في جسدها، وتحديدًا حول بطنها وفخذها”.
أما عن والدها، فقد أضافت، أن الرصاصات قد تم إزالتها من جسده، “لكنه تأثر بشدة، فهو في بعض الأحيان لم يكن باستطاعته استخدام إحدى يديه، وهو بالكاد يستطيع استخدامها الآن”، كما أشارت إلى الإصابة في عينه اليسرى، والتي أدت لفقدانها بشكل كلّي، ناهيك عن ضعف نظره في العين اليمنى، “هو بالكاد يستطيع أن يرى في إلا إذا استخدم النظارات، وهو يعاني من حالات صحية عديدة كالصداع والضغط على العين الوحيدة التي لا تزال تعمل”.
وكشفت “لدينا اتصال معهم لمدة ساعة واحدة أسبوعياً، أو شيء من هذا القبيل”.
وقالت “إن طبيب السلطات الذي يعالج والدها قد لاحظ بعض أعراض الجلوكوما (المياه السوداء) منذ شباط/ فبراير 2016، فوصف بعض الأدوية الوقائية لإبطاء تدهور وضع، وفي 7 نيسان/أبريل، شاهده طبيب مستقل وشخّص حالته قائلاً، إن الجلوكوما يتطور ويؤدي لتدهور وضعه”.
وأوضحت أن الطبيب أكد “أن الدواء الذي كان يتناوله هو غير ذي جدوى”، مشيرة إلى أن أحد أهم احتياجاتهم الأساسية لا تنحصر فقط برؤية الأطباء، بل “بأن يكون الأطباء أنفسهم قادرين على رؤيتهم والحصول على التسهيلات اللازمة لذلك، وهذا شيء لا نملكه”، إضافة لمشكلة عدم وجود مرافق ومنشآت صحية مناسبة للعلاج في نيجيريا.
وأكملت إن والديها “موجودان حالياً في إحدى مراكز جهاز أمن الدفاع الذي يشبه المنزل، وقد كانا فيه لمدة عام ونصف، بعد أن كانا في مكان آخر لمدة عام”.
كما نفت وجود أي معطيات جديدة فيما يتعلق بأي تقدم مع السلطات بخصوص تحرير والدها.
وحول الجهود القانونية المبذولة للضغط باتجاه إطلاق سراحهم، أعلنت عن تقديمها “دعوى قضائية بشأن ذلك، ومذكرة بقرار محكمة بإيقاف تنفيذ الإحتجاز وإطلاق سراح والديها، لكن هذا لم يحدث حتى الآن”.
أما بالنسبة للحركة الإسلامية، فقد قامت بجهود كثيرة، على حد تعبيرها، أهمها “استمرار الإحتجاجات في العاصمة أبوجا، وعدد من المدن، “هذا أمر إيجابي، فالإحتجاجات لها تأثير على نطاق معين على المسؤولين الحكوميين والسفارات، ليروا ويسمعوا ما يقوله الناس، مما سيؤدي بدوره إلى تسهيل سير القضية، فالحكومة غير قادرة على تجاهل الاحتجاجات اليومية”.
وشددت “على أن هذا ليس كافياً ولا يكفي أبداً، فهناك بعض الأشخاص الذين لا يزالون يلتزمون الصمت حول هذه القضية، خاصة الناس في الخارج، وآخرون لا علم لديهم بما يجري”.
أما حول علاقتها بوالدها ونظرتها له قالت سهيلة زكزكي “إنها لم تكن لتفكر أبداً فيما إذا كان يمثل قائداً أو أباً “فعندما كنت أصغر سناً كان فقط والدي، ثم عندما بدأت في النمو وفهم المزيد عن الحياة والطريق الذي كان عليه، اخترت السير في هذا الإتجاه، وبطبيعة الحال أصبح قائدي. فعندما تنظر إلى الديناميكية من وجهة نظر دينية، فمن الطبيعي أنه سيكون قائدي أولاً ثم والدي”.
وفلسطينياً، أبدت سهيلة عن إعجابها الشديد للغاية بالأسيرة عهد التميمي، “فجميع قصصها ملهمة خاصة أنها شابة حقاً”، معربة عن اعتقادا عن حقيقة أن وقوف جميع الفلسطينيين الذين يكافحون لأجل حريتهم والقضية التي يؤمنون، يشكل مصدر إلهام للجميع، داعية إياهم للإستمرار بما يقومون به وعدم التوقف عنه مهما حدث.
وتستمر المظاهرات بشكل يومي ومنذ أكثر من 100 يوم في عدد من المدن النيجيرية مطالبة بالإفراج الفوري عن الشيخ زكزكي وزوجته، والمئات من معتقلي الحركة، وللكشف عن مصير أكثر من 500 مفقود منذ مجزرة زايرا، مما أدى لسقوط عدد من الضحايا والجرحى إضافة لاعتقال آخرين.
وإضافة لنيجيريا، نفذت عدة مظاهرات ووقفات احتجاجية في عدد من دول العالم، في باكستان وتركيا وبريطانيا وسويسرا وكندا.
جدير بالذكر أن الشيخ إبراهيم زكزكي قد تعرض للعديد من محاولات الاغتيال، بعض منها في أعوام 1999، و2007، و2015. وفَقَد عينه، وأصيبت زوجته (التي اعتقلت معه)، وقُتل 6 من أبنائه (خلال مجزرتي “السبت الأسود”، ويوم القدس العالمي). كذلك قُتلت أخته وابن أخيه، وجُرفت أضرحة والدته وأولاده، وسُوّي منزله بالأرض.
المصدر: وكالة يونيوز