قال رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال عون خلال افتتاح المؤتمر الدولي “المساواة في الديمقراطية”، في قلعة المؤتمرات التابعة لانطش جبيل – مار يوحنا مرقص: “إذا طرحنا السؤال ما هي الديمقراطية، نعتقد للوهلة الاولى اننا نملك جوابا سهلا”. أضاف: “نعتقد اننا بمجرد وصف الحكم في بلد ما بأنه ديمقراطي فهذا النظام ديمقراطي، ولو كان كذلك لما كان هناك ازمات”.
وأكد الرئيس عون أن “الديمقراطية هي شكل من اشكال الحكم يمارس فيه المواطنون السلطة بشكل مباشر او عبر هيئة حكم مثل البرلمان”، لافتا الى أن “الديمقراطية في تعريف الامم المتحدة لم تعد من اشكال الحكم فحسب، بل تشتمل مكونات الديمقراطية على ضمان حقوق الانسان ومنها الحق في الانتخاب”.
ورأى أن “مفهوم الديمقراطية يحاول ان يحدد ضوابط السلطة، والديمقراطية جاءت لتحمي الانسان من نفسه اولا”، معتبرا أن “المساواة هي التمتع بالحقوق دون التمييز بالعرق أو الجنس أو اللون أو أي أمر آخر، وللجميع حق في حماية متساوية ضد أي تمييز”.
وقال: “مع الاسف، مبدأ المساواة لا يمكن أن يطبق في لبنان بشكل صحيح طالما ان نظامه الطائفي هو الذي يحدد هوية الاشخاص في مواقع السلطة، وإذا أردنا الاقتراب من الديمقراطية فلا مناص من الوصول الى الدولة العلمانية”.
أضاف: “هناك هوة في لبنان بين المبادىء والواقع، وأطرح بعض الافكار التي أراها جوهرية، ومنها الوعي”.
وتابع: “إذا سألنا لماذا تتسع الهوة بين الطبقات في البلدان الديمقراطية، نستنج ان الديمقراطية لم تحقق المساواة الاجتماعية”.
وأشار الى أن “لا ديمقراطية من دون محاسبة فهي ضمانة للديمقراطية وهي حماية للشعب من ممثليه في حال اخطأوا، وهنا نذكر واقع لبنان المؤسف بسبب غياب المحاسبة”.
وأوضح أن “السياسات الدولية الخالية من العدالة تدفع الى النزاعات والتوتر في العالم وصولا الى انتشار الارهاب”، لافتا الى أن “روح الديمقراطية هي روح واحدة لا تتجزأ والبعض يسعى الى تطويع هذه الروح وفقا لمصالحه بذريعة نشر الديمقراطية”.
وقال: “أذكر خصوصية النظام الديمقراطي في لبنان المرتكز على التوافق السياسي، وإذا تعزز نظام المحاسبة وتراجعت الطائفية فنحن قادرون على تحقيق طموحات الشعب اللبناني وتحقيق رسالة لبنان بالتعايش والسلام وجعلها رسالة للعالم اجمع”.