يتجه مجلس الامن الدولي الى تكثيف ضغوطه على كوريا الشمالية بعد اختبارها نوعا جديدا من الصواريخ يستطيع استهداف القارة الاميركية برمتها واعلانها انها باتت دولة نووية بالكامل.
وهذه التجربة الاولى التي تقوم بها بيونغ يانغ منذ 15 ايلول/سبتمبر، تشكل ضربة للرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي اكد ان تطوير هذه القدرات “لن يحدث”.
وفي اجتماع مخصص لكوريا الشمالية يبدأ في الساعة 21.30 ت غ. سيدعو العديد من اعضاء مجلس الامن “الى اتخاذ اجراءات جديدة” رادعة بحسب ما اعلن الرئيس الدوري للمجلس السفير الايطالي سيباستيانو كاردي.
وبعيد اطلاق الصاروخ الكوري الشمالي العابر للقارات والذي بلغ ارتفاعا غير مسبوق، اعلنت واشنطن انها تريد عقوبات دولية جديدة بينها “الحق في حظر الملاحة البحرية التي تقل سلعا من كوريا الشمالية واليها”.
وسبق ان فرض مجلس الامن ثماني رزم من العقوبات على كوريا الشمالية لاجبارها على تعليق برنامجيها البالستي والنووي، واقر الرزمتين الاخيرتين بعد اطلاق صواريخ عابرة للقارات واجراء تجربة نووية سادسة، الاولى في الخامس من اب/اغسطس لحظر استيراد الفحم والحديد ومنع الصيد البحري والثانية في 11 ايلول/سبتمبر لحظر استيراد المنسوجات والحد من تزود بيونغ يانغ بالنفط.
وفي الخامس من تشرين الاول/اكتوبر، واستنادا الى قرار الخامس من اب/اغسطس، منعت الامم المتحدة اربع سفن من الرسو في موانىء عالمية بعد الاشتباه بانها خرقت هذا الحظر، في سابقة هي الاولى في تاريخ المنظمة الدولية.
وقال كاردي “لا يزال ثمة هامش لعقوبات جديدة”، على ان يقدم الى زملائه تقريرا فصليا عن تطبيق العقوبات على بيونغ يانغ، واضاف “الامر ليس مثاليا لكنه يسير في شكل جيد”، علما بان موقف الصين، اول شريك اقتصادي لكوريا الشمالية اساسي في هذا المعنى.
ومن ابيدجان، ندد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون “بشدة” باطلاق الصاروخ وقال “علينا الان ان نشدد العقوبات”.
واضاف في مقابلة مع فرانس 24 واذاعة فرنسا الدولية “اعول في شكل كبير على الصين وروسيا لفرض عقوبات تكون الاكثر فاعلية بحق كوريا”.
ومع اقرارها بحصول “استفزاز”، دعت روسيا جميع الاطراف الى “التزام الهدوء” فيما طالبت الصين بيونغ يانغ وواشنطن بالتهدئة والحوار.
ووعدت واشنطن الاربعاء بعقوبات احادية جديدة وخصوصا ان ضمان صدور قرار اممي يلحظ فرض عقوبات يتطلب مزيدا من الوقت. وتطلب صدور قرار الخامس من اب/اغسطس مفاوضات مع روسيا والصين استمرت شهرا كاملا. لكن اسبوعا واحدا كان كافيا لواشنطن لضمان صدور قرار 11 ايلول/سبتمبر.
وقالت بيونغ يانغ ان الصاروخ حلق حتى علو 4.475 كلم قبل ان يتحطم على بعد 950 كلم من مكان الاطلاق.
وقال خبير غربي ان مسار الصاروخ العمودي يحمل على الاعتقاد بان مداه 13 الف كلم اي الابعد لصاروخ تختبره كوريا الشمالية وبالتالي فهو قادر على بلوغ كبرى المدن الاميركية.
وعمت اجواء الفرح بيونغ يانغ حيث نزل السكان الى الشوارع وتسمروا امام شاشة عملاقة لمتابعة الاخبار.
ولا يزال يتعين على بيونغ يانغ اثبات انها تملك تكنولوجيا عودة الصواريخ الى الغلاف الجوي من الفضاء لكن الخبراء يعتقدون انها باتت على وشك تطوير قوة ضاربة عملانية عبر القارات.
وتؤكد كوريا الشمالية ان برامجها للتسلح التقليدي والنووي تهدف الى ردع اي هجوم عليها، وكان دونالد ترامب توعد في ايلول/سبتمبر بـ “تدمير” هذا البلد اذا تعرضت الولايات المتحدة لهجوم.
وبين الحلول الممكنة للازمة اقترحت بكين وموسكو تعليق المناورات العسكرية المشتركة بين واشنطن وسيول مقابل تجميد البرامج العسكرية لكوريا الشمالية، لكن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين رفضوا هذا الاقتراح.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية