أعلنت إحدى اللجان الصحية المحلية في المملكة المتحدة، عن سياسة مثيرة للجدل، ترتبط بمدى دعم المرض الذين يعانون من تدهور صحتهم بسبب التدخين أو البدانة.
ويُوجد قضيتان بحسب البعض، هما السبب في عدد كبير من الأمراض والظروف الصحية التي تؤثر على الناس في جميع أنحاء العالم أي التدخين والبدانة.
ولفترة غير محددة، تنص هذه السياسة، “على حظر الحصول على الجراحة الروتينية أو غير العاجلة في خدمة الصحة الوطنية حتى يحسن المرضى صحتهم،” موضحة أن “الظروف السريرية الاستثنائية، ستؤخذ بعين الاعتبار على أساس كل حالة على حدة “. وصدر القرار عن مجموعة التكليف الطبي لمقاطعة هيرتفوردشاير، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 1.1. مليون نسمة.
وحُدد الإطار الزمني لتحسين الصحة خلال فترة تسعة أشهر للأشخاص البدناء على وجه الخصوص، أي أولئك الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم أكثر من 40، إذ يجب أن يعمدوا إلى خفض رقم المؤشر بنسبة 15 في المائة خلال تلك الفترة الزمنية، فيما الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة جسم أكثر من 30، فيجب أن يعمدوا إلى خفض هذا المؤشر بنسبة 10 في المائة. ويجب على المدخنين التوقف عن التدخين لفترة ثمانية أسابيع أو أكثر، والخضوع لفحص اختبار التنفس.
أما الجزء الجديد والأكثر إثارة للجدل في هذه السياسة، يتمثل بحظر الجراحة لأجل غير مسمى، وفقاً للكلية الملكية للجراحين في المملكة المتحدة، التي تعارض هذه السياسة. وقد نفذت مجموعات أخرى في المملكة المتحدة سياسات مماثلة، ولكن المرضى في نهاية المطاف، يخضعون للجراحة، إذا لم يتمكنوا من فقدان الوزن، أو التوقف عن التدخين، وقد نُصح المرضى سابقاً بوقف التدخين، والأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة بفقدان الوزن.
وتُعتبر مجموعة التكليف الطبي لمجموعة هيرتفوردشاير بمثابة هيئات الرعاية الصحية الوطنية التي تقدم خدمات الرعاية الصحية لمناطقها، وتؤكد مجموعات هيرتفوردشاير أن تحسين الصحة قبل الجراحة يحسن النتائج ويقلل من الوقت الذي يقضيه المرضى في المستشفى خلال فترة التعافي، الأمر الذي يساعد المرضى، ويحسن من ميزانية الخدمة الصحية.
وقال الطبيب الممارس ورئيس منطقة الشرق والشمال في مجموعة التكليف الطبي لمجموعة هيرتفوردشاير، الدكتور هاري باثماناثان: “طُورت مقترحات التشاور من قبل الأطباء العامين، وأطباء الصحة العامة، مع مراعاة مصالح جميع المرضى في منطقتنا”.
وأظهرت البيانات المستمدة من المشاورات العامة والدراسات الاستقصائية التي أجرتها مجموعة التكليف الطبي لمجموعة هيرتفوردشاير، أن نسبة 85 في المائة من المواطنين، يوافقون على حاجة الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة جسم أعلى مقارنة بغيرهم، على خفض الوزن، وتوقف المدخنين عن التدخين، فيما نسبة 73 في المائة، يوافقون على مطالبة الأشخاص بمؤشر كتلة الجسم أكثر من 30 لانقاص وزنهم.
وقد تعرضت السياسات الجديدة لهجوم مباشر من قبل الخبراء ومجموعات أخرى.
وفي هذا السياق، قال إيان إردلي، نائب الرئيس الأول في الكلية الملكية للجراحين في المملكة المتحدة، إن “التعاطي مع المرضى بهذه الطريقة يتنافى مع مبادئ الصحة الوطنية”، مضيفاً أن “هذا يتعارض مع التوجيه السريري ويترك المرضى الذين ينتظرون فترات طويلة من الزمن يعانون من الألم وعدم الراحة، بل يمكن أن يؤدي إلى نتائج أسوأ بعد الجراحة في بعض الحالات”.
المصدر: سي ان ان