وجه رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، رسالة عيد الأضحى المبارك، هنأ فيها “جميع المسلمين واللبنانيين في هذه الأيام المباركة التي تشتمل على معاني الخير والبركة والعزة والكرامة”، سائلا “الله عز وجل ان يحفظ الأمة من المؤامرات والفتن، ويمن على شعوبها الامن والسلام، وعلى لبنان الاستقرار والازدهار. ومما جاء فيها:
“الأضحى عيد مبارك يشتمل على كل معاني الخير والبركة، ويقترن بأسمى التضحيات يوم امتحن نبيا الله إبراهيم واسماعيل في عمق إيمانهما وخضعا لامتحان الصبر والتضحية والإيثار في سبيل الله كما قال عز من قائل *يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين* لقد بلغ نبي الله إبراهيم ابنه اسماعيل أمر الله سبحانه بقلب خاشع محتسب تجاوز حبه لله كل مشاعره الإنسانية، فمثل أعظم امتثال لطاعة الله سبحانه، واستجاب اسماعيل لأمر المشيئة الإلهية فقدم نفسه قربانا في سبيل الله. ولقد اغدق الكرم الالهي على سيدنا ابراهيم *وفديناه بذبح عظيم وتركنا عليه في الآخرين سلام على إبراهيم كذلك نجزي المحسنين إنه من عبادنا المؤمنين*”.
وأكد أن “يوم عرفة يحثنا على التواصل والتعارف والتضرع الى الباري عز وجل، وعلينا أن نستغل هذا اليوم المبارك في العبادات بما يصقل أنفسنا ويؤدبها ويهذبها، فنتمسك بحبل الله تعالى ونترك الشهوات ونتخلى عن المهاترات والمساوئ ليكون جزاء عملنا مؤديا إلى الجنة، وفي يوم عرفة نتذكر موقف الإمام الحسين في كربلاء ودعاءه في هذا اليوم المبارك لنتعظ من مسيرته ونقتدي بصاحب هذه السيرة الذي شكل مع الأئمة المعصومين مدرسة إيمانية نورانية منهجها المناقب والفضائل والصفات الحميدة التي تحتم علينا إن نكون عاملين بتعاليمها ملتزمين بالسير على نهجها. وفي رحاب هذا اليوم نطالب الحجاج ان يتضرعوا الى الله تعالى، كي يحفظ الأمة من كل سوء ويبعد عنها المجرمين والارهابيين والمنافقين الذين يتربصون الشر بالأمة الإسلامية وبالبشرية جمعاء، وعلينا أن نشارك الحجاج دعاءهم يوم عرفة لان الله يقبل دعاء المؤمنين الصادقين”.
ورأى أن “عيد الأضحى فرصة لتآلف القلوب وتقاربها، فلننتهزها في طاعة الله ورضوانه محبين للخير داعين للسلام متسامحين متصالحين تائبين عن كل ما يضر بالإنسان وبكرامته. ومن هذا المنطلق، نطالب قادة العرب والمسلمين بوقفة ضمير لحفظ شعوبنا ووقف نزيف الدم في بلادنا، تمهيدا لانتاج حلول سياسية تحقن الدماء وتعيد الامن والاستقرار الى سوريا واليمن والبحرين والعراق، وتعيد تصويب البوصلة باتجاه نصرة فلسطين ودعم شعبها وانقاذ مقدساتها، مما يحتم على الجميع ان يعملوا على بناء الجسور في ما بينهم كي نكون جميعا يدا واحدة وقلبا واحدا في مسيرة الإصلاح والمصالحة كما يقف الحجاج صفا ملبين نداء الله بصوت واحد وتوجه واحد. وعلى قادة العرب والمسلمين ان يتواصلوا ويتشاوروا فيعمدوا الى تشكيل جبهة اسلامية تحارب الارهاب وتجفف مصادر تمويله وتستأصل خلاياه الاجرامية، سيما ان إسلامنا ينبذ الإرهاب ويدين التطرف والتعصب باعتباره سلوكا عدوانيا لا يمت الى الدين وقيمه”.
ووجه خطابه الى اللبنانيين فقال: “اتعظوا من التجارب وافتحوا صفحة جديدة تعزز عيشكم المشترك وتكرس وفاقكم، احفظوا وطنكم بحفظكم لبعضكم البعض، فالعدو الوحيد للبنان هو الارهابين التكفيري والصهيوني، ولقد استطاع لبنان ان يدحر الاحتلال الصهيوني عن ارضه ويفشل مخططاته ويحبط عدوانه بفضل تضامنه وتلاحمه شعبا وجيشا ومقاومة، وهو اليوم سجل اعظم انتصار على الارهاب التكفيري تحررت فيه جرود لبنان بأقل خسائر ممكنة بفعل حنكة وحكمة الجيش والمقاومة في ادارة معارك شرسة مع عدو متوحش، سجل اثرها لبنان انتصارا مباركا لمحور المقاومة ولكل العرب والمسلمين واللبنانيين، عمت خيراته وبركاته كل اللبنانيين المطالبين باقامة الاحتفالات التكريمية لصناعه المتمثلين بالجيشين اللبناني والسوري والمقاومة، وعلى بعض المسؤولين في لبنان ان يرتقوا الى تضحيات الجيش اللبناني والمقاومة الذين حفظوا امن الوطن والمواطن بدحرهم الارهاب التكفيري عن ربوع وطننا”.
وقال: “نحن اذ نوجه تحية الاجلال والتقدير الى ابطال وشهداء الجيش والمقاومة والجرحى الذين يسجل الفضل الاول لهم بإنقاذ لبنان من شر الارهاب التكفيري، فإننا نخص بالتقدير ذويهم الذين تحملوا الفجيعة والاذى وصبروا وضحوا ولا سيما ذوي الشهداء العسكريين المخطوفين. ونطالب الدولة اللبنانية بإنماء القرى والمناطق المتضررة في البقاع، وتوفير الدعم المادي والمعنوي للجيش وتجهيزه بأحدث المعدات العسكرية وفتح باب التطوع ليتمكن الجيش من أداء مهامه الوطنية فيظل سدا منيعا يدفع الاخطار عن اللبنانيين”.
ورأى أن “أفضل عيدية يقدمها السياسيون لشعبهم تكمن في تشكيل شبكة امن سياسي توقف كل السجالات والمناكفات، وتعيد بناء دولة القانون والمؤسسات من منطلق مكافحة الهدر والفساد والمحسوبيات، فتقوم الدولة بواجباتها في حماية المواطنين من جشع المحتكرين والمستغلين والفاسدين. وعلى الحكومة اللبنانية ايلاء الشأن الاجتماعي والمعيشي كل اهتمام وعناية مع حلول العام الدراسي الجديد، فتبادر الى زيادة التقديمات الاجتماعية والصحية للمرضى والمحتاجين، وعليها تقع المسؤولية المباشرة في خلق فرص عمل جديدة خاصة في الأرياف والمناطق من خلال اطلاق المشاريع الاستثمارية والانتاجية وفي طليعتها استخراج نفط لبنان من ارضه ومياهه، فلا يجوز ان تظل ثروات لبنان في اعماقه فيما يعاني من عبء الديون المتراكمة وتعيش شريحة كبيرة من اللبنانيين الفقر والعوز”.
وطالب “حجاج بيت الله الحرام الوافدين الى عرفات، بأن يتضرعوا الى الله كي يغفر لنا ويرحمنا واياهم، ويوحد صفوفنا ويبعد عن امتنا الشر والظلم، ويخلصنا من الارهابين التكفيري والصهيوني، فيحل الامن والسلام في بلادنا وتنعم شعوبنا بالاستقرار، ونسأله تعالى ان يجعل حجهم مبرورا وسعيهم مشكورا ويعيدهم إلى بلادهم غانمين سالمين”.
من جهة ثانية، يعتذر الشيخ قبلان عن تقبل التهاني حدادا على شهداء الجيش والمقاومة وضحايا الارهاب التكفيري.