إعادة تخليق أول زهرة بالكون.. – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

إعادة تخليق أول زهرة بالكون..

أعاد علماء تخليقها من خلال تحليل كل نباتٍ على الأرض على مدار 6 سنوات
أعاد علماء تخليقها من خلال تحليل كل نباتٍ على الأرض على مدار 6 سنوات

إنها الأم والأب الشرعيان لكل الزهور الموجودة حالياً، تشبه شجرة الماغنوليا، لكنها ليست موجودة في أيٍ من الحدائق هنا أو هناك.

هذه الزهرة التي خرج من نسلها النباتات المُزهِرة الحية اليوم، عاشت في عهد الديناصورات قبل 140 مليون سنة، حسب تقرير لصحيفة الديلي ميل البريطانية.

ولم تُكتَشَف أي حفرياتٍ بهذا العُمر، ولكن أعاد علماء تخليقها من خلال تحليل كل نباتٍ على الأرض على مدار 6 سنوات.

يقول تقرير “الديلي ميل”: “ما نعلمه الآن، هو أن الأزهار في حدائقنا تأتي من هذه الزهرة ذات الدوارات الثلاث المُنفصِلة من البتلات ذات الطبقات، والتي تتضمَّن الأعضاء التناسلية الذكرية والأنثوية على حدٍ سواء”.

وتتفتَّح البتلات؛ لأن الخنفساوات ربما تكون هي مُلقِّحاتها الرئيسة؛ إذ كان النحل بالكاد يتطوَّر في ذلك الوقت وكان يُقبِل على الأزهار الأنبوبية، مثل زهرة نبات أنف العجل. ولم تظهر النباتات المُزهِرة على كوكبنا إلا مؤخراً نسبياً، لتضفي إشراقةً على أرضٍ سادت عليها الطحالب ونباتات السرخس وذنب الخيل.

واليوم، تُشكِّل النباتات المُزهِرة 90% من النباتات على اليابسة، ويزعم علماء أن الزهرة التي أعادوا تخليقها هي الصورة الأدق حتى الآن للسلف المشترك بين كل هذه النباتات.

وقالت الدكتورة إيملي بايلس، التي عملت في الدراسة: “هذا أفضل تمثيل حتى الآن للزهرة التي تُعتَبَر سلفاً لكل الأزهار الحديثة التي نراها اليوم، والتي كانت موجودةً بالفعل بينما كانت الديناصورات لا تزال على الكوكب. هذا مثيرٌ حقاً، هناك 3 دوائر من الأعضاء متحدة المركز الشبيهة بالبتلات، عكس أغلب النباتات اليوم. ولا نعلم، على نحوٍ مؤكَّد، اللون الذي ظهرت به هذه الزهرة، لكنني أعتقد أنها كانت جميلة”.

ولا يزال أصل النباتات المُزهِرة المبكرة -وتسمى كاسيات البذور- واحداً من أكبر الألغاز في علم الأحياء، بعد ما يقرب من 140 عاماً من تسمية تشارلز داروين لانتشارها السريع في العصر الطباشيري “السر الغامض”.

لا تشبه الصورة التي نشرتها دورية نيتشر كوميونيكيشنز العلمية أي شيءٍ آخر لدينا اليوم أو أي أفكار طُرِحَت من قبل.

لدى الزهرة 3 دوارات، أو 3 دوائر من البتلات متحدة المركز، تشبه الماغنوليا إلى حدٍ كبير؛ مما يجعلها زهرةً غير عاديةٍ بين كل النباتات الموجودة حديثاً. وهناك فقط 20% من النباتات الحديثة ذات الطبقات الأقل تتطابق معها، مثل الزنابق ثنائية الدوارات. ويُعتَقَد أن الطبقات الأقل قد تطوَّرَت لتسمح للنباتات بتطوير بتلات ذات أشكالٍ أكثر إثارةً للاهتمام.

وأضافت الدكتورة إميلي: “هذه الزهرة مفتوحة للغاية، وهذا كان منطقياً منذ 140 مليون عام عندما لم يكن النحل موجوداً بعد، وكانت الخنافس هي المُلقِّحات الرئيسة، لدينا الآن أزهارٌ مقفولةٌ أكثر، مثل نبتة أنف العجل الشائعة التي تطوَّرت لجذب النحل الذي لديه القوة على دخولها فقط؛ مما يسمح بتلقيحٍ أفضل”.

وأشرفت جامعة باريس الجنوبية على هذه الدراسة، بالاشتراك مع باحثين من جامعة لندن ومن الحديقة النباتية الملكية في إدنبره.

وجمع الباحثون نماذج من تطوُّرِ الأزهار مع معلومات من قاعدة بيانات ضخمة عن سمات الأزهار الحديثة أُخِذَت من نحو 800 نوع. وكتبوا في الدراسة: “رغم أوجه التشابه مع بعض الأزهار الموجودة (في العصر الحالي)، لا توجد أي أنواع حية تشترك في هذا المزيج الدقيق من الصفات”.

ويتحدى نموذج البتلات الدوار كل معتقدات الخبراء بأن البتلات الحلزونية تطوَّرت أولاً ثم أظهرت بعد ذلك التركيب الدوار؛ بل عكس ذلك، يطرح هذا النموذج أن الدوارات هي ما ظهرت أولاً.

ويستنتج الفريق: “لا يزال أصل الأزهار كاسيات البذور واحداً من بين أكثر الموضوعات المهمة تعقيداً وغموضاً في علم الأحياء التطوري”. وأضافوا: “تُمثِّل هذه النتائج خطوةً كبيرةً نحو فهمِ أصل تنوُّعِ الأزهار وتطوُّرِ كاسيات البذور ككل”.

المصدر: هافينغتون بوست