زار المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان، بعد ظهر اليوم، مقر “تجمع العلماء المسلمين” في حارة حريك، يرافقه سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان محمد فتحعلي وبحضور رئيس مجلس الأمناء في التجمع القاضي الشيخ احمد الزين ورئيس الهيئة الإدارية الشيخ الدكتور حسان عبد الله وأعضاء المجلس المركزي في التجمع.
بداية اللقاء رحب الزين بالضيوف وقال: “نحن في تجمع العلماء الذي يضم زهاء 300 عالم من الشيعة والسنة سعيا في سبيل الوحدة الإسلامية نعلن وبصراحة إننا مع ايران فيما تقوم به من سعي لوحدة الإسلام والمسلمين وحشد الهمم والطاقات من اجل الوصول إلى الأقصى ومحاربة كل حركات الفتنة في العالم الإسلامي ثم إننا نتوجه بالشكر إلى الشعب الإيراني البطل قيادة وشعبا وهو المؤيد للوحدة الإسلامية ويدعمها في السر والعلن”.
بدوره قال الشيخ عبد الله: “يشرفنا أن تكون هنا في “تجمع العلماء المسلمين” الذي واجه طوال فترة تمتد إلى أكثر من 35 عاما، كل حركات الفتنة التي حصلت والتي أريد منه ان يحصل قتال ما بين السنة والشيعة وكان دائما يرفع شعار أن الخلافات التي تعطى طابعا خلافيا هي بالأصل خلافات سياسية ولا علاقة للمذاهب بها وأن السياسيين وخاصة الاستكبار العالمي يحاول تصوير الخلاف على انه خلاف مذهبي وذلك من اجل تجييش الغرائز وجعل الناس تتقاتل فيما بينها. وكان في ميثاقنا منذ البداية أن الهدف هو تحرير القدس وأن الأولوية يجب أن تكون هي تحرير فلسطين وأن أي خلاف يبعدنا عن تحرير فلسطين هو خلاف يخدم العدو الصهيوني ويطيل أمد بقائه”.
اضاف: “حقيقة ان متابعة سعادتكم لقضية فلسطين أثلج قلوبنا لأنك كما نعرفك تحمل هذا الهم كما يحمله كل إنسان مؤمن وشريف لذلك نحن معكم في هذا التوجه الذي تسعون من خلاله إلى بذل الجهود لأجل إنشاء جبهة واحدة في سبيل مجابهة الكيان الصهيوني وتحرير هذه الأرض التي نرى أنها باتت قريبة جدا أن شاء الله خاصة بعد انكسار المشروع الذي كان يريد أن يحمي الكيان الصهيوني المشروع الأميركي الذي ظهر بمظهر داعش والقاعدة والنصرة وفشل هذا المشروع، وأنا استبشر أن بدايات نهاية زوال الكيان الصهيوني تكون بعد نهاية هذا المشروع”.
وقدم عبدالله درعا باسم التجمع في المناسبة.
عبد اللهيان
بدوره قال عبد اللهيان: “أود بداية أن أثمن وأقدر عاليا الانتصارات المجيدة والمؤزرة التي تمكنت المعادلة الذهبية المتمثلة بالجيش والشعب والمقاومة بتحقيقها بالنصر على الإرهاب والقوى التكفيرية المتطرفة في عرسال، ومن ناحية أخرى لا يسعنا إلا أن نثمن ونقدر عاليا هذا الدور العلمي والثقافي والتربوي الذي ينعم به تجمع العلماء المسلمين على مستوى لبنان وعلى مستوى المنطقة ولأننا في خدمة العلماء الأجلاء فلا يسعنا إلا أن نؤكد مرة أخرى على الموقف المبدئي والكبير الثابت والراسخ للجمهورية الإسلامية الإيرانية في مجال احتضان القضية الفلسطينية المحقة والعادلة وفي مجال احتضان الشعب الفلسطيني ككل في القدس وفي المسجد الأقصى، وفي آخر مؤتمر لدعم القضية الفلسطينية والذي عقد في الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
اضاف: “منذ شهور كانت هناك سلسلة من المواقف الهامة والبناءة التي عبر عنها سماحة السيد علي الخامنائي ومن المواقف الهامة التي أطلقها سماحته في المؤتمر أنه قال: “بمقدار ما تكون القوى والفصائل الفلسطينية جادة في مسعاها الحثيث في مقارعة ومواجهة العدو الصهيوني والاحتلال الإسرائيلي بمقدار ما يكون دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية لها أقوى وأشد، وأريد أن أؤكد في هذا الإطار أن التطورات الهامة التي شهدناها في فلسطين في الفترة الأخيرة وخاصة في القدس الشريف وفي المسجد الأقصى وهذه النهضة الجماهيرية الكبرى التي قام بها أبناء الشعب الفلسطيني من خلال تصديهم للمؤامرة الصهيونية الأخيرة يعتبر إنجازا تاريخيا يسجل للشعب الفلسطيني”.
وختم: “من هنا فنحن نؤكد أن هذه الوحدة وهذا التلاحم ما بين كافة أبناء الشعب الفلسطيني هو الذي سجل هذا الانتصار الأخير، وأيضا في الساحة اللبنانية نحن نعتقد أن هذه الوحدة الوطنية وهذا التكاتف الشعبي هو الذي أدى في نهاية المطاف إلى بلورة المعادلة الذهبية الكبيرة التي تتجسد من خلال الجيش والشعب والمقاومة هذه المعادلة التي أدت في نهاية المطاف إلى كسر شوكة الإرهاب والإرهابيين في جرود عرسال. ونحن نعتقد في هذا الإطار أن هذه الوحدة الرائعة التي تتجلى من خلال علماء الدين الإسلامي الإجلاء والمحترمين الذي ينتمون إلى تجمع العلماء المسلمين هو نموذج مما ينبغي أن يكون عليه علماء الأمة ونخبها ليتحقق وعد الله المنشود في انتصارها على أعدائها”.