في نهاية شهر يونيو/حزيران الماضي، حذّر عدد من الخبراء في مقال نشرته مجلة نيتشر المرموقة، من خطورة الاحتباس الحراري الذي سيواجه العالم خلال السنوات الثلاث المقبلة، في حال لم تبدأ الدول بخفض كبير في انبعاثات الغازات الدفيئة.
وسلّط المقال الذي نشرته آنذاك صحيفة الإندبندنت البريطانية، الضوء على الأنظمة البيئية التي بدأت بالانهيار، وعلى اختفاء جبال الجليد التي كانت تتواجد في البحار بالقطب الشمالي خلال فصل الصيف. وفي كل عام يمرّ تزداد درجات الحرارة ارتفاعاً في جميع أنحاء العالم، حيث بات فصل الصيف أكثر دفئاً مما كان عليه في السابق.
وفي هذا السياق، ابتكرت منظمة “كلايمت سنترال” خريطة تفاعلية، ترصد ما ستصبح عليه المدن الحارة وما الخيارات التي ستواجهها بحلول عام 2100، بحسب ما ذكرت صحيفة لايف ساينس الأميركية.
ومن المتوقع أن ترتفع معدلات الحرارة بشكل كبير مع نهاية القرن الحالي إذا ما تواصلت انبعاثات الكربون في تلويث المحيط، كما ستكون لهذه المعضلة الأثر الأكبر على المدن.
ويسود قلق في العالم لا سيما المدن الحارة جراء ظاهرة الجزر الحرارية الحضرية، التي تتمثل بموجات حر تحول هذه المدن إلى ما يشبه الأفران، يختنق فيها السكان وقد تؤدي إلى حالات وفاة في بعض الأحيان. وتوضح المنظمة أنه بمقدور ظاهرة الجزر الحرارية الحضرية أن تساهم في ارتفاع الحرارة في المدن بمقدار 14 فهرنهايت (8 درجات مئوية) مقارنة بالمناطق الريفية الخضراء.
ووفق الخريطة التي نشرتها المنظمة، فإنه من الممكن أن يتحوّل المناخ الحالي المعتدل في مدينة أوتاوا الكندية إلى المناخ الاستوائي لمدينة بليز الأميركية بحلول سنة 2100، أما مدينة كابول الجبلية في أفغانستان، فقد تصبح مثل مدينة كولومبو الساحلية في الهند. في حين أن العاصمة المصرية الحارة قد تنافس الحرارة فيها سنة 2100 الحرارة الموجودة في أبوظبي اليوم.
وستواجه العاصمة البلغارية، صوفيا، أكبر تحول في الحرارة الإجمالية، حيث يتوقع أن ترتفع درجات الحرارة بحوالي 15 فهرنهايت (8.4 درجة مئوية) بحلول سنة 2100. وبالتالي، سيصبح فصل الصيف في هذه المدينة مشابها لذلك المتوفر في مدينة بور سعيد المصرية.
وفي ظل تواصل انبعاثات الكربون دون رقابة، يتوقع أن يبلغ معدل درجة الحرارة الصيفي في الخرطوم، عاصمة السودان، 111.4 فهرنهايت (44.1 درجة مئوية).
وخلال الأسابيع الماضية، كانت إيران على موعد مع تسجيل رقم قياسي عالمي يتعلق بأعلى درجة حرارة يتم تسجيلها في العالم كله. إذ وصلت درجة الحرارة في مدينة الأهواز، إلى 53.7 درجة مئوية، يوم الخميس 29 يونيو/حزيران 2017.
وتدرك الحكومات في مختلف المدن حول العالم العواقب الكارثية لارتفاع درجات الحرارة في السنوات والعقود المقبلة، كونها تعتبر المسؤول الأول عن تغير المناخ. فتكثّف الدول من مؤتمراتها واجتماعاتها بين فترة وأخرى للحد من مخاطر هذه الظاهرة، وتحاول الموقّعة منها على اتفاقية باريس لتغير المناخ الالتزام بها والتعهد بالمساهمة في تقليص الانبعاثات الكربونية.
المصدر: هافينغتون بوست