المبالغة في التفكير في كلّ شيء أمر مرهق، سواء أكنت تجلد ذاتك لغلطة ارتكبتها قبل أسبوع أو تقلق بشأن مقابلة عمل تجريها في الغد. عدم قدرتك على “الخروج من رأسك” سوف يجعلك في حالة كرب دائمة.
لا شكّ في أنّ كلّ إنسان يبالغ في التفكير في مسألة ما، من حين إلى آخر. لكن، في حال كنت من المبالغين “الحقيقيين” في التفكير، فأنت تكافح جاهداً لإسكات ذلك الوابل المتعاقب من الأفكار. المبالغة في التفكير – الاجترار – هي أكثر من مجرّد شعور بالانزعاج، وتظهر دراسات مختلفة أنّ من شأن ذلك أن تكون له آثاره الخطيرة على صحتك.
وتعرض مجلة “سايكولوجي توداي” لثلاثة مخاطر تتهدّد من يبالغ في التفكير، هي:
1- ازدياد احتمالات الإصابة بمرض نفسي:
كشفت دراسة نشرتها جمعية علم النفس الأميركية في عام 2013، أنّ التفكير المستمر في عائداتك المنخفضة وأخطائك ومشاكلك وإثارتها مراراً وتكراراً، من شأنه أن يزيد من مخاطر إصابتك بمشكلات نفسية. والاجترار يجعلك في دائرة مفرغة يصعب كسرها، إذ هو يهدّ صحتك النفسية التي كلّما تدهورت أكثر رحت تتّجه أكثر نحو الاجترار.
2- إعاقة حلّ المشكلات:
تظهر الدراسة نفسها أنّ الذين يبالغون في التفكير يظنّون أنّهم يساعدون أنفسهم من خلال تقليب مشكلاتهم في رؤوسهم وتحليلها بطريقة مفرطة. لكنّ الأبحاث تظهر أنّ “الشلل التحليلي” الناتج عن ذلك، حقيقة. فالإفراط في التحليل لا يسمح بإيجاد حلّ للمشكلة، بل يجعلك تفكّر أكثر بها بدلاً من البحث عن حلول. القرارات البسيطة – من قبيل اختيار ملابس الغد أو مطعم لحفل عشاء – تصبح قضية حياة أو موت بالنسبة إلى من يبالغ في التفكير. وللأسف، كلّ ذلك التفكير لن يساعدك على اختيار أفضل.
3- اضطرابات النوم
إذا كنت من الذين يبالغون في التفكير، فأنت تعلم من دون شك بأنّك لن تتمكّن من الخلود إلى النوم إلا في حال “انطفأ عقلك”. والدراسات تؤكد ذلك، إذ تبيّن أن الاجترار والقلق يؤدّيان إلى ساعات نوم أقلّ. فأنت سوف تتقلّب لساعات قبل أن تغمض عينَيك. لا تظنّ أنّ النوم في ساعة متأخّرة قد يساعدك، فالمبالغة في التفكير من شأنها أن تفسد جودة نومك، بالتالي لن تعرف النوم العميق بعد تقليب الفكرة نفسها في رأسك مراراً وتكراراً. .
المصدر: العربي الجديد