حمَل بعضٌ من أكثر الأشخاص ثراءً وذكاءً ونفوذاً، رسالةً مهمّة لدى اجتماعهم لمناقشة قضيّة عالميّة ملحّة مفادها: أجهزة الروبوت قادمة. وخلال المؤتمر العالمي لمعهد «ميلكن» في بيفرلي هيلز في ولاية كاليفورنيا، تناولت أربع جلسات سيطرة التكنولوجيا على الأسواق والتعدين وصولاً إلى الوظائف.
وقال أحد شركاء معهد «ماكنزي غلوبال»، مايكل تشوي، أثناء جلسة نقاش بشأن «هل هناك حقاً أيّ وظيفة بمأمن؟»، إنَّ «معظم الفوائد التي نراها بفضل التشغيل الآلي، تتعلّق بالحصول على جودة عالية وأخطاء أقلّ، لكنّها في كثير من الحالات تؤدّي إلى خفض العمالة».
ودعا المؤتمر السنوي الذي بدأ يوم الأحد الماضي وانتهى يوم أمس، 3500 مشارك لمناقشة «مستقبل الجنس البشري». ورأى بعض المشاركين أنَّ التكنولوجيا لم تغنِ فقط عن الوظائف منخفضة الأجور والتي لا تحتاج إلى مهارات، بل إنَّ بعض أجهزة الروبوت تدير برامج إلكترونيّة للتقاضي في الشركات الكبرى، وتحلّ بذلك محلّ موظّفين من أصحاب الدرجات العلميّة الرفيعة.
وقال دانيل نادلر، الرئيس التنفيذي لشركة «كينشو» لخدمات التحليل المالي والمملوكة جزئياً لمجموعة «غولدمان ساكس»، إنَّ «أيّ شخص يعمل في نقل بيانات من جدول إلى آخر، سيُستغنى عنه.. ستصل غولدمان ساكس إلى هذا في غضون عشر سنوات، وكذلك جيه بي مورغان. ستكون الشركات أكثر فاعليّة من حيث تكاليف التشغيل وعدد العاملين».
وقلّصت المصارف الكبرى عشرات الآلاف من الوظائف في السنوات القليلة الماضية، بعدما أصبحت أعمال مثل تداول السندات أقلّ ربحاً. وفي ظلّ ضغط هائل من المستثمرين لتعزيز الأرباح وعجز المصارف عن زيادة العائدات، لجأت هذه المصارف إلى التكنولوجيا لخفض التكاليف.
وأشار تقرير «لسيتي غروب» في آذار الماضي، إلى أنَّ العاملين في مجال الاقتصاد، سيعانون بشكل أكبر في المستقبل. وتوقّع محلّلو «سيتي» انخفاضاً بنسبة 30 في المئة في الوظائف المصرفيّة في الولايات المتحدة وأوروبا، في غضون السنوات العشر المقبلة.