ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بتهنئة المسلمين واللبنانيين “بمولد وصي رسول الله الإمام علي في بيت الله الحرام، في الثالث عشر من شهر رجب شهر الخير والبركة والطهر حيث ازدانت الأرض والسماء بنور علي ، فولادة الإمام علي في الكعبة تحمل دلالة عظيمة على صفات ومزايا المولود فيها، فهي بيت الله الذي يتعبد فيها البشر والملائكة، وهو قطب الرحى الذي ينحدر عنه السيل ولا يرقى إليه الطير، فهو صاحب ملكات وفضائل وصفات لم توجد الا لعلي وللنبي قبله، لذلك علينا ان نتواصل مع هذا الإمام العظيم من خلال الإقتداء به والسير على نهجه. وإذا درسنا الإمام نرى الجوانب النورانية والإيمانية والروحانية في شخصيته، فهو الامام المعصوم والقائد الفذ الذي لا يخاف في الله لومة لائم، لذلك يجب ان يحظى الإمام علي على مقام كبير في نفوس البشر لانه قدوة تستحق ان نسير على نهجها”.
وطالب “رجال الدين والسياسة والاقتصاد والمثقفين ان يدرسوا حياة الإمام في مختلف جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فهو صاحب مدرسة سياسية في الاستقامة وخدمة الإنسان واستنهاض الإنسانية، وعلى السياسيين وكل الزعماء والقادة ان يدرسوا الإمام علي ويتعلموا منه فهو باب مدينة العلم ، فالرسول والأئمة هم ثروة يجب ان نستفيد منها في اصلاح امتنا الاسلامية ومسيرة البشرية ولاسيما ان العودة الى تراث الامام علي سبيل نجاة للامة مما تتخبط به من ازمات وحروب وخلافات، فيبادر الجميع الى اطلاق عملية نقد بناء مستلهمين من فكر علي وسيرته معاني الصلاح والاصلاح فيحاربوا الفساد ويتصدوا للانحراف والظلم لتنعم امتنا بالخير والسلام والاستقرار”.
كما طالب قبلان “قادة الدول وزعماءها باستلهام اسس القيادة الصحيحة من تجربة الامام علي في الحكم، فلا يظلموا ويسهروا على خدمة الشعب ويحفظوا كرامة الناس ودماءها فيكونوا عند حسن ربهم وشعوبهم بهم، فالقيادة مسؤولية عبادية تكليفية وليست تشريفية ولا وسيلة للتسلط على رقاب العباد، من هنا نطالب قادة العرب والمسلمين ان يتقوا الله في البلاد والعباد ويحفظوا شعوبهم ويحقنوا الدماء وينبذوا الفتن ويجهدوا لاعادة السلم والاستقرار الى بلادنا، فيتواصلوا ويتعاونوا ويشكلوا جبهة متراصة في مواجهة الارهاب التكفيري والصهيوني، فالتقارب والتواصل الايراني – السعودي ضرورة لاستعادة وحدة الامة وحل كل ازماتنا الداخلية في سوريا واليمن والعراق، وعلى الجميع ان لا يتخلوا عن فلسطين وينتصروا لشعبها ومقدساتها، فيتمسكوا بالحق العربي في تحرير فلسطين والجولان و مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، من هنا فان اعلان اسرائيل الجولان المحتل جزء من كيانها الغاصب عدوان جديد نستنكره بشدة ونطالب العرب والمسلمون ان يتحملوا مسؤلياتهم القومية والاخلاقية بالتصدي للغطرسة الصهيونية”.
ورأى قبلان “ان لبنان المنهك بالخلافات والمناكفات التي تشكل بيئة حاضنة لتفشي الفساد، يحتاج الى نهضة ايمانية اصلاحية يحكم من خلالها السياسيون ضمائرهم فيحاسبوا كل فاسد وسارق ومرتش ويستعيدوا المال العام المنهوب ليصرف هذا المال على خدمات الدولة الانمائية التي يفتقد غالبية اللبنانين لها، وعلى السياسيين ان يستشعروا الاخطار المحدقة بوطنهم فيحصنوا مؤسسات الدولة ويعيدوا الاعتبار لها من خلال التوافق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتفعيل عمل المؤسسات الرسمية، وفي طليعتها المجلس النيابي فيقوم بدوره التشريعي ولاسيما ان تشريع الضرورة ضرورة وطنية لا يجوز اخضاعها لاي معيار سياسي”.
وحث قبلان “اللبنانيين على الاقتراع بكثافة لاختيار ممثليهم في المجالس البلدية والاختيارية لتكون هذه الانتخابات أفضل تعبير عن تطلعات اللبنانيين في اختيار الأصلح والأكفأ لإدارة الشأن البلدي الذي تحتاج الى نهضة انمائية يتعاون من خلالها اصحاب القدرات والمؤهلات المشهود لهم بالنزاهة والتفاني في الخدمة العامة. ان الانتخابات البلدية مناسبة وطنية يجسد من خلالها اللبنانيون اتفاقهم وتوافقهم على خدمة مجتمعهم وتجديد الولاء للوطن بما يعيد الثقة بين مؤسسسات الدولة والمواطنين، فالترشح للانتخابات ليس نزوة شخصية انما واجب وطني واخلاقي لمن يجد لديه القدرة على خدمة المجتمع بعيدا عن منطق المصالح الشخصية”.