بعد ايام قليلة من حديث صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مباحثات تجري بين إدارة ترامب وعدد من الدول العربية لحشد حلف عسكري ضد إيران يمد “إسرائيل” بمعلومات استخباراتية، اتت تصريحات وزير الحرب الصهيوني ليبرمان متناغمة مع هذه الاجواء حيث دعا من منصة مؤتمر ميونيخ للامن دولا عربية إلى الوقوف معا إلى جانب “إسرائيل” في مواجهة طهران. دعوة تأتي وسط الحملة الصهيونية المكثفة ضد ايران بحجة تشكيلها تهديداً مشتركاً ضد “اسرائيل” وما يسميه دول الغرب والصهاينة بالدول العربية المعتدلة ، بحيث يأتي هذا التحالف ضد هذه التهديدات الايرانية المزعومة، ليذكّر بدعوة سابقة لليبرمان لإقامة تحالف عسكري “إسرائيلي – عربي” ضد الإرهاب وهي كانت دعوة مثيرة للسخرية من قبل كيان قائم على الارهاب.
وذكرت صحيفة ” اسرائيل اليوم” ان ليبرمان حذّر من التهديد الإيراني على الشرق الأوسط ودعا الدول “المعتدلة”، من ضمنها السعودية، إلى الوقوف معا إلى جانب إسرائيل ضد ايران. وقال ليبرمان “للمرة الأولى منذ 1948، بالنسبة للعالم العربي المعتدل، فإن التهديد الأكبر عليهم هو ليس إسرائيل، وليسوا الصهاينة أو اليهود، إنما إيران والوكلاء الإيرانيين”.
وأشار ليبرمان بالتحديد إلى السعودية، التي بقي وزير خارجيتها عادل الجبير في القاعة خلال كلمة ليبرمان، بإنها إحدى هذه الدول “المعتدلة” التي تهددها إيران. وتحدث ليبرمان عن “أطماع” إيران النووية وبرنامج الصواريخ البالستية الخاص بها وتمويلها لمنظمات “متطرفة” في الشرق الأوسط كما قال.
هذا الكلام لاقاه ايضا الجبير في كلمته عبر مطالبته ترامب بتصعيد الضغوط على إيران. وشن الجبير حملة على ايران في كلمته زاعما ان “التحدي في منطقة الشرق الأوسط مصدره إيران، وهي أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم” واتهم إيران بأنها عازمة على “تغيير الأنظمة في الشرق الأوسط”.
رغم المعلومات التي تتكشف تباعا عن حجم التعاون بين عدد من الدول الخليجية واسرائيل لكن هل سيكون هذا التحالف امرا يجد طريقه الى التطبيق العملي على شكل تحالف متكامل وعلني وهل تنجح ادارة ترامب في حشد الدعم لهذا المسار؟
وكالة فرانس برس كتبت في هذا الاطار ان واشنطن تؤيد اقامة “جبهة اسرائيلية عربية ضد ايران” في الشرق الاوسط بحجة البحث عن حل “اقليمي” للصراع بين اسرائيل والفلسطينيين. وكان بنيامين نتانياهو واضحا باقتراحه بعد لقائه مع ترامب “مقاربة اقليمية” لانهاء الصراع في الشرق الاوسط، وتحدث دونالد ترامب عن هذا العرض في مؤتمرهما الصحافي في البيت الابيض الاربعاء.في اليوم التالي دعا نتانياهو في مقابلة الى “سلام شامل في الشرق الاوسط بين اسرائيل والدول العربية”. واشاد “بفرصة غير مسبوقة اذ ان عددا من الدول العربية لم تعد تعتبر اسرائيل عدوا بل حليفا في مواجهة ايران وداعش” حسب تعبيره.من جهته عبر نائب وزير التعاون الاقليمي الاسرائيلي ايوب قرا في تغريدة على تويتر عن امله في “قمة للسلام الاقليمي للقادة العرب في واشنطن” مؤكدا انه “شرق اوسط ترامب ونتانياهو الجديد”.
تقول فرانس برس ان ترامب الذي اكد انه يريد الوصول الى “اتفاق سلام رائع” اسرائيلي فلسطيني تبنّى -بناء على نصيحة صهره جاريد كوشنر اليهودي- “المقاربة الاقليمية” التي يتحدث عنها نتانياهو. وتحدث بشكل مبهم عن “الكثير من الدول” وعن “ارض واسعة جدا”. ويقول خبراء بحسب الوكالة الفرنسية ان الولايات المتحدة يمكن ان تكون “في اساس تفاهم اقليمي بين اسرائيل ودول الخليج”. مشيرا الى ان السعودية والامارات العربية المتحدة وقطر. لكن القضية ترتدي حساسية كبيرة حسب الوكالة.
يذكر ان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف رد على التصريحات التخويفية الكاذبة ضد ايران التي يطلقها نتنياهو والقادة الصهيانية بشكل مكثف في الاونية الاخيرة وقال ان النظام الوحيد في الشرق الأوسط الذي يمتلك سلاحاً نووياً وصواريخ بالستية عابرة للقارات وتاريخاً مليئاً بالاعتداءات يتذرع بأخبار ملفقة حول وسائل إيران الدفاعية المشروعة للتخويف من إيران ونشر الإشاعات الكاذبة.
ومعلوم ان ايران دائما كانت تتفادى تاجيج النار رغم الاستفزازات وتطلق تصريحات تبدي فيها الاستعداد للتعاون مع من يناوئها من الدول الخليجية بحال غيرت سياساتها. كما شهدنا جولة منذ ايام للرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني على دولتين خليجيتين هي عمان والكويت اطلق خلالها تصريحات ايجابية بناءة بحاجة الى من يتلقفها.
في هذا السياق نقلت وكالة مهر عن الأكاديمية التونسية منيره هاشمي ان التحالف بين حزب الله والجيش السوري من جهة وايران وروسيا من جهة اخرى افشل حلم الشرق الاوسط الجديد للمرة الثالثة وكشف عن ولادة جديدة لقطبين، وهما ايران التي حوصرت اقتصاديا لأكثر من ثلاثين سنة مع حرب عالمية شنت ضدها لمدة ثماني سنوات قام بها صدام حسين بالوكالة على العالم الغربي مع تجميد لأرصدتها في البنوك الغربية إلا إنها استطاعت أن تصبح قطبا يحسب له الف حساب، هذا هو طائر الفينيق الاول واما الطائر الثاني هو روسيا التي سقطت وانحلت كقوة عظمى في نهاية القرن الماضي ولكنها خرجت كذلك من الرماد في اقل من ثلاثين سنة. وتضيف ان المفاجأة افشلت مخططات اميركا ودراسات خبراءها وهي الان تحاول ان تعيد كفة الرعب لصلحها بعد ان اهتزت صورتها بإخفاقاتها المتتالية وذلك عبر تصريحات ترامب المثيرة للسخرية .
المصدر: موقع المنار + وكالات