تُثار مؤخرا ضوضاء في وسائل إعلام شرق أوسطية، أوروبية وكذلك في وسط آسيا وما خلف القوقاز الروسي حول ما نشرته وسائل إعلام غربية مبررا إستخدام الأجهزة الأمنية الأميركية والتركية لمنظمات وجماعات متطرفة وفاشية جديدة لتحقيق أهداف جيوسياسية خاصة بواشنطن وأنقرة ، اذ رصدت أجهزة أمنية روسية العلاقة بين مجموعات متطرفة منها “الذئاب الرمادية” مع تنظيمات راديكالية أوكرانية يطغى عليها طابع الفاشية الجديدة.
وقد لوحظ إستخدام أنقرة للذئاب الرمادية من أجل زعزعة الإستقرار في المناطق الكردية وأهداف أخرى في سوريا و العراق. ولمحت الخارجية الروسية على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف إلى أهداف أخرى لأنقرة في سوريا تختلف عن مكافحة الإرهاب في إشارة غير معلنة إلى هذه العلاقة المبطنة.
وتستمر هذه الأجهزة في مراقبة ومتابعة تمويل الولايات المتحدة لجماعات إرهابية من بينها الذئاب الرمادية التي تتلقى منذ أكثر من 20 عاما دعما غربيا والحديث يدور كذلك حول دعم الولايات المتحدة لجماعات راديكالية أخرى في الشرق الأوسط.
ويذكر أن وفدا أمنيا تركيا رفيع المستوى أكد في موسكو للروس بحضور وسيط خلال فترة إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين أن حادثة طائرة السوخوي 24 الروسية التي أسقطتها تركيا هي دليل على تغلغل النفوذ الأميركي ضمن الأجهزة الأمنية والعسكرية التركية محملين أنصار غولين الموالي للولايات المتحدة المسؤولية . في محصلة المصارحة الروسية التركية الأمنية خلص الجانبان إلى تأكيد التعدي الأميركي على مصالح تركيا. الإستراتيجية وخصوصا تلك التي مع روسيا.
من جهة اخرى بات مسلما لدى الروس أن أنقرة لم تعد تعول على تعاون أميركي أو تعاون الإتحاد الأوروبي معها وعليها بناء إستراتيجيتها بشكل يعتمد على حسابات مختلفة. فأردوغان من خلال تواصله مع المسؤولين الروس قدم تقييما سلبيا عن الولايات المتحدة واكد تصميمه على إستئناف الحوار حول مستقبل التعاون في إطار المشاريع والمسارات الدولية مع روسيا. إلا أن الخشية الروسية من أطماع أنقرة التاريخية في القوقاز والقرم وغيرها من الجغرافيا الروسية إضافة للأطماع الإقليمية في سوريا والعراق ، ما زالت على مستوى عال من الخطورة التي تستدعي الحذر في صياغة أي تفاهم إقليمي .
في المحصلة فأن أنقرة وواشنطن تتنافسان في إستخام التنظيمات المتطرفة لتنفيذ غايتها وتحقيق أهدافها الإستراتيجية ضمن سباق نفوذ يمر عبر منصتي أستانا وبعدها جنيف بعد المتغيرات في الميدان.
المصدر: موقع المنار