تخضع الصحراء الغربية المستعمرة الاسبانية سابقا بكاملها تقريبا لحكم المغرب الذي ضمها الى اراضيه في العام 1975 لكن تطالب بها الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووداي الذهب (بوليساريو). وتقترح الرباط التي تعتبر الصحراء الغربية جزءا لا يتجزأ من اراضي المملكة المغربية “حكما ذاتيا واسعا” لهذه الارض الشاسعة تحت سيادتها وتطالب بوليساريو المدعومة من الجزائر باستفتاء حول حق تقرير المصير.
والصحراء الغربية هي المنطقة الوحيدة في القارة الافريقية التي لم تتم تسوية وضعها بعد الاستعمار وما زال هذا النزاع يسمم العلاقات بين الجزائر والمغرب البلدين اللذين اغلقا حدودهما البرية منذ 1994. وتقع الصحراء الغربية التي تبلغ مساحتها 266 الف كيلومتر مربع على الساحل الاطلسي يحدها المغرب وموريتانيا والجزائر وهي منطقة شبه صحراوية غنية بالفوسفات، كما ان شاطئها الممتد على طول اكثر من الف كيلومتر يضم ثروة سمكية. ويقدر تعدادها السكاني بنحو نصف مليون نسمة ومدنها الكبرى هي فضلا عن العيون، دخلة (جنوب) وسمارا (شرق).
ويقيم حوالى 175 الف شخص من جانب اخر في مخيمات اللاجئين الصحراويين قرب مدينة تندوس الجزائرية على بعد 1800 كلم جنوب غرب العاصمة الجزائرية وقرب الحدود مع المغرب. وفي العام 1975 اصدرت محكمة العدل الدولية في لاهاي قرارا مؤيدا لمبدأ تقرير المصير لسكان الصحراء لكن ذلك القرار اعقب بـ”مسيرة خضراء” بدعوة من الملك الحسن الثاني حشدت 350 الف مغربي للتأكيد على “انتماء” هذه المنطقة الى المغرب. وفي 27 شباط/فبراير 1976 اعلنت البوليساريو التي انشئت في 1973 قيام “الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية” ويرأس هذه الحركة ابراهيم غالي منذ تموز/يوليو 2016 خلفا لزعيمها التاريخي محمد عبد العزيز الذي توفي في ايار/مايو. وفي 1979 فرض المغرب سيطرته على كامل الصحراء تقريبا بعد ان تخلت موريتانيا عن الجزء الذي كان تابعا لها في هذه الاراضي وتم تشييد “جدران” حماية عدة لمنع عمليات تسلل البوليساريو.
ودخل وقف لاطلاق النار حيز التنفيذ في 1991 بعد حرب استمرت ستة عشر عاما، وقررت الامم المتحدة اجراء استفتاء حول تقرير المصير لكنه ارجىء باستمرار منذ 1992 بسبب خلافات ما زالت قائمة حول الناخبين.
وتنتشر بعثة للامم المتحدة منذ 1991 لمراقبة وقف اطلاق النار في الصحراء الغربية في انتظار تحديد مصير هذه المنطقة، الا ان قبول “الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية” في 1984 داخل منظمة
الوحدة الافريقية التي اصبحت فيما بعد الاتحاد الافريقي دفع المغرب الى الانسحاب من هذه المنظمة.
وفي ايلول/سبتمبر 2016 طلب المغرب رسميا استعادة مقعده في الاتحاد الافريقي وفي نهاية تموز/يوليو اعلن الملك محمد السادس ان هذا القرار لا يعني تنازل المملكة عن حقوقها في الصحراء الغربية.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية