بالتزامن مع جنين وطولكرم.. الاحتلال يشن حملة عسكرية في نابلس – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

بالتزامن مع جنين وطولكرم.. الاحتلال يشن حملة عسكرية في نابلس

نابلس - الضفة الغربية

وسّع الاحتلال الإسرائيلي عدوانه في مناطق الضفة الغربية، وأعلن عن عملية عسكرية جديدة واسعة تستهدف منطقة نابلس شماليّ الضفة. وأفادت مواقع إسرائيلية بأن جيش الاحتلال دفع بثلاث كتائب إلى مخيم بلاطة للاجئين في نابلس، في إطار عملية أطلق عليها اسم “الجدار الحديدي”.

ويأتي اقتحام مخيم بلاطة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على مخيمات شمال الضفة الغربية منذ ثلاثة أشهر، ما أسفر عن تدمير مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، وطرد السكان الذين يواجهون مصيرًا مجهولًا، على غرار النازحين في قطاع غزة.

وفجر اليوم، شنّت قوات الاحتلال حملة مداهمات واقتحامات في الضفة، تخللتها مواجهات في بعض المناطق واعتقالات طالت عددًا من الفلسطينيين، فيما أجبرت عائلات على النزوح من منازلها في مخيم بلاطة تحت تهديد السلاح، بينما يتواصل العدوان العسكري على مدينتَي طولكرم وجنين ومخيمات اللاجئين شمالي الضفة المحتلة للشهر الثالث على التوالي.

الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم: اقتحامات، مداهمات واعتقالات

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ73 على التوالي، ولليوم الـ60 على مخيم نور شمس، وسط تنفيذ اقتحامات واسعة، واعتقالات، وعمليات تخريب وترويع طالت أحياء المدينة وضواحيها، ليلة الثلاثاء وفجر اليوم الأربعاء.

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت المدينة بمدرعتَين من نوع “إيتان” وعدد من الآليات العسكرية، من المدخل الجنوبي، وجابت شوارعها الرئيسية، مرورًا بشارع العليمي غربًا، ودوار اليونس في الحي الشمالي، وصولًا إلى ضاحيتي شويكة وارتاح، قبل أن تنسحب لاحقًا من الطريق ذاته.

وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال داهمت خلال الاقتحام منزل عائلة الهشهش في ضاحية شويكة، وشرعت بعمليات تفتيش.

كما شهدت المدينة تحركات مكثفة لآليات الاحتلال، خاصة في الحي الشرقي، ودوار السلام، وشارع كراج نابلس القديم، حيث سارت بعكس اتجاه السير، وأوقفت الآليات وسط الشوارع لمنع مرور المركبات، وسط إطلاق مكثف للرصاص الحي وقنابل الصوت لترويع المواطنين.

وتمركزت قوات الاحتلال في محيط مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، تحديدًا في المنطقة القريبة من مخيم طولكرم وديوان عائلة عوّاد، وأوقفت الشبان واحتجزتهم وأخضعتهم للتحقيق الميداني، دون تسجيل حالات اعتقال من تلك المنطقة.

وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال فجر اليوم ثلاثة شبان من مناطق مختلفة في المدينة وضواحيها، وهم: محمد أبو زنط أثناء تواجده قرب شارع كراج نابلس القديم، وصهيب أبو ليفة من منزله في ضاحية كَفّا جنوبًا، وعمارة مرعي من حي الرشيد في ضاحية ذنابة شرقًا.

كما داهمت قوات الاحتلال ضاحية عزبة الطياح جنوب شرق طولكرم، واقتحمت منزل المواطن عبد الحميد السوداني، ونفذت فيه عمليات تفتيش واسعة، تخللها تخريب وتكسير لمحتويات المنزل.

ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى مخيمَي طولكرم ونور شمس، ونشرت فرق مشاة داخل حاراتهما، مع اقتحام المنازل وتخريبها، وتحويل عدد منها إلى ثكنات عسكرية، وسط إطلاق رصاص حي، وسماع دوي انفجارات بين الحين والآخر.

وفي مخيم نور شمس، انتشرت قوات الاحتلال في منطقة جبل النصر، وداهمت منازل المواطنين وسط إطلاق قنابل الصوت داخلها، مع تكرار سماع دوي الانفجارات.

وتواصل قوات الاحتلال استيلاءها على منازل ومبانٍ سكنية في شارع نابلس والحي الشمالي للمدينة، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، في حين تُضيّق على المواطنين وتُعيق حركة تنقلهم، بعد أن أغلقت الشوارع بالسواتر الترابية في كلا الاتجاهين.

وقد أسفر عدوان الاحتلال المتواصل على طولكرم ومخيمَيها عن استشهاد 13 مواطنًا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، وتهجير قسري لأكثر من 4000 عائلة من المخيمين، إلى جانب عشرات العائلات من الحي الشمالي، بعد الاستيلاء على منازلهم.

كما ألحق العدوان دمارًا شاملًا بالبنية التحتية، والمنازل، والمحال التجارية، والمركبات، التي تعرضت للهدم الكلي أو الجزئي، أو الحرق والتخريب والنهب. وقد دمر الاحتلال 396 منزلًا بشكل كامل، و2573 منزلًا بشكل جزئي في مخيمَي طولكرم ونور شمس، إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقّتهما بالسواتر الترابية.

الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها: تدمير ونسف للمنازل

ولليوم الـ79 على التوالي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها، وسط عمليات تجريف وإحراق للمنازل، وتحويل أخرى إلى ثكنات عسكرية.

وقد أطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي بكثافة في مخيم جنين صباح اليوم الأربعاء، علمًا بأن المخيم فارغ من السكان بعد إجبارهم على النزوح القسري من منازلهم. في الوقت ذاته، تواصل جرافات الاحتلال تجريف الشوارع وتدمير البنية التحتية.

وأُصيب أمس الثلاثاء شاب يبلغ من العمر 25 عامًا برصاص الاحتلال في الرأس، بحي الهدف، بعد اقتحام الجنود للحي وإطلاقهم النار بشكل عشوائي. كما فجرت قوات الاحتلال منزلًا وسط المخيم، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد منه.

ويستمر الاحتلال في دفع تعزيزات عسكرية ومدرعات إلى المدينة والمخيم، إضافة إلى الجرافات الثقيلة من حاجز الجلمة العسكري، مع نشر قوة من الجنود في منطقة الغبز ومحيط المخيم ومنطقة وادي برقين، حيث تُشَقّ الطرق وتُوسَّع، وتُغيّر معالم المخيم، وتُهدم منازل المواطنين.

كما يواصل جيش الاحتلال تدريباته العسكرية في محيط حاجز الجلمة، ويُطلق الرصاص الحي من وقت إلى آخر في محيط المخيم.

ويتفاقم الوضع الإنساني لنحو 21 ألف نازح هجّرهم الاحتلال قسرًا من مخيم جنين، خاصة في ظل فقدانهم مصادر دخلهم وممتلكاتهم ومنعهم من العودة. وتشير التقديرات إلى أن 600 منزل دُمّر في المخيم، فيما أصبحت قرابة 3000 وحدة سكنية غير صالحة للسكن.

وبحسب المعطيات، فإن الوضع الاقتصادي للنازحين البالغ عددهم 21 ألفًا يمثّل تحديًا إنسانيًا كبيرًا في جنين، حيث ارتفعت نسبة الفقر نتيجة فقدان الوظائف والأعمال.

ومنذ بداية العدوان، استشهد 36 مواطنًا في المحافظة، فيما يواصل الاحتلال شنّ حملات مداهمة واعتقالات واسعة في قرى وبلدات المحافظة بشكل شبه يومي.

المصدر: مواقع