تناولت الصحف الصادرة في بيروت اليوم الاثنين في 21-10-2024 العديد من الملفات المحلية والاقليمية، وركزت في افتتاحياتها على زيارة هوكشتاين إلى بيروت، وتطورات العدوان الاسرائيلي المتواصل على لبنان.
الأخبار
هوكشتين في بيروت اليوم لفحص رضوخ لبنان لشروط العدوّيْن الأميركي والإسرائيلي
يعود الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين إلى بيروت اليوم حاملاً معه، نظرياً، «العرض الأخير» قبل الانتخابات الأميركية في 5 تشرين الثاني بهدف إنجاز «اتفاق إطار» سياسي – أمني لوقف الحرب. أما عملياً، وكما عبّر النائب جميل السيد، فإن الموفد الأميركي قادم ليرى ما إذا كان العدوان الإسرائيلي قد أدّى إلى رضوخ لبنان للشروط الأميركية والإسرائيلية لتعديل القرار 1701 بما يضع لبنان، براً وبحراً وجواً، تحت الوصاية العسكرية والأمنية والسياسية. وقد مهّد العدو لزيارة هوكشتين بليلة من القصف العنيف على الضاحية الجنوبية.
واستبق الموفد الأميركي زيارته بالإعلان عمّا سيحمله معه من تصورات لليوم التالي لبنانياً، إذ قال في مقابلة مع قناة «الجديد» إن «القرار 1701 هو ركيزة أي حل يضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار بين لبنان وإسرائيل»، لكن «هناك حاجة إلى تعديلات وإضافات» لضمان تطبيق القرار. فيما جاء ردّ رئيس مجلس النواب نبيه بري على محاولات الأميركيين إدخال تعديلات على القرار ١٧٠١ قبل وصول هوكشتين، مؤكداً «رفض إجراء أي تعديلات على القرار بزيادة أو نقصان»، وأن «هناك إجماعاً لبنانياً نادراً على القرار 1701 ونحن نتمسك به».
واعتبر بري في مقابلة مع قناة «العربية» أن «زيارة هوكشتين هي الفرصة الأخيرة لأميركا للوصول إلى حل، وأنا مفوّض من حزب الله منذ عام 2006 وهو موافق على 1701»، مضيفاً: «لديّ خطة لإنقاذ لبنان أعمل عليها، وهناك رغبة أميركية لوقف النار في لبنان قبل الانتخابات»، نافياً ما يُقال عن أن «إيران تعيق مسار خطتي لإنقاذ لبنان».
وقال بري إن «ترشيح قائد الجيش يحتاج إلى تعديل دستوري وتوافق أكثر من 86 نائباً»، معتبراً أن «حكومة ميقاتي تواجه تحديات غير مسبوقة وتقوم بواجباتها قدر الإمكان، وأن الضوء الحقيقي في المنطقة هو التقارب السعودي – الإيراني بينما إسرائيل تدمر كل شيء في لبنان كما فعلت في غزة». وكرّر بري موقفه من الملف الرئاسي قائلاً: «لم أتحدث يوماً عن انتخاب رئيس لبناني قبل وقف النار» في إشارة إلى أن الأولوية هي لوقف الحرب.
عملياً، قدّم بري جواب لبنان على ما سيحمله الموفد الأميركي، تحديداً بشأن نقطتين: تعديل القرار ١٧٠١ وهو أمر مرفوض، وانتخاب رئيس تحت النار وهو أمر مرفوض أيضاً.
من جهته اعتبر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن «حزب الله وافق على القرار 1701»، مؤكداً «أننا نتمسك بالقرار 1701 لأنه يعطينا الاستقرار»، مشدداً على أن «الحل الدبلوماسي لا يزال على الطاولة»، وعلى ضرورة «إدخال الجيش اللبناني إلى جنوب الليطاني، وعلينا أن نوفّر الدماء والدمار وننفّذ القرار 1701 في لبنان».
وهذه الزيارة – الأولى لهوكشتين إلى بيروت منذ بدء العدوان في أيلول الماضي، والأخيرة له في منصبه بسبب انتقاله إلى عمل جديد خصوصاً إذا فاز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية – أثارت مخاوف وقلق الأوساط السياسية التي أصبحت تربط جولاته بحدوث أحداث كبيرة»، معتبرة أن «مجيئه هذه المرة قد يكون مؤشراً إلى أن هناك ما يحضّر للمنطقة ولبنان»، وقد يكون «حاملاً معه رسالة تهديد جديدة وتحذيراً من أمر ما سيقوم به العدو الإسرائيلي في المرحلة المقبلة، إذ إن هناك تزامناً دائماً بين الحراك الأميركي والتصعيد الإسرائيلي». ويهدف هوكشتين «أولاً إلى معرفة ما إذا كان الهجوم الإسرائيلي قد أدى المطلوب وهو رضوخ لبنان ومن ثم محاولة انتزاع تنازلات لبنانية أمام مطالب إسرائيل في جنوب لبنان، وفي ملفات داخلية تسجّل انتصاراً لفريق أميركا وإسرائيل».
وسرّبت مصادر غربية ليل أمس أن هوكشتين قد يحمل طلب «أن يعلن لبنان وقفاً لإطلاق النار من جانب واحد كسبيل للحل وفتح الباب أمام وقف العدوان»، فيما تفيد مصادر أخرى بأن باريس أجرت تعديلات على المبادرة الفرنسية، وعلمت «الأخبار» أن وزارة الخارجية في لبنان تسلّمت النسخة الجديدة للبدء بمناقشتها وتتعلق بالقرار ١٧٠١ ووقف إطلاق النار وما يتصل به من ملفات سياسية.
وعشية زيارة هوكشتين، أعلن جيش العدو الإسرائيلي أنه «سيهاجم عدداً كبيراً من الأهداف في لبنان خلال الساعات المقبلة ومنها في بيروت»، بينما كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» نقلاً عن مصادر مطّلعة أن «كل الاستعدادات في إسرائيل لضرب إيران اكتملت وأن الهجوم سيكون كبيراً، مع الأخذ في الاعتبار الرد الإيراني المحتمل».
البناء
المقاومة تُصيب منزل نتنياهو في قيسارية بطائرة مسيّرة مع وصول منظومة «ثاد»
الاحتلال ينتقم من الضاحية ويمهّد لزيارة هوكشتاين لمقايضة وقف النار بالشروط
برّي يستقبل المبعوث الأميركي اليوم: الفرصة الأخيرة… ونتمسّك بالقرار 1701
تدخل الحرب التي يشنّها جيش الاحتلال على كل لبنان كجغرافيا وسكان وسيادة ومؤسسات أسبوعها الرابع، بوحشيّة أعلى وإجرام لا يوفر بشراً وحجراً، حيث صبّ جام غضبه على الضاحية الجنوبية لبيروت، وصولاً إلى محيط مطار بيروت، فدمّر عشرات البنى السكنية، انتقاماً لفشل جيشه في تحقيق أي تقدّم في عمليته البرية التي حشد لها خمس فرق هي تقريباً كل القوى القادرة على التحرّك، بعدما اضطر إلى إعادة فرقة ونصف إلى قطاع غزة مع تصاعد عمليات المقاومة، ولم يعُد من غطاء يمكن له أن يحجب الفشل العسكري إلا عبر المزيد من القتال والتدمير كما فعل ويفعل في قطاع غزة، بينما لا تزال المقاومة تحصر استهدافها بالمقار العسكرية بنيران صواريخها التي تزداد عدداً وقد قاربت الثلاثمئة أمس، ويتسع مداها وقد وصلت الى أطراف تل أبيب، بينما سجلت الطائرات المسيّرة الشديدة الدقة والموجهة بمعلومات استخبارية دقيقة، نجاحات بحجم إصابة مقرّ قيادة لواء جولاني الخلفية بحصاد قارب المئة بين قتيل وجريح، تليها الطائرة المسيّرة التي أصابت أول أمس منزل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في قيسارية شمال تل أبيب، حيث لا يبدو جنون النيران التي تستهدف الضاحية بصورة عشوائيّة بعيداً عن الانتقام من نجاح المقاومة بالوصول الى منزل نتنياهو، وما رتّبه ذلك من هدم كل أكاذيب فعالية الدفاعات الجوية للكيان في تأمين الحماية لمستوطنيه وهو يفشل في حماية حصنه الحصين المتمثل بمنزل رئيس الحكومة.
الانتقام من الضاحية ليس منفصلاً عن المشهد السياسي الذي يشهد اليوم حدثاً مرتبطاً عضوياً بالعدوان الإسرائيلي مع وصول المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين الى بيروت، بعدما مهّد لزيارته سياسياً بالحديث عن الحاجة لتعديل القرار 1701، وهو ما قالت مصادر متابعة إنه قد يتحوّل إلى عرض رسائل ضمانات متبادلة بين بيروت وواشنطن وتل أبيب وواشنطن يقترحها هوكشتاين مع استحالة تمرير طلب تعديلات لا تريح لبنان من خلال مجلس الأمن الدولي في ظل الموقف الروسي والصيني المتضامن مع ما يريده لبنان. ويأتي الجنون الناري على الضاحية لتزخيم مهمة هوكشتاين لتقديم عروضه بمقايضة وقف إطلاق النار بشروط تعديل ضمني عبر رسائل الضمانات المقترحة أو عبر تعديل علنيّ عبر قرار لمجلس الأمن الدولي للقرار 1701. ومهمة هوكشتاين كانت موضع تعليق لرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي وصفها بالمحاولة الأخيرة للحلّ، مؤكداً أن هناك إجماعاً لبنانياً حول القرار 1701، وعلى أولوية وقف إطلاق النار.
فيما تستضيف فرنسا في العاصمة باريس يوم 24 تشرين الأول الحالي مؤتمر دعم لبنان 2024 الذي سيشدّد على تحقيق الحماية والإغاثة المباشرة للمدنيين، ودعم المؤسّسات اللبنانية قي مقدَّمها المؤسّسة العسكرية، يتوجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى فرنسا الأربعاء المقبل مع وفد مرافق يضم وزير الخارجية وسفير لبنان في فرنسا فقط للمشاركة في المؤتمر.
وفيما يصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الأراضي المحتلة غداً الثلاثاء، يصل الموفد الأميركي أموس هوكشتاين إلى لبنان اليوم بعد غياب طويل حيث سيلتقي الرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي وقائد الجيش جوزيف عون، وسيحمل “هوكشتاين معه كل الكلام عن تطبيق القرار 1701 كاملاً مع ما تحدّث به من تعديلات إضافية”، مصادر متابعة وصفت هذه التعديلات بأنها آليات تطبيق القرار. وأبرز التعديلات المطروحة هي في مهمة قوات اليونيفيل وإعطائها صلاحيّات إضافية تتيح لها مراقبة ومداهمة أي موقع مشبوه من دون التنسيق مع الجيش اللبناني، ومراقبة الحدود اللبنانية البرية والبحرية عبر نشر قوات أو أبراج مراقبة لضمان عدم تهريب السلاح الى الحزب.
إلا أن التعديل، كما تقول بعض المصادر الدبلوماسية المتابعة، ليس متفقاً عليه بعد بين أعضاء مجلس الأمن ولا سيما أن التعديلات تعني إقرار قرار جديد بحاجة إلى إجماع الأعضاء الدائمين وعدم رفع أي فيتو عليه.
وأشار رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى أن زيارة هوكشتاين هي الفرصة الأخيرة لأميركا للوصول إلى حل، وهناك رغبة أميركية لوقف النار في لبنان قبل الانتخابات، وأنا مفوّض من حزب الله منذ 2006 وهو موافق على 1701. وأكد بري رفض إجراء أي تعديلات على القرار 1701 بزيادة أو نقصان، وأردف “لديّ خطة لإنقاذ لبنان أعمل عليها، وليس صحيحاً أن إيران تعوق مسار خطتي لإنقاذ لبنان”. موضحاً بأن حكومة نجيب ميقاتي تواجه تحديات غير مسبوقة وهي تقوم بواجباتها قدر الإمكان.
وأوضح بأن ترشيح قائد الجيش جوزيف عون يحتاج إلى تعديل دستوري وتوافق أكثر من 86 نائباً، وأنا لم أتحدّث يوماً عن انتخاب رئيس لبناني قبل وقف النار. لافتاً الى ان “إسرائيل” تدمر كل شيء في لبنان كما فعلت في غزة. وشدّد على أن الضوء الحقيقي في المنطقة هو التقارب السعودي الإيراني.
وتلقى بري اتصالاً من وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي تداولا خلاله بالأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان والمخاطر والتداعيات الناجمة عنه. وأكد الوزير عبد العاطي المساعي المصرية وجهودها في سبيل التوصل لوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701، مؤيداً الموقف اللبناني الداعي لانتخاب رئيس توافقي لرئاسة الجمهورية.
إلى ذلك يتوجّه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في زيارة إلى بيروت اليوم، تستغرق يوماً واحداً لإجراء مباحثات مع القيادات اللبنانية؛ وقال الأمين العام المساعد السفير حسام زكي إن زيارة الأمين العام إلي بيروت تستهدف التشاور مع القيادات اللبنانية حول سبل التعامل مع العدوان الإسرائيلي المستمرّ على لبنان، والذي يستلزم الحد الأدني من التفاهمات اللبنانية، كما تهدف الزيارة إلى تشجيع التوصل إلي تفاهمات في ملف الشغور الرئاسي باعتباره أمراً بات يشكل أولوية هامة لاستكمال القيادات الدستورية في البلد بما يمكنه من مواجهة التحديات الكبرى التي يمر بها.
وطالب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أول أمس السبت، “إسرائيل” بتقليل ضرباتها في بيروت ومحيطها، ودعا إلى بدء مرحلة انتقالية تسمح بعودة الرهائن في قطاع غزة. وقال أوستن: “نريد مرحلة انتقالية ونودّ أن تقلل “إسرائيل” بعض ضرباتها على بيروت ومحيطها”. وأوضح أنَّ “المجتمع الدولي ملتزم بالعمل مع الجيش اللبناني واليونيفيل لضمان أمن واستقرار لبنان”. وعن “اليونيفيل”، أكد أوستن أنه أثار “مسألة أمن اليونيفيل في لبنان مع وزير الدفاع الإسرائيلي، و”إسرائيل” أبلغتني بعدم وجود نية لاستهداف القوة”، مبيناً أن “دور اليونيفيل في سلسلة الغارات، مهم جداً وستواصل الاضطلاع بمهمتها”.
ورأى مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أنه “ربما يتعيّن إعادة النظر في بعثة اليونيفيل، لكن وقف إطلاق النار هو الأولوية”. وأكد بوريل أن قوات اليونيفيل موجودة في لبنان بناء على تفويض من مجلس الأمن لا من الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غويتريش. وكانت أعلنت اليونيفيل، أن “جرافة إسرائيلية هدمت عمداً برج مراقبة وسياجاً محيطاً بموقع للأمم المتحدة ببلدة مروحين جنوبي لبنان”، مشيرة الى أن “انتهاك موقع للأمم المتحدة يُعد خرقاً صارخاً للقانون الدولي وقرار مجلس الأمن 1701”.
وأعلنت قيادةُ الجيش استشهادَ ثلاثةِ عسكريين جرّاءَ اعتداءٍ إسرائيلي على آليتِهم العسكرية عند طريق عين إبل – حانين.
وجدّد أمس، الطيران الإسرائيلي المعادي غاراته على الضاحية الجنوبية وبعلبك – الهرمل، حيث قام باستهداف مراكز القرض الحسن في الشياح وبرج البراجنة وتحويطة الغدير وحي السلم والغبيري وحارة حريك. ونفّذ الطيران الحربيّ الإسرائيليّ غارات على بلدات طيردبا وباتوليه ومعركة وعيتا الشعب وحاريص وبرعشيت وشقرا وعيناتا وشيحين والزهراني وطيرحرفا والطيبة ودير سريان ومجدل زون وغيرها. فيما تعرضت مجدل سلم وبرعشيت لقصف مدفعيّ. وقام جيش العدو الإسرائيليّ بعملية تفجير واسعة في المباني في بلدة العديسة الّتي تُشرف على المستعمرات بمحاذاة الحدود مع “إسرائيل”، وكرّر العدوان ذاته في بلدتي ربّ ثلاثين ومركبا.
وشنّت الطائرات الحربيّة الإسرائيليّة، غارةً عنيفة استهدفت مبنى في حيّ المساكن الشعبيّة في ضاحية صور، مما أدّى إلى تدمير المبنى بالكامل، وتضرّر كبير في المباني المجاورة. كما نفّذت 14 غارة متتالية على الخيام استهدفت مختلف المناطق في البلدة خلال 15 دقيقة، منها الجلاحية والشاليهات ووادي العصافير وحيّ المسلخ القديم والمعتقل وغيرها.
ونفذت مسيرتان إسرائيليتان غارتين مزدوجتين استهدفتا منطقة مفتوحة في بلدة كفررمان، وتسببتا باندلاع حريق، واتجهت فرق الدفاع المدنيّ لإطفائه. كما أغار الطيران الحربيّ المعادي على منزل في بلدة دير أنطار في قضاء بنت جبيل، ما أدّى إلى أضرارٍ جسيمة من دون وقوع إصابات.
وتمّ أمس، انتشال جثتي شهيدين قضيا جراء غارة استهدفت منزلًا ودمّرته في البلدة منذ يومين. ثم جدد الطيران الحربيّ الإسرائيليّ غاراته مستهدفًا للمرّة الثانية اليوم محلة مريصع في أطراف بلدة أنصار الجنوبية. كما ونفّذت مسيّرة إسرائيليّة غارةً بصاروخ موجّه مستهدفة بلدة عربصاليم.
وفي البابلية، تم انتشال 4 جرحى جراء الغارة التي استهدفت منزلاً، وأفيد عن وجود 7 أشخاص تحت الانقاض. وفي النبطية، نفذت طائراتٍ حربيّة إسرائيليّة سبع غارات على حي كسار زعتر في النبطية، مما أدّى إلى استشهاد 4 مواطنين وجرح آخرين. وفي قضاء صور أيضًا، شنّ العدو غارة على منزل في بلدة برج رحال، مما أدّى ألى استشهاد مواطنين اثنين وإصابة آخرين.
وأشار مدير العناية الطبيّة في وزارة الصّحة العامّة الدكتور جوزيف الحلو، في حديث إلى وسائل إعلام محليّة، إلى أنّ المستشفيات الّتي أجرت تدريبًا مع وزارة الصحّة جاهزة لاستقبال الجرحى جرّاء الهجمات الإسرائيليّة كما الحالات العادية، ولكن هناك 5 مستشفيات و23 مركزًا صحيًّا خارج الخدمة لأسبابٍ أمنيّة.
في المقابل، وبعدما استهدفت المقاومة لأول مرة في التاريخ عقر دار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في قيساريا بمسيّرة وصلت الى منزله من دون صفارات انذار، دوت أمس صفارات الإنذار في المطلة ومرغليون بإصبع الجليل والكريوت، شمال حيفا وفي المناطق المحيطة، وذلك بعد إطلاق صواريخ من لبنان على شمال الأراضي المحتلة. حيث تم اعتراض خمسة صواريخ في سماء حيفا. وأعلنت مستشفى زيف في صفد عن إصابة 4 أشخاص إثر القصف الأخير من لبنان على منطقة روش بينا ومدينة صفد.
وفي وقت سابق، ذكر الإعلام الإسرائيليّ بأن حزب الله أطلق أكثر من 170 صاروخًا منذ صباح أمس. وقال الحزب إنه استهدف برشقات صاروخية تجمعاً لقوات الاحتلال الإسرائيليّ في منطقة السدانة في مزارع شبعا المحتلة ومستعمرة يفتاح وتجمعات لقوات العدو الإسرائيلي في مستعمرات يعرا وشلومي وادميت وثكنة معاليه غولاني ووادي هونين غرب بلدة العديسة ومستعمرة كريات شمونة وتجمعين لِقوات العدو الإسرائيلي في مستعمرتي كتسرين ويفتاح ومستعمرة المنارة.
اللواء
الاحتلال يقطع الطريق على مهمة هوكشتاين.. وإجماع لبناني على القرار 1701
على الرغم من الخسائر القاسية التي تلحق بالمدنيين وتدمير منازلهم على رؤوس الأطفال والنساء والعجز في قطاع غزة ومخيماته والضاحية الجنوبية لبيروت، وسائر المناطق التي ما تزال تزخر بالحركة والصمود في الجنوب والبقاع، فإن عطلة نهاية الأسبوع، حفلت بتطورات مؤذية «وصعبة» (بتعبير اعلام العدو).
على حكومة العدو، عبر استهداف بنيامين نتنياهو السبت الماضي في منزله في قيساريا، فضلاً عن الخسائر الكبيرة في صفوف ضباط النخبة والجنود من محاور القتال عند الحافة الأمامية في الجنوب، وصولاً الى غزة، فضلاً عن الخسائر والحرائق في المستوطنات والمدن الاسرائيلية القريبة من الحدود البعيدة.
ووسط المخاوف الخطيرة، والمشروعة، من استمرار نتنياهو بدفع الأمور الى تصعيد أخطر، وأشد قسوة لجهة الدمار واستهداف الآمنين، تتحرك الوساطات العربية والأميركية والأوروبية لايجاد ما يمكن وصفه بخارطة طريق لوقف النار في غزة والجنوب.
وقالت مصادر لبنانية لـ «اللواء» ان اسرائيل استبقت وصول الموفد الاميركي آموس هوكشتاين يحفلة من القصف بالطائرات والغارات من المسيرات على الجنوب والبقاع والهرمل وبعلبك والضاحية الجنوبية لبيروت، في محاولة للتأثير على مهمته وافشال هذه المهمة، التي تصب دوليا في مصلحة مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة الاميركية.
ولفتت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» إلى أن الأسبوع الطالع على موعد مع حراك ديبلوماسي مكثف مع عدد من الزوار يتركز على وقف إطلاق النار في لبنان دون أن يعني أن هذا الحراك قادر على التوصل إلى هذا المطلب، علما ان الرئيس بري تحدث عن فرصة من خلال زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتين.
ورأت هذه المصادر أن مسألة وقف النار تحضر في مؤتمر باريس لدعم لبنان على أن الرئيس ميقاتي الذي يشارك على رأس وفد وزاري ستكون له كلمة مفصلة فيه بعد إعداده ملف عن ذلك ، مؤكدة أن سلسلة ملفات تبحث في اللقاء المرتقب بينه وبين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
واستبق الرئيس نبيه بري حراك الوساطات، بالاعلان ان زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت اليوم هي الفرصة الأخيرة لأميركا للوصول الى الحل، كاشفاً ان حزب لله مواقف على القرار 1701، وإجماع اللبنانيين حوله نادر، رافضاً ان تكون ايران تعمل على اعاقة خطة لانقاذ لبنان، معتبرا ان حكومة الرئيس نجيب ميقاتي تواجه تحديات غير مسبوقة.
وحول الاستحقاق الرئاسي: إن ترشيح قائد الجيش يحتاج الى تعديل دستوري، وتوافق أكثر من 86 نائباً، ولم اتحدث يوماً عن انتخاب برئيس لبناني قبل وقف النار.
وحسب ما توافر من معلومات، فإن القرار 1701 الذي يتمسك به لبنان كما هو سيكون موضع خلاف مع هوكشتاين، حيث تصر ادارته على إدخال تعديلات اضافية، ابرزها، ما يتعلق بمهمة اليونيفيل، واعطائها صلاحيات اضافية تتيح لها مراقبة ومداهمة اي موقع مشبوه دون التنسيق مع الجيش اللبناني. معتبرا ان الضوء الحقيقي في المنطقة هو التقارب السعودي- الايراني.
وكان وزير الخارجية المصري عبد العاطي اجرى اتصالاً مع الرئيس بري، تناول الجهود المبذولة لوقف النار.
الى ذلك، بقي الحراك الدبلوماسي العربي والدولي قاصراً وحتى عاجزاً عن لجم قرار التصعيد الاميركي والاسرائيلي وعن وقف الحرب، لكن لازال هناك رهان لدى مصادر رسمية على ما يحمله الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين في زيارته الى بيروت اليوم, وزيارة الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط الذي سيبدأ اليوم لقاءات رسمية مع رئيسي المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي. مع فارق ان هوكشتاين قد يحمل حسبما تردد مقترحات جديدة تتعلق بآلية تنفيذ القرار 1701 ولا يدري احد تفاصيلها برغم ما تسرب عن طرح تعديلات على القرار 1701 جهة تفاصيل اضافية حول تنفيذه، بينما ابو الغيط يحمل «توجهات» عربية حول ضرورة وقف التصعيد من جانبي الحدود، ورسالة «دعم وتضامن مع لبنان» ولم يُعرف من المصادر ما اذا كانت لديه افكار او مقترحات جديدة للبحث.
وتستغرق زيارة ابو الغيط يوماً واحداً لإجراء مباحثات مع القيادات اللبنانية، بحسب ما افاد السفير حسام زكي الامين العام المساعد للجامعة. وأوضح زكي أن زيارة الامين العام الي بيروت «تستهدف التشاور مع القيادات اللبنانية حول سبل التعامل مع الهجوم الاسرائيلي المستمر على لبنان والذي يستلزم الحد الادني من التفاهمات اللبنانية، كما تهدف الزيارة الي تشجيع التوصل الي تفاهمات في ملف الشغور الرئاسي باعتباره أمراً بات يشكل أولوية هامة لاستكمال القيادات الدستورية في البلد بما يمكنه من مواجهة التحديات الكبرى التي يمر بها».
وأشار الامين العام المساعد أن ابو الغيط يهدف كذلك الي التعرف علي الموقف اللبناني في ما يتعلق بالوضع الانساني والاغاثي لدعم النازحين جراء الهجمات، خصوصاً في ضوء قرب انعقاد اجتماع باريس يوم ٢٤ الجاري والذي دعيت الجامعة العربية للمشاركة فيه.
الصواريخ تشعل كيان الاحتلال
ميدانياً، نفذت المقاومة الاسلامية بعد ظهر امس، ضربات عنيفة نحو كيان الاحتلال من ساحل عكا وحيفا وتل ابيب الى الجولان المحتل مرورا بصفد وطبريا وكل المستعمرات الحدودية والوسطى، بحيث اعلن اعلام العدو «ان اكثر من 200 صاروخ اطلق اليوم (امس). وقال ساخراً: يقولون ان صواريخ حزب لله نفذت! حزب لله يعمل على تنفيذ وعده بتحويل حيفا إلى كريات شمونة والمطلة. الصواريخ من لبنان تطلق اليوم من دون توقف».
وقد قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية «ورداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى والمنازل الآمنة، «قاعدة فيلون في روش بينا» شرق مدينة صفد المحتلة بِصلية صاروخية كبيرة. كما قصفوا تجمعاً لِقوات العدو الإسرائيلي في ثكنة «معاليه غولاني» وتجمعاً لِقوات العدو الإسرائيلي في مستعمرة «كتسرين» في الجولان المحتل بِصليات صاروخية.
وقصفت المقاومة الإسلامية مدينة حيفا بصلية صاروخية «نوعية». في إطار سلسلة «عمليات خيبر» ورداً على الاعتداءات على الضاحية الجنوبية وبنداء «لبيك يا نصر لله».
كما اعلنت المقاومة انها قصفت قاعدة شمشون» (مركز تجهيز قيادي ووحدة تجهيز إقليمية) غرب بحيرة طبريا بصلية صاروخية «نوعية». وقصفت تجمعاً لقوات العدو الإسرائيلي في «قاعدة بيريا» للدفاع الجوي الصاروخي بصلية صاروخية.
تقع هذه القاعدة شمال شرق مدينة صفد، وتبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية حوالي 12 كيلومتراً، وتعتبر القاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابع لقيادة المنطقة الشمالية في جيش الإسرائيلي الاحتلال. وتضم القاعدة مقر قيادة كتيبة الباتريوت وكتيبة القبة الحديدية. كما تحوي منظومات تحكم وسيطرة خاصة بالدفاع الجوي الصاروخي.
كذلك وفي إطار سلسلة عمليات خيبر وردا على الاعتداءات والمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني وبنداء «لبيك يا نصر لله»، قصفت المقاومة الإسلامية قاعدة «طيرة الكرمل» في جنوب حيفا بصلية صاروخية «نوعية». الى ذلك استهدف المقاومون تجمعات لقوات العدو في محيط مركبا وبليدا وثكنة هونين ووادي هونين وعند بوابة فاطمة في بلدة كفركلا.
وتصدى مجاهدو المقاومة الإسلامية في وحدة الدفاع الجوي عند الساعة 4:30 من بعد, لِمسيرة إسرائيلية من نوع «هرمز 900» وأجبروها على مغادرة الأجواء اللبنانية. ومساء اطلقت المقاومة صواريخ ثقيلة باتجاه الجولان السوري المحتل. وصواريخ كريات شمونة ومحيطها.
وقبل الظهر عن القناة 12 العبرية عن وابل كثيف من الصواريخ، تم رصد ما لا يقل عن 70 عملية إطلاق من لبنان باتجاه نهاريا وعكا ومستوطنات الجليل الغربي. وافادت القناة 13 العبرية عن انقطاع عام للتيار الكهربائي في شمال تل أبيب.
وبعد الظهر اعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عن انفجار طائرة بدون طيار جنوب غرب حيفا، و سقوط عدة صواريخ في منطقة مفترق «جولاني» غرب بحيرة طبريا. وتوجهت 8 طواقم إطفاء من محطة الجليل– الجولان إلى عدد من بؤر الحرائق في محيط صفد إثر سقوط صواريخ في المنطقة. كما يعمل رجال الإطفاء على إخماد العديد من الحرائق التي اندلعت في الجليل.
واعلن مستشفى» زيف» في صفد عن إصابة 4 أشخاص إثر القصف الأخير من لبنان على منطقة «روش بينا» ومدينة صفد. وافادت القناة 13 العبرية عن انقطاع عام للتيار الكهربائي في شمال تل أبيب نتيجة سقوط الصواريخ. وقالت: لقد جنّ جنون الحزب. اما القناة ١٤ العبرية فأشارت الى اعتراض مسيرتين قرب حيفا وفشل اعتراض ثالثة وصلت مرج ابن عامر(شرقي حيفا).
خسائر العدو
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية امس، عن إصابة 26 جندياً إسرائيلياً خلال ال24 ساعة الماضية حيث أُصيب 23 جنديًا عند الحدود مع لبنان و 3 جنود في غزة.
وعلى الصعيد الاقتصادي قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية: ان توسع الحرب في الشمال كلف 6.7 مليار دولار منذ بداية ايلول/سبتمبر. وكلفة كل يوم قتال مع اتساع الحرب تتجاوز نصف مليار شيكل اي نحو 135مليون دولار يومياً.
وليلاً، هاجم الجيش الاسرائيلي بغارات مؤسسات القرض الحسن.. بدءاً من برج البراجنة.. كما شملل الانذار الاسرائيلي البقاع (بعلبك والهرمل) وحار الفيكاني. وشملت الانذارات جميع السكان المتواجدين في الجنوب، في صور والنبطية امتداداً الى مشغرة، وكذلك قصف الطيران المعادي مؤسسة للقرض الحسن في بعلبك والهرمل.
ونبهت قوات «اليونيفيل» جيش الاحتلال من مغبة اقدام جرافة اسرائيلية عن سابق عهد برج مراقبة وسياجاً محيطا بموقع الامم المتحد في مروحين.. وطالبت جميع الجهات بالوفاء بالتزاماتها لجهة عدم التعرض لسلامة القوة الدولية.
المصدر: صحف