أكدت صحف أمريكية وغربية، أن اغتيال يحيى السنوار سيزيد حركة حماس إصرارًا على القتال، وعلى بنيامين نتانياهو عدم الإفراط بالثقة بتحقيق الانتصار.
باغتياله قادة المقاومة في لبنان وفلسطين، وآخرهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، ظن كيان العدو أن ميزان القوى تغير لصالحه في المنطقة. لكن التحليلات من قلب البيت الأميركي الشريك للاحتلال في هذه الجرائم لها رأي آخر.
رايان كروكر، سفير واشنطن السابق لنحو أربعين عامًا في المنطقة بما في ذلك في لبنان وسوريا والعراق وأفغانستان، قال إن أكثر ما يخشاه هو الثقة المفرطة التي يتمتع بها الصهاينة بعد اغتيال السنوار.
وفي مقابلة مع مجلة بوليتيكو الأميركية، اعتبر كروكر إن اغتيال السنوار وقبله السيد حسن نصر الله وقادة المقاومة سيؤدي إلى استمرار حرب العصابات وسيزيد احتمالية قيام إيران بتكثيف برنامجها للأسلحة النووية ما لم تعمل واشنطن وتل أبيب بجد على وقف إطلاق النار.
وذكّر كروكر كيان الاحتلال بتاريخه الحديث عندما غزى لبنان فأدى ذلك إلى خلق حزب الله، مؤكّدًا أنه وبناء على خبرته، ولا سيما في العراق وأفغانستان، فإن ما سماها هزيمة الخصم غير ممكنة ما لم يشعر الخصم بذلك بنفسه، وهي هزيمة لا يشعر بها لا حزب الله وحماس وإيران، حسم الدبلوماسي الأميركي.
وحذّر كروكر من خطر أن يظن الصهاينة أن ما فعلوه في مجال الأسلحة والاستخبارات إلى الآن يشكل انتصارًا، واصفًا الاعتقاد بأن الضرر الذي لحق بقيادة حزب الله وحماس سيؤدي إلى ما يسمى السلام ويفضي إلى تسوية عالمية بعيدة النظر بأنه الجنون بعينه.
نظرية كروكر حول ما سماها هزيمة الخصم، يدعمها هذا المقال في مجلة فورين بوليسي الأميركية. فيه أكّد الكاتب أن اغتيال السنوار لا يعني موت حماس، معدّدًا سلسلة اغتيالات نفذها كيان الاحتلال على مدى سنوات لقادة حركات المقاومة في لبنان وفلسطين ولم تؤد سوى إلى تعاظم هذه الحركات.
وفي هذا الإطار، أشار الكاتب إلى أن حزب الله تحول بعد اغتيال أمينه العام السابق السيد عباس الموسوي إلى أكثر الجهات غير الحكومية تسليحًا في العالم، وفق تعبيره.
وأضاف أن حركة حماس ستواصل القتال بعد اغتيال السنوار، بغضب أكبر، وستنتقم من أعدائها، فالمقاومة برأيه ليست عبثية بل هي عنصر حاسم في الهوية، ولهذا أراد السنوار أن يموت بقذيفة دبابة صهيونية وليس بسكتة دماغية، ليكون ذلك مصدر إلهام لمزيد من المقاومة، وفق مقال فورين بوليسي.
المصدر: المنار