تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 30-7-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
استفاقة مصطنعة إلى التوحّش: العدو يغسل يديه من «غوانتانامو غزة»
غزة | أوقفت دولة الاحتلال، وسائل الإعلام المحلية والدولية، أمس، على قدمٍ واحدة، وهي تتابع أحداث معتقل «سديه تيمان» السيّئ السمعة. وحدّد الإعلام الإسرائيلي بداية مسلسل التعذيب – الذي لم يتوقف أصلاً -، بإصابة أحد الأسرى الفلسطينيين بالشلل نتيجة اعتداء جنسي جماعي مارسه بحقه 10 من جنود الاحتياط الذين يخدمون في المعتقل، ثم أصدرت الشرطة العسكرية قراراً باعتقالهم، إثر فتحها «تحقيقاً بإيعاز من النيابة العسكرية». وفي غضون ذلك، دار الحديث عن مواجهات بين الجنود الذين رفضوا الانصياع لأوامر الاعتقال والتحقيق، وعناصر الشرطة العسكرية. وحتى يبدو الحدث وكأنه عفوي وانفلت من القدرة على السيطرة، تظاهر العشرات من المستوطنين أمام السجن، ثم اقتحموا جدرانه، ليس انتصاراً للإنسانية ورفضاً للتوحش قطعاً، إنما دفاعاً عن مرتكبي جريمة الاغتصاب والتعذيب.وأعقب ذلك احتجاج من وزراء وأعضاء في «الكنيست» على ما سمّوه التحقيق مع «الجنود الأبطال»، علماً أن الحادثة المشار إليها أعلاه، سبقها استشهاد أكثر من 40 معتقلاً تحت التعذيب في السجن نفسه. كما حاول مستوطنون، بمشاركة أعضاء «كنيست»، اقتحام قاعدة «بيت ليد»، حيث اقتيد الجنود التسعة للتحقيق، بينما هناك جندي آخر مشتبه فيه لم يتم إيقافه بعد. ومن جهته، اعتبر وزير «الأمن القومي»، إيتمار بن غفير، أن «مشهد وصول أفراد شرطة عسكرية من أجل اعتقال أفضل أبطالنا في سديه تيمان هو ليس أقل من مخزٍ». كما أعلن أعضاء «الكنيست»، عن أحزاب «الليكود» و«الصهيونية الدينية» و«عوتسما يهوديت»، دعمهم للجنود الذين عذّبوا المعتقل الفلسطيني. ومن بين هؤلاء، قال ألموغ كوهين، من حزب بن غفير، إنه «على وشك الوصول من أجل الوقوف إلى جانب الذين أرسلناهم إلى هذه المهمة. ولا أعتزم السماح بحملة الملاحقة المهينة ضد جنودنا المقدّسين». كذلك، رأى تسفي سوكوت، من حزب «الصهيونية الدينية» برئاسة بتسلئيل سموتريتش، أن «هذا التعامل مع جنودنا الذين يحاربون من أجلنا في سديه تيمان يجب أن يتوقف الآن»، فيما قال سموتريتش إن «جنود الجيش الإسرائيلي يستحقون الاحترام. جنود الجيش لن يُعتقلوا كمجرمين. أدعو المدعية العسكرية إلى أن تنزل يديها عن جنودنا الأبطال».
وبعد وقوع المواجهات والضجة التي أثيرت حولها، أعلن جيش الاحتلال أن «الحدث في سديه تيمان انتهى، وأن الشرطة العسكرية غادرت المكان، وتم توقيف من تعيّن توقيفه. ولا يوجد (جنود) معتقلون، وهذا كان توقيفاً من أجل التحقيق». وأصدر مكتب رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بياناً بعد 3 ساعات من اندلاع تلك المواجهات، طالب فيه بـ«تهدئة الأجواء»، ودان اقتحام القاعدة العسكرية. غير أن المستوطنين المحتجين أمام قاعدة «بيت ليد» تمكّنوا، في ساعات المساء، رغم إطلاق قنابل الغاز عليهم، من اقتحام المحكمة العسكرية في القاعدة، وفقاً لموقع «واللا». وإزاء ذلك، قال وزير الحرب، يوآف غالانت، إن «اقتحام المدنيين قواعد الجيش حدث خطير للغاية يضر بشدة بالديمقراطية، ويصبّ في مصلحة أعدائنا أثناء الحرب»، داعياً «الشرطة الإسرائيلية إلى التحرك فوراً ضد مخالفي القانون».
مسرحية أمس تدلّل على أن دولة الاحتلال وإعلامها يديران أكبر حملة للتلاعب بالوعي العالمي
على أن ما حدث أمس لا يمكن فصله عن ذيوع الصيت السيئ للوحشية التي تمارس بحق الأسرى منذ بداية الحرب، والتي كشف عن جوانب منها محامي «هيئة شؤون الأسرى» الفلسطينيين، خالد محاجنة، خلال الزيارات التي قام بها لمعتقلَي «عوفر» و«سديه تيمان»، فضلاً عن الشهادات التي يحكيها الأسرى الذين أُفرج عنهم أخيراً من سجون الاحتلال، والتي لا تشير فقط إلى وجود حالات تعذيب شاذة أو فردية، إنما إلى تعذيب جسدي ونفسي ممنهج، يمارسه سجّانو جيش الاحتلال بلا رقابة أو قيود رادعة من أحد، إذ مُنح السجانون، منذ بداية الحرب، تصريحاً مفتوحاً لممارسة كل أساليب التعذيب، بما فيه الجنسي، بحق الأسرى. وكانت بقيت أكثر تلك الأساليب حبيسة مع الشهود الأولين عليها، لكن عندما بدأ الإفراج التدريجي عن بعض المعتقلين، عقب أكثر من 50 يوماً من الاعتقال، خرجت الشهادات، لا بل وخرج معها الأسرى المفرج عنهم وهم أشبه بالهياكل العظمية، بينما فقد بعضهم عقولهم تماماً من هول ما لاقوه.
لكن مسرحية أمس، وما رافقها من تظهير ردود الفعل الرسمية والمجتمعية في دولة الاحتلال، والتي رفضت اعتقال الجنود أو أيّدت التحقيق معهم ورفضت شكل المساءلة فقط، تدلّل على أن المؤسسة الأمنية والقضائية في دولة الاحتلال، ومن خلفها وسائل الإعلام، تدير في الوقت الحالي أكبر حملة للتلاعب في الوعي العالمي، أو بالانطباع الذي تشكّل أخيراً تجاه إسرائيل، بوصفها كياناً يمارس الإجرام والإبادة الجماعية، إذ تريد مؤسسة الجيش التي أُدرج عدد من أعضائها وجنودها في قائمة المدانين بارتكاب جرائم حرب، غسل نفسها من المسؤولية الرسمية عن سلوك التعذيب الهمجي والإجرامي في السجون، وتجنب أي مساءلات قانونية في «محكمة العدل الدولية»، وخصوصاً بعد ورود أدلة كثيرة حول ما يحدث في «سديه تيمان» وغيره من المعتقلات.
أيضاً، يبدو أن هذه المسرحية تستهدف صرف النظر عن المجازر التي تُرتكب بشكل يومي وعلى مدار الساعة بحق المدنيين في كل مناطق القطاع، فيما أضحى قتل العشرات من الأطفال داخل مدرسة إيواء، حدثاً عادياً، وتحول قصف البيوت على رؤوس سكانها الآمنين بدافع الافتراض بأن أحد سكانها ينتمي إلى حركة «حماس»، إلى مسألة عرَضية. وإلى جانب ذلك كله، تمرر إسرائيل من خلال ادعاء مساءلة الجنود المسؤولين عن التعذيب، سلوك التهجير الجماعي الذي تمارسه مؤسسة الجيش بشكل رسمي.
ورداً على الانتهاكات في «سديه تيمان»، طالبت حركة «حماس» بـ«لجنة تحقيق دولية، للتحقيق في هذه الجرائم الفظيعة والوحشية» بحق الأسرى، لافتة إلى أن ما يلقاه الأسرى هناك «من عمليات تعذيب ممنهجة بأيدي الساديين الصهاينة من ضباط وجنود جيش الاحتلال، يؤكّد طبيعة هذا الكيان الاحتلالي المارق عن القيم الإنسانية، وضرورة أن تتوجه أنظار العالم والأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية، نحو معتقلات الاحتلال والمغيّبين فيها، لمتابعة أوضاعهم ومصيرهم المجهول». وأضافت، في تصريح صحافي، أن «هذه الجرائم الفظيعة ضد أسرانا تستدعي تدخلاً دولياً فورياً لوقفها، وإضافتها إلى ملف جرائم الحرب والإبادة للكيان الصهيوني في محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، واتخاذ خطوات جادة لملاحقة ومحاسبة هؤلاء النازيين على جرائمهم ضد الأسرى وانتهاكاتهم الفظيعة للقانون الدولي».
الأهمّ ردّ حزب الله… لا ردّ إسرائيل
لا قرار إسرائيلياً بشنّ حرب شاملة ضد حزب الله في لبنان. والأهم، أن لا قرار سيصدر في شأن حرب كهذه. هذا هو التقدير الأرجح، مع «… ولكن» كبيرة، إذ لا يستطيع أيّ تقدير أن ينفي الفرضيات التي يمكن أن تُبنى عليها. باختصار، الحرب غير مرجحة، وهي كذلك غير مستبعدة.الجانبان لا يريدان حرباً. وكلاهما يبنيان أفعالهما الابتدائية، من عمليات وهجمات وضربات، على خلفية أن الجانب الآخر لن يتمادى في ردّه بما لا يتناسب، لأنه أيضاً لا يريد الحرب الشاملة. أما في حالة الأخطاء الميدانية والتقديرات المبالغ فيها عن نيّات الردّ لدى الطرف الآخر، فيجري استيعابها وتمرير ردّها غير التناسبي بما يمكّن الجانبين من العودة إلى الأساس: حرب محدودة ومسقوفة، لا تتوسع ولا يراد توسعتها إلى حرب شاملة.
وحادثة مجدل شمس هي حادثة «محكّ» لقواعد الاشتباك في الحرب المحدودة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي: فهي لا تلغي نيّات الجانبين بأن لا ينزلقا إلى حرب شاملة، لكنها لا تعني أنهما لم يقتربا أكثر من الاندفاع نحو حرب. وكيفما اتفق، لم تعد الحادثة من الأحداث التي تدفع إلى الانزلاق نحو قرارات متطرفة، بل هي من الأحداث التي تأتي القرارات في أعقابها وفقاً لدراسة نتائجها، ضمن معادلة الكلفة والجدوى التي حكمت الحرب المحدودة بين الجانبين، وأدّت إلى قرار الامتناع عن الحرب، وأيضاً من الجانبين.
وحادثة مجدل شمس التي تعدّ منبع التهديد وسببه المباشر بحسب قراءات، ومنها قراءات غبّ الطلب بقرار يأتي من أعلى، هي أيضاً، للمفارقة، ما يؤكد على صلابة الموقف الذي حكم المواجهة منذ أشهر.
وفي ذلك يأتي التفصيل:
أولاً، كما هي الحال دائماً، منذ أشهر، يتعلق قرار الحرب الابتدائية الإسرائيلية في الساحة اللبنانية بمعادلة الكلفة والجدوى. وحاكمية هذه المعادلة للقرارات في تل أبيب لا تتغير مع حادثة مجدل شمس، بل قد تثبت الأيام المقبلة أنها أكثر صلابة ممّا كان يُعتقد.
ثانياً، اللاقرار بالحرب الشاملة لا يعني أن إسرائيل ستدع فرصة مجدل شمس تمرّ من دون استغلال، وخصوصاً أنها قد تعتقد أن فرصة كهذه تسمح لها بتجاوز الخطوط الموضوعة وقواعد الاشتباك التي تحكم المواجهة، وتمكّنها من جبي أثمان من حزب الله، مع المراهنة على أنه قد يردّ على ردّها بشكل غير تناسبي، وذلك لتمرير الردّ دون أن ينزلقا إلى الحرب الشاملة التي لا يريدانها.
ثالثاً، في حال قررت إسرائيل الرد، واللافت فيه أنه طال انتظاره نسبياً، فالتقدير أن لا يتسبب بحرب شاملة، وأن لا يتسبب أيضاً بردّ من حزب الله يضطرّ إليه وقد يكون من شأنه أن يتسبب بحرب كهذه، الأمر الذي يسقف الرد الإسرائيلي ابتداءً، ويقلّص مروحة الخيارات، وخصوصاً إذا قدّرت إسرائيل، وهو كذلك، أن حزب الله لن ولا يمكنه أن يرضى لنفسه بردّ على الردّ لا يكون تناسبياً في الحد الأدنى.
الحرب الشاملة غير مرجّحة لكنها أيضاً غير مستبعدة
رابعاً، مع ذلك، وهو التقدير الأرجح، أن خلاصة ونتيجة ما سيحدث، أي الرد الإسرائيلي وكذلك ردّ حزب الله، من شأنه أن يبقي قواعد الاشتباك على حالها أو يرسم قواعد اشتباك جديدة بهذا الاتجاه أو ذاك. ومهما كان ردّ إسرائيل، فهو يلزم حزب الله، بداهة، بأن يكون ردّه تناسبياً، وإلا فسيتسبّب لنفسه بقواعد اشتباك لا تخدم مصالحه وموقفه والندّية التي تمتّع بها منذ بدء المواجهة الحالية، ما مكّنه من فرملة الفعل الإسرائيلي الاعتدائي أو الحدّ منه وتسقيفه.
خامساً، مع ترجيح أن لا تباشر إسرائيل حرباً شاملة، وهو ترجيح معتدّ به، فالأولى للمراقبين أن لا ينشغلوا وحسب بالرد الإسرائيلي على أهميّته، وخصوصاً أن ترجيحاته تكاد تؤكد أنه لن يتسبب بمواجهة شاملة، بل عليهم أن يبحثوا، وهو الأهم، في ردّ حزب الله على الرد الإسرائيلي، لأن هذا الردّ سيحدّد ويرسم ما سيلي، سواء ما يتعلق بقواعد اشتباك جديدة أو ترسيخ الحالية، أو حتى تغيير سقوف المواجهة المحدودة، ودفعها أكثر نحو الخطوط الحُمر. ردّ حزب الله على الردّ هو المحكّ، لا الردّ الإسرائيلي.
رسالة شكر من السيد نصرالله إلى جنبلاط
تقديراً لمواقفه من الحرب على غزة وجنوب لبنان منذ 10 أشهر، وتحديداً موقفه الأخير من الهجوم الصاروخي على مجدل شمس الذي أدّى إلى استشهاد 12 شخصاً من أبناء البلدة، علمت «الأخبار» أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بعث برسالة إلى النائب السابق وليد جنبلاط الذي تصدّى لمحاولات بث روح الفتنة واستغلال الحادثة. ونقل الرسالة المعاون السياسي الحاج حسين الخليل إلى الوزير السابق غازي العريضي كعربون شكر وامتنان «لعروبة النائب جنبلاط ووطنيته ومسؤوليته في هذه المرحلة التي تظهر فيها معادن الرجال».
تشكيك أميركي في فوز مادورو: فنزويلا نحو «سيناريو 2018» مكرَّر؟
اختارت غالبية الفنزويليين التجديد للزعيم البوليفاري، نيكولاس مادورو، رئيساً لولاية ثالثة تستمر لغاية عام 2030، في ما يمثّل تحدّياً صريحاً للولايات المتحدة التي تحاصر هذا البلد منذ ربع قرن، بغرض استعادته إلى دائرة نفوذها، وذلك بعدما بذلت جهوداً مكثّفة دعماً لمرشح المعارضة اليمينية، وتخويف الفنزويليين من عواقب استمرار النظام «التشافيزي» على رأس السلطة في كاراكاس. وأعلنت «الهيئة الوطنية للانتخابات»، في وقت متأخّر من مساء الأحد، فوز مادورو بـ51.2% من مجموع أصوات الناخبين، في مقابل 44.2% حصل عليها مرشح المعارضة المدعوم من الغرب، إدموندو غونزاليس. وقال رئيس الهيئة، إلفيس أموروسو، إن النتائج «حاسمة، ولا رجعة فيها»، مهنّئاً مادورو بفوزه، وملقياً باللوم على محاولات تخريبية ارتكبها «إرهابيون»، في تأخير صدور النتائج لعدة ساعات.واستقبل مادورو النتيجة مع أنصاره في حفل صاخب أقيم في باحة قصر ميرافلوريس الرئاسي في كاراكاس، وقال مخاطباً الحشد: «أنا نيكولاس مادورو موروس، الرئيس المعاد انتخابه لجمهورية فنزويلا البوليفارية». كذلك، اتهم الولايات المتحدة بالتدخّل في الانتخابات الفنزويلية، بالقول: «ليست هذه هي المرة الأولى التي يحاول فيها الأميركيون تهديد السلام في فنزويلا»، مندّداً بهجوم افتراضي شنّه «أوغاد» على الأنظمة الإلكترونية لـ»هيئة الانتخابات الوطنية»، وتعهّد بقبضة حديدية لسحق «الإرهابيين» الذين تآمروا ضدّ حكومته. لكن هذه النتيجة أثارت غضب كثيرين ممَّن كانوا يمنّون النفس بأن يفلح الحصار الاقتصادي الغربي، والتخويف الممنهج من ديمقراطية لا تنتج مخرجات على المزاج الأميركي، في التخلّص من التشافيزيين بعد ربع قرن من تولّيهم السلطة.
وكما كان متوقّعاً، رفضت المعارضة قبول النتيجة، التي قالت إنها تتعارض مع استطلاعات (أميركية) للرأي منحت أفضلية ظاهرة لغونزاليس، واشتكت من مخالفات، وصفتها بـ»الخطيرة»، شابت العملية الانتخابية. وأعلنت النائبة ماريا كورينا ماتشادو، زعيمة المعارضة التي مُنعت من الترشح للانتخابات ودفعت بالدبلوماسي المتقاعد غونزاليس بديلاً لها، فور صدور النتائج الرسمية، إن «غونزاليس هو الرئيس الشرعي لفنزويلا»، مشيرة إلى أنه فاز بنسبة 70% من الأصوات. وأضافت: «لم نهزمهم سياسياً وأخلاقياً وروحياً فحسب، بل هزمناهم اليوم بأصواتنا في كل فنزويلا».
ووفقاً لممثّلة المعارضة، فإن المراقبين الذين أوفدتهم لمتابعة العملية الانتخابية، حصلوا على النتائج النهائية من 30% فقط من المراكز الانتخابية، فيما ينص قانون الانتخابات الفنزويلي على أن الشهود المستقلّين لهم الحقّ في البقاء في مراكز الاقتراع حتى يتحقّقوا من العدّ النهائي، ويحصلوا على نسخة مطبوعة من النتيجة.
ومن جهته، شكّك غونزاليس (74 عاماً) في إعلان هيئة الانتخابات، قائلاً: «لن نرتاح حتى يتم احترام إرادة شعب فنزويلا».
وبحسب أرقام هيئة الانتخابات، فإن 59% من الناخبين أدلوا بأصواتهم، فيما أكّد مراقبون أن طوابير طويلة من الفنزويليين اصطفّت طوال اليوم، وفي أجواء شديدة الحر للاقتراع، أمام أكثر من 15 ألف مركز تصويت في الجمهورية التي يبلغ تعداد سكانها حوالى 29 مليون نسمة.
أعرب بلينكن عن «مخاوف جدّية من أن النتيجة المعلنة لا تعكس إرادة أو أصوات الشعب الفنزويلي»
وصوّر الطرفان الانتخابات على أنها مصيرية لمستقبل البلاد التي ترزح تحت مفاعيل حصار أميركي/ غربي قاتل، تسبَّب في تراجع الناتج القومي الإجمالي إلى ربع ما كان عليه في نهاية عهد تشافيز، علماً أن فنزويلا تمتلك أكبر احتياطي نفطي مؤكد في العالم (304 مليارات برميل، أو 18% من الإجمالي العالمي).
وتسبّب هذا الحصار الخانق في شلّ صناعة النفط الأساسية للاقتصاد الفنزويلي، وانهيار قيمة العملة المحلية (البوليفار)، وتردّي مستوى معيشة قطاعات عريضة من السكان، الذين اندفع الملايين منهم إلى الهجرة نحو الولايات المتحدة شمالاً، أو إلى كولومبيا المجاورة.
وفي غياب قنوات الاتصال مع الجيش الفنزويلي الذي ما زال موالياً للجمهورية البوليفارية وملتزماً بحمايتها، لجأت واشنطن في سعيها للتخلص من التشافيزيين المناهضين لهيمنتها، إلى شن حرب هجينة على كاراكاس من خلال الضغط الاقتصادي، والحصار الدبلوماسي، وتعبئة المعارضة الداخلية.
ويبدو أن الأمور متجهة الآن نحو نسخة مكرّرة من سيناريو انتخابات عام 2018، حين فاز مادورو بولاية ثانية، وحشدت الولايات المتحدة جوقة غربية للتشكيك في نزاهة العملية الانتخابية، داعمةً خوان غوايدو لمنصب الرئيس المؤقت.
وهكذا، لم ينتظر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، انتهاء زيارته لليابان، إذ سارع إلى التعليق على فوز مادورو من طوكيو، معرباً عن «مخاوف جدّية من أن النتيجة المعلنة لا تعكس إرادة أو أصوات الشعب الفنزويلي».
وحثّ الوزير سلطات كاراكاس على تقديم حساب مفصّل وشفّاف للتصويت، قائلاً بلهجة شابها الوعيد إن «المجتمع الدولي يراقب هذا الأمر عن كثب، وسيردّ وفقاً لذلك». أيضاً، سارع حلفاء واشنطن في أميركا اللاتينية إلى إطلاق تصريحات متعجّلة تأييداً لموقفها.
وفي هذا الإطار، قال وزير خارجية تشيلي، ألبرتو فان كلافيرين، إن بلاده ستنتظر تقارير المراقبين الدوليين للتحقّق من النتيجة، فيما رفض رئيس كوستاريكا، رودريغو تشافيز، نتيجة الانتخابات الفنزويلية. وكانت حكومة كاراكاس رفضت حضور مراقبين من الاتحاد الأوروبي، كون الأخير شريكاً في حصار فنزويلا الاقتصادي والدبلوماسي، أو من «مجموعة الدول الأميركية» الموالية لواشنطن.
وعليه، يبدو أن مادورو ورفاقه في السلطة سيواجهون مزيداً من الضغوط خلال السنوات الست المقبلة؛ فلا الولايات المتحدة ستغيّر من رغبتها في اقتلاع «التشافيزية»، ولا حلفاء كاراكاس جدّيون في تقديم دعم حاسم للاقتصاد، إذ إن روسيا مشغولة بحرب أوكرانيا، والصين لا تريد إزعاج الولايات المتحدة، فيما إيران وكوريا الشمالية وسوريا وكوبا ونيكارغوا ترزح بدورها تحت حصارات شاملة، كما أن المعارضة، مع تبلور الدور القيادي لماريا كورينا ماتشادو، لن تتوانى عن فعل كل ما يلزم من أجل تسلّم السلطة.
ولعلّ فرصة مادورو الوحيدة هي في تحوّلٍ ما في النظام العالمي، يضع رصيد فنزويلا النفطي مجدداً في موقع الأهمية الفائقة، ويجبر واشنطن على تهدئة عدوانها ولجم أتباعها، مثلما حصل في أزمة النفط الأخيرة لدى فرض الولايات المتحدة وحلفائها حظراً على صادرات النفط الروسي، ما استدعى تواصلاً نادراً مع كاراكاس لتعويض جزء من فجوة الإمدادات.
اللواء:
لقاء بوحبيب مع موفد حزب الله: حجم الردّ والتزام قواعد الإشتباك
إهتمام دولي وعربي واسع بمنع استهداف لبنان – الدولة.. والملاحة متعطِّلة في المطار
ضمن حسابات بالغة الدقة، يترك القرار الاسرائيلي المعلن، والمتمثل بضربة قاسية على هدف او اهداف لحزب الله او للبنان، وسط خلافات بين المستويين السياسي والعسكري في اسرائيل، حول وجه المعركة، لو حصلت، فالجيش الاسرائيلي يعطي الاولوية لمعركة برية بين الحدود اللبنانية – الاسرائيلية، وصولاً الى مجرى الليطاني، ليتسنى لسكان الشمال العودة الى المستوطنات، في حين ان بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت يتحركان لضربة تشفي غليل «دولة الاحتلال» ولا تؤدي الى مواجهات واسعة، في ظل قوة الردع التي باتت تمتلكها المقاومة بالاستناد الى جبهات المحور.
ومع ذلك، شغلت هذه القضية الاوساط الدولية والعربية والاقليمية لجهة كسر قواعد التوازن او «الستاتيكو» في المنطقة، في حال انفجرت الحرب الواسعة بين اسرائيل وحزب الله ولبنان.
لا دعوة بعد لمجلس الوزراء
ولم يتبلغ الوزراء حتى ليل امس بأية دعوة لمجلس الوزراء، في حين ان لجنة الطوارىء تتابع التطورات بعد حادثة مجدل شمس، حيث افادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن هذه اللجنة تعمل بتوجيهات الرئيس ميقاتي وإن ما تقوم به هو مواكبة كل ما يقع في إطار مهمتها على جميع الأصعدة، لاسيما بعد تلويح العدو الأسرائيلي بتوجيه ضربة ضد لبنان. ورأت أن لا شيء يحول دون ابقاء عملها متواصلا لاسيما أن الهدف هو متابعة أي مستجد،على أن الوزراء أصحاب الاختصاص بدورهم يقومون بإجراء الاتصالات اللازمة لتجنيب لبنان أي واقع سلبي، على أنه في حال بروز معطيات فإن قرارات كبرى تتخذ إنما المهم الإبقاء على حال الحذر والتحسب لأي طارىء وقد اوعز الى الجهات المعنية لهذه الغاية.
وفيما لم يتأكد، بالضبط ما جرى بحثه بين وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب ومسؤول العلاقات العربية والدولية في حزب الله عمار الموسوي، الا ان الاوسط المطلعة اشارت لـ«اللواء» الى ان حزب الله استجاب لطلب الوزير، حيث نقل اليه ما سمعه عبر الاتصالات العربية والغربية، لا سيما لجهة اعادة التموضع جنوبي الليطاني، او نقل رسالة لقيادة المقاومة في ما خص طبيعة الرد على الاستهداف الاسرائيلي.
وابلغ الموسوي بو حبيب ان رد حزب الله على الضربة الاسرائيلية «محسوم ولا مجال للأخذ والرد حوله»، رافضاً الكلام على طبيعة الرد وحجمه، فالامر متروك للميدان، ولتقييم قيادة المقاومة حجم الضربة الاسرائيلية والمخاطر الجسيمة التي يمكن ان تترتب عليها.
وتلقى بو حبيب اتصالات من امين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، وكل من وزير خارجية إيطاليا انطونيو تاياني ووزير خارجية المملكة المغربية ناصر بوريطة ووزير خارجية مصر الدكتور بدر عبد العاطي.
يذكر ان بو حبيب قال ان لبنان تلقى تأكيدات من جهات دولية ان الضربة الاسرائيلية المتوقعة ستكون محدودة، وفهم بو حبيب من كلمة محدودة «عدم استهداف الضاحية الجنوبية او المطار»..
وحسب المصادر المعنية، فإن الولايات المتحدة تسعى الى ردع اسرائيل عن استهداف بيروت وضاحيتها الجنوبية رداً على حادثة الجولان، ونقلت عن مسؤول اميركي ان ادارة الرئيس جو بايدن تحاول منع التصعيد من جراء الرد الاسرائيلي.
واجرى وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي اتصالاً هاتفياً مع الرئيس نجيب ميقاتي، ابلغه خلاله قلق بلاده من تصعيد التوترات في جنوب لبنان، مرحباً ببيان الحكومة الداعي لوقف العنف.
وتوقع مصدر حكومي عقد لقاء بين الرئيس ميقاتي وكل من الوزير لامي.
وشغلت التهديدات الاسرائيلية المجتمعين الاقليمي والدولي.. فأجرى الرئيس الايراني مسعود بزشكيان اتصالات هاتفياً مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ونقل اليه ان اي هجوم اسرائيلي على لبنان ستكون له عواقب وخيمة.
الموقف الاميركي، عبر عنه المتحدث باسم مجلس الامن القومي جون كيربي، اذ اعطى لاسرائيل الحق بالرد على حزب الله، لكنه استدرك ان هذا الرد لا يجب ان يؤدي الى تصعيد كبير.
واجرى وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن اتصالاً بالرئيس الاسرائيلي اسحق هرتسوغ، داعياً الى تجنب تصعيد الصراع.
ومن روما، اكد وزير خارجية ايطاليا انطونيو تاياتي «ضرورة تجنب اي تصعيد على الحدود بين لبنان واسرائيل»، وذلك بعد ما حصل في مجدل شمس بالجولان السوري.
وقال وزير الدفاع الايطالي جويد وكروسيتو ان «الوحدة الايطالية ستواصل العمل بكل تفانٍ لمنع حدوث التصعيد وفقاً لمبادئ القانون الدولي».
واكد وزير الخارجية المصري سامح شكري رفض القاهرة اي تهديد يستهدف زعزعة استقرار لبنان او سلامة شعبه.
السفارات لمغادرة رعاياها
ونصحت السفارة الاميركية في بيروت رعاياها بمغادرة لبنان بأسرع وقت، وكذلك فعلت الخارجية الالمانية، والبريطانية، وطلبت السعودية من مواطنيها التقيد بقرار منع السفر الى لبنان.
المطار
واكد رئيس مطار رفيق الحريري الدولي فادي الحسن انه «في حال تعرُّض مطار بيروت للقصف، فإن هناك خطة طوارئ موجودة، ومعمول بها، وجرى تحديثها مع الاجهزة الامنية للتعاطي مع كل سيناريو على حدة».
يشار الى ان يوم امس حفل بتوالي بيانات شركات الخطوط الجوية العربية والعالمية، معلنة إلغاء رحلاتها الى مطار بيروت الدولي، خوفاً من ضربة اسرائيلية.
وشغر المطار من حركة الملاحة، باستثناء بعض الرحلات، وانتشر فيديو بعد ظهر أمس الاثنين، يُظهر طائرة واحدة فقط على مدرج المطار .
وقد أعلنت مجموعة لوفتهانزا، في بيان أمس الاثنين، انها علَّقت رحلاتها الجوية إلى العاصمة اللبنانية بيروت حتى 30 تموز بسبب الوضع الراهن في الشرق الأوسط.
وأضافت الشركة أن الرحلات الجوية التابعة للمجموعة، وهي الخطوط الجوية الدولية السويسرية ويورو وينغز ولوفتهانزا جرى تعليقها «كإجراء احترازي».
لاحقا، اعلنت لوفتهانزا الألمانية تمديد التعليق حتى 5 آب المقبل.
بدوره اعلن طيران سويسرا تعليق رحلاته من وإلى بيروت حتى 5 آب.
وعلقت شركتا طيران Airfrance وترانسافيا رحلاتهما نحو بيروت اليوم وغدا.
واعلنت الخطوط الملكية الأردنية بأنها علقت رحلتين جويتين كانتا مقررتين إلى بيروت يومي الاثنين والثلاثاء.
واضافت في بيان إنها «ستلغي رحلة الاثنين آر.جيه403 ورحلة الثلاثاء آر.جيه407 وذلك بحسب قرار هيئة تنظيم الطيران المدني الأردني بتعليق جميع رحلات الشركات الوطنية إلى مطار بيروت ولمدة وجيزة».
الجولان يرفض ويطرد نتنياهو
واصدر اهالي الجولان امس بياناً اعلنوا فيه رفض اي مواقف رسمية تحريضية ومحاولة استغلال اسم مجدل شمس كمنبر سياسي على «حساب دماء اطفالنا».
ورفضت بلدة مجدل شمس استقبال نتنياهو، ودعت لطرده ووصفته بمجرم الحرب، وقاتل الاطفال في غزة والضفة وجنوب لبنان.
الوضع الميداني
ميدانياً، واصل جيش الاحتلال استهداف المدنيين من شقرا الى كفررمان عبر السيارات او على الدراجات النارية، بالغارات او المسيَّرات، فأدى الى سقوط ثلاثة شهداء، وعدد من الجرحى المدنيين.
وليلاً شنت الطائرات غارات على بنت جبيل (ادت احداها الى انقطاع التيار الكهربائي) وبلدة يارون وعيتا الشعب، كما استهدفت مسيَّرة سيارة في كونين.
صيغة يقبلها جنبلاط لحل مشكلة رئيس الأركان
كشفت مصادر المعلومات عن ان الرئيس نبيه بري توصل الى صيغة تسوية لموضوع رئاسة الاركان، حظيت بقبول من النائب السابق وليد جنبلاط.
وتنطلق التسوية من تبني مرسوم تعيين اللواء حسان عودة رئيساً للاركان، بعد إمضائها من وزير الدفاع موريس سليم، وإلا اعادة اصدارها بمرسوم من مجلس الوزراء، وهو الامر الذي يعترض عليه النائب جبران باسيل.
البناء:
الجولان يطرد نتنياهو… والخارجية السورية: الجولان حاضنة المقاومة ولا يطعنها
المقاومة هي مَن سوف يردّ إذا وقع العدوان… وعلى الاحتلال تحمّل التبعات
رحيل المفكر الاستراتيجي العميد أمين حطيط الذي أظهر حدود لبنان يوم التحرير
كتب المحرّر السياسيّ
قال أهالي الجولان كلمتهم في بيان رفضوا فيه استغلال مأساة فقد أبنائهم لتبرير العدوان على لبنان والتسبّب بجرائم تشبه تلك التي يرتكبها الاحتلال في غزة، وبعدما طرد أهالي مجدل شمس وسائر بلدات الجولان وزير المالية العنصري بتسلئيل سوتريتش، طردوا رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ورفض أهالي شهداء مجدل شمس الذين سقطوا في مجزرة الصاروخ الإسرائيلي، أن يدخل نتنياهو الى مجلس العزاء وأن يتقبّلوا مواساته، ورفع نشطاء من الجولان لافتات كتب عليها «نتنياهو مجرم حرب ارحل من هنا». وأصدرت وزارة الخارجية السورية بياناً عن مجزرة مجدل شمس قالت فيه، «إن شعبنا في الجولان السوري المحتل، والذي رفض على مدى عقود من الاحتلال الإسرائيلي أن يتنازل عن هويته العربية السورية لن تنطلي عليه أكاذيب الاحتلال واتهاماته الباطلة للمقاومة الوطنية اللبنانيّة بأنها هي التي قصفت مجدل شمس، ولا سيما أن أهلنا في الجولان السوري كانوا وما زالوا وسيبقون جزءاً أصيلاً من مقاومة المحتلّ ومقاومة سياساته العدوانية التي تستبيح الأرض والهوية».
في لبنان واصلت المقاومة عمليّاتها باستهداف مواقع الاحتلال بعشرات الصواريخ غير آبهة بالتهديدات الصادرة عن قيادات الكيان وجيشه. وأكدت قيادات لبنانيّة رفض توصيف العدوان الإسرائيلي الذي يهدد الاحتلال بشنه على لبنان بالردّ، وقالوا إن المقاومة هي من سوف يكون في موقع الرد، وما سيجري هو عدوان، لأن الحديث عن ردّ إسرائيلي يعني قبول الكذبة الإسرائيلية بمحاولة إلصاق مسؤولية مجزرة مجدل شمس بالمقاومة. وقالت مصادر متابعة للمواجهة والتهديدات، إن جيش الاحتلال معني بأن يقيم حساباته جيداً قبل التورط بحرب كبرى أو حرب صغرى، والمقاومة غير معنية بالتسميات، ومعادلتها بسيطة، الردّ بالتماثل والتوازي والتوازن، فكل اعتداء له رد والرد من الحجم والنوع والمدى نفسه، وعلى جيش الاحتلال أن يحسب حساباته جيداً قبل أن يتورط بما هو أعظم وأخطر من ورطته التي زيّنها له نتنياهو في حرب غزة.
في لبنان أيضاً يودّع اليوم محبّو المقاومة المفكر الاستراتيجي العميد أمين حطيط الذي توفّى بجلطة دماغية يوم أمس. والعميد حطيط هو الضابط اللبناني الذي قاد عملية إظهار حدود لبنان يوم التحرير في أيار عام 2000 مكلفاً من الرئيس المقاوم العماد أميل لحود، وهو من كتّاب جريدة «البناء» منذ 15 سنة، وشخصية إعلامية وأكاديمية أسهمت في صناعة وصياغة ثقافة المقاومة وأدبياتها، وشملت مساهماته الأوضاع في لبنان وسورية والعراق واليمن وبقيت بوصلته دائماً فلسطين، وكان من الذين رأوا من اليوم الأول لطوفان الأقصى أن كيان الاحتلال دخل في العدّ التنازلي للزوال.
ولليوم الثاني على التوالي واصل العدو الإسرائيلي حملة التهويل ضد لبنان مع تسجيل انخفاض في سقف التهديد من رد واسع يطال العاصمة وبنى تحتية، إلى ضرب أهداف لحزب الله مع عدم الذهاب إلى الحرب الشاملة مع الحزب ولا إلى الحرب في المنطقة.
وفي سياق ذلك نقلت «رويترز» عن مسؤول إسرائيلي قوله: نريد إيذاء «حزب الله» لكننا لا نسعى إلى حرب إقليمية شاملة. ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين «ان «إسرائيل» تتأهّب لاحتمال اندلاع قتال لبضعة أيام بعد هجوم الجولان».
من جانبها، أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت الى ان الرد على حزب الله سيكون «محدوداً لكنه ذو مغزى».
بدوره زعم وزير حرب العدو الإسرائيلي يوآف غالانت أن «حزب الله» سيدفع ثمناً وسنترك الأفعال تتحدث لا الأقوال. وادعى المتحدث باسم جيش الإحتلال أن «الردّ سيكون واضحاً وقويّاً وسيستهدف حزب الله ونصرّ على إبعاده عن حدودنا. وهذا هو الهدف الأكبر».
لكن وزير الخارجية الأميركية انتوني بلينكن في اتصال هاتفي مع الرئيس الإسرائيلي على أهمية منع تصعيد الصراع بعد الهجوم الصاروخي في الجولان. ووفق رويترز، بلينكن ورئيس الكيان الإسرائيلي بحثا في حل دبلوماسي يسمح للسكان على جانبي الحدود الإسرائيلية واللبنانية بالعودة لمنازلهم.
ورجّح خبراء عسكريون ان يكون «القصف الإسرائيلي لمناطق مفتوحة تدّعي «إسرائيل» أنها أهداف عسكرية لحزب الله مثل مصانع صواريخ كما حصل في غارة عدلون منذ أيام او لقواعد تنطلق منها الصواريخ على شمال «إسرائيل»، وتظهر حكومة الاحتلال هذه الضربات على انها إنجازات ولو إعلامية ووهمية للاستخدام السياسي لكن لا مفعول عسكرياً لها».
ولفت الخبراء لـ«البناء» الى أن «لا قدرة للجيش الاسرائيلي على خوض حرب واسعة النطاق مع حزب الله في ظل قوة الردع التي يفرضها حزب الله في الجنوب مقابل تجوّف قدرة الردع الاسرائيلية بشكل تدريجي وسريع منذ ٧ تشرين الاول الماضي في ظل بلوغ الجيش الإسرائيلي المرحلة القصوى من طاقته القتالية والمعنوية والتسليحية وصولاً الى نقطة النزف، وبالتالي أي جبهة جديدة خاصة مع حزب الله الذي يظهر معادلات القوة ويبعث برسائل الردع، ستشكل ضربة قاصمة للجيش لا يمكن أن يتعافى من تداعياتها». ويلفت الخبراء إلى أن أي حرب شاملة على جبهة الجنوب يستطيع الجيش الإسرائيلي ضرب الضاحية والعاصمة وتدمير مناطق واسعة وبنى تحتية في لبنان، لكن حزب الله سيردّ بالمثل ويلحق خسائر فادحة في «إسرائيل» خاصة في الساحل البحريّ وشمال فلسطين المحتلة وتل أبيب وستتحوّل إلى كارثة على الكيان الإسرائيلي اذا انخرطت جبهات أخرى داعمة للحزب في هذه الحرب مثل اليمن وسورية والعراق وإيران وقوى أخرى في المنطقة».
ولفتت مصادر مطلعة على موقف المقاومة لـ«البناء» الى أن الرسائل التي وصلت الى الحكومة اللبنانية تطلب أن يصمت الحزب عن الضربة الإسرائيلية مقابل عدم شن حرب شاملة على لبنان تهدف الى الضغط على لبنان للي ذراع حزب الله ودفعه لتخفيف العمليات العسكرية في جبهة إسناد غزة، كما وتسجيل انتصارات وهمية لصالح الإسرائيلي لإيهام الرأي العام ومستوطني الشمال باستعادة هيبة الردع والأمن الى الشمال لتخفيف الضغط السياسي والشعبي عن الحكومة».
وشدّدت المصادر على أن «المقاومة لن تؤخذ بحملة الإشاعات، لأن مَن استعدّ وأعد لحرب مفتوحة لا ترهبه ترهات وألاعيب استخباراتية وإعلامية كهذه، ولكن اي عدوان على لبنان سيقابل فوراً برد مماثل حتى لو تدحرجت الى الحرب المفتوحة، فلن تسمح المقاومة للعدو بفرض معادلات ميدانية جديدة وانتزاع مكاسب بالتهديد والتهويل ما عجزت عن انتزاعه بالقوة العسكرية».
وعلمت «البناء» أن المسؤولين اللبنانيين أكدوا للمسؤولين الأميركيين الذين اتصلوا بهم لا سيما موفد الرئاسة الأميركية أموس هوكشتاين ان لبنان ملتزم القرارات الدولية ولا يريد التصعيد ولا الحرب، لكن لن يقبل بأي عدوان على أي منطقة لبنانية ولبنان كله سيكون موحداً ضد أي عدوان إسرائيلي كما ينفي الاتهامات الإسرائيلية للحزب بإطلاق الصاروخ على مجدل شمس في الجولان المحتل ويرفض التهديدات.
وعلى صعيد المساعي الدبلوماسية الرسمية تلقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اتصالاً من وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي جرى خلاله عرض الوضع في لبنان في ضوء التهديدات الإسرائيلية الأخيرة والعدوان المستمر على جنوب لبنان.
وخلال الاتصال، شدّد رئيس الحكومة على ان الحل يجب أن يقوم على قاعدة التطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701.
بدوره عبّر الوزير المصري عن تضامن بلاده مع لبنان، ووقوفها الى جانبه ورفض أي اعتداء يطاله.
وشدد على «ان هدا الموقف تم إبلاغه الى جميع المعنيين، مع التشديد على ان الحل السياسي هو وحده كفيل بإنهاء الازمات والحروب».
وافادت شبكة «سي إن إن»، عن وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب، بأننا «تلقينا تأكيداً من جهات دولية أن الضربة الإسرائيلية المتوقعة ستكون محدودة».
واشارت الى أن «الضربة المحدودة تعني لنا عدم استهداف الضاحية الجنوبية أو المطار».
وكان ميقاتي تلقى اتصالاً من وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي الذي «جدد دعوة جميع الأطراف الى ضبط النفس منعا للتصعيد». كما دعا «الى حل النزاعات سلمياً وعبر تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة».
بدوره، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الأوسط الأدميرال Edward Ahlgren ادوارد اليغرين والوفد المرافق، بحضور السفير البريطاني في لبنان هايمش كاول حيث تم عرض للأوضاع في لبنان والمنطقة على ضوء مواصلة «إسرائيل» عدوانها على لبنان وقطاع غزة.
وسط هذه الأجواء، انعكست الاجواء السائدة على حركة الطيران وعلى نشاط السفارات. وتوقفت أوساط سياسية عند التوقيت المريب لبيانات السفارات الاجنبية في لبنان بدعوة رعاياها لعدم السفر الى لبنان ووقف رحلاتها الجوية، مشيرة وكأن هناك تعليمة واحدة وصلت الى الجميع! واشارت الاوساط لـ«البناء» الى ان هذه البيانات جزء من الحرب النفسية على لبنان.
واعلنت مجموعة لوفتهانزا، في بيان، انها علقت رحلاتها الجوية إلى العاصمة اللبنانية بيروت حتى 30 تموز بسبب الوضع الراهن في الشرق الأوسط. وأعلنت لوفتهانزا الألمانية تمديد التعليق حتى 5 آب المقبل. بدوره أعلن طيران سويسرا تعليق رحلاته من بيروت وإليها حتى 5 آب. وعلقت شركتا طيران Airfrance وترانسافيا رحلاتهما نحو بيروت اليوم وغداً. وعلقت شركة «الملكية الأردنية» رحلاتها إلى بيروت وألغت رحلتين. وتم إلغاء رحلات «يورو وينغز» من بيروت وإليها حتى 5 آب في ظل التطورات في الشرق الأوسط.
في موازاة هذا، نصحت السفارة الأميركية في بيروت رعاياها بمغادرة لبنان بأسرع وقت.
من جهته أكد وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم على أنّ «شركات الطيران التي ألغت رحلاتها إلى مطار بيروت الدولي اتخذت القرار عينه بالنسبة إلى مطار تل أبيب، وهي بالتالي معادلة تفرض للمرة الأولى: وقف الرحلات في مطار بيروت يعني وقف الرحلات في مطار تل أبيب».
وأكد أن «السلطات اللبنانية ردت بدورها على التحذيرات الدولية التي وصلت وأكدت أن حزب الله لا يمزح، وصمته يدل على ثقة كبيرة لديه بأنه قادر على توجيه ضربات موجعة للجيش الإسرائيلي». وقال: «إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد أن يبين للإسرائيليين أنه لم يتخل عن شمال «إسرائيل» والجولان، وعليه خلق هذه الفتنة عبر افتعاله مجزرة مدانة أصابت أهلنا السوريين الدروز في مجدل شمس».
ميدانياً، وفي إطار عمليّاتها الداعمة للشعب الفلسطيني وإسناد مقاومته الباسلة، وردًا على جريمة الاعتداء والاغتيال التي نفذها العدو الصهيوني في بلدة شقرا امس، استهدفت المقاومة الإسلامية موقع البغدادي بعشرات صواريخ الكاتيوشا.
كما استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية تموضعًا لجنود العدو في موقع »الراهب» بالصواريخ الموجهة، واستهدفوا ايضًا منظومة فنية تجسسية تم تثبيتها مؤخرًا في موقع المالكية بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة.
كذلك، استهدف مجاهدو المقاومة التجهيزات الفنية المستحدثة التي تمّ تثبيتها مؤخرًا في تلة الكرنتينا بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة ما أدى إلى تدميرها، كما كمنوا لدبابة ميركافا في موقع الراهب، وعند وصولها إلى دائرة نيران المجاهدين استهدفوها بصاروخ موجّه وأصابوها إصابة مباشرة.
واستهدف مجاهدو المقاومة موقع العباد ودشمه وتجهيزاته التجسسية بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة مما أدى إلى تدمير التجهيزات المستهدفة، واستهدفوا ايضًا التجهيزات التجسسية في موقع حدب يارين بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة مما أدى إلى تدميرها.
واستهدف مجاهدو المقاومة تجمعاً لجنود العدو في محيط موقع الراهب بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة.
وتعقيبًا على كلام وزير حرب العدو الصهيوني يوآف غالانت بأن «الدبابة التي تخرج من رفح يمكنها أن تصل إلى الليطاني»، عرضت كتائب القسام مشاهد من تدمير مجاهديها لدبابات الاحتلال المتوغلة في رفح جنوب قطاع غزة، ووجّهت كتائب القسام رسالة إلى المقاومة الإسلامية في لبنان قائلةً: «هذه مدرّعات غالانت التي تخرج من رفح، ونحن على يقين أنكم ستكملون المهمة».
المصدر: صحف