شقبلَ ان يرتدَ اليهم وهمُهم بانجازٍ ميداني، اَلهبَهُم الحاج او نعمة ناصر بدمائِه كما كانَ يُحرقُهم بنيرانِه ..
على أكفِّ الرفاقِ الذين علَّمهم او شاركَهم فنونَ الجهاد، رُفِعَ القائدُ المقدامُ الذي ما بَرِحَ الميدان، وما اختبأَ خلفَ سِنيِّ العمرِ من القدَرِ الذي يَهواه، شهادةٌ على طريقِ القدس، التي هي طريقُ النصرِ القريبِ باذنِ الله ..
مشى رحلتَه الاخيرةَ من الضاحيةِ الجنوبيةِ الى حداثا، ليكونَ من السابقين الواصلين، وحَسُنَ اولئك رفيقا ..
وقبلَ ان تَحتضِنَهُ الارضُ التي احبَّ اجزلَ رفاقُه وابناؤه ومحبوهُ بعضاً من القِصاص، صلياتٍ زاخرةً من الصواريخِ والمسيراتِ هزت اربعَ عشرةَ قاعدةً وموقعاً عسكرياً صهيونياً على مساحةِ شمالِ فلسطينَ المحتلة، من الساحلِ حتى جنوبِ طبريا، ومن صفد الى جبلِ حرمون، في عمليةٍ مشتركةٍ بينَ القوتينِ الصاروخيةِ والجويةِ في المقاومةِ الاسلامية، رداً على الجريمةِ التي لن ينتهيَ الردُ عليها الا بنصرِ غزةَ واهلِها على العدوان ..
فهذه الجبهةُ التي ابدعَ فيها الشهيدُ القائدُ ابو نعمة ورفاقُه ستبقى قويةً ومشتعلة، كما اكدَ رئيسُ المجلسِ التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، والمقاومةُ لا تَسقُطُ لها رايةٌ ولا تختلُّ لها جبهة، والعدوُ مشرفٌ على هزيمةٍ مدويةٍ خلالَ ايامٍ واسابيعَ بحسَبِ السيد صفي الدين ..
هزيمةٌ سيتجرَعُها الهاربون الى الامامِ بفعلِ صبرِ اهلِ غزةَ وصمودِ مقاومتِهم في شتى الميادين، لا سيما التفاوضيةِ منها. فاليومَ عادَ الحديثُ عن مسارٍ ايجابيٍّ بعدَ تحديثِ الورقةِ الاميركيةِ بما يراعي الثوابتَ الفلسطينيةَ القائمةَ على وقفِ العدوانِ وعودةِ النازحين واعادةِ اعمارِ غزة ..
وبعدَ استنفادِ الخياراتِ واِحكامِ المقاومةِ بربطِ الجبهاتِ من غزةَ الى الضفةِ المشتعلةِ وجنوبِ لبنان، والاسنادِ اليمنيِّ العراقي، فانَ الوقتَ وضعَ المحتلَّ امامَ مفترقِ طرقٍ صعب، حتى سَرَّبَ الاعلامُ العبريُ عن أنَ الاجهزةَ الامنيةَ والجيشَ كما وزيرِه يوآف غالنت يرَون فرصةً لتحقيقِ اختراقٍ في مفاوضاتِ صفقةِ التبادل، لانَ ثمنَ رفضِها سيكونُ خسارة المزيدِ من الاسرى لدى حماس، وربما تصعيداً آخرَ على جبهةِ لبنان. وهو ما يخشاهُ الصهاينةُ على شتى المستويات، ويُفصحُ عنه كلُّ يومٍ كبارُ الجنرالات..
المصدر: قناة المنار