كَحُبِّهِ الذي يفيضُ من بينِ عزمِه وبأسِ الميدان، كانَ الوفاءُ له من اهلِ الوفاءِ وأشرفِ الناس ..
وبما يُخَفِّفُ من وقعِ الالمِ لفقدِ أمٍّ فاضلة، اَنجبت خيرَ قائدٍ وسادة، كانَ الحضورُ المَهيبُ لتقديمِ العزاءِ للامينِ العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله واهلِه بفقدِ والدتِه الحاجة أم حسن .
حضورٌ عابرٌ لكلِّ اشكالِ الاصطفافات، من مختلفِ الطيفِ الوطني والعديدِ من الدولِ والبلدان، بادلَه سماحتُه كلَ الشكرِ والتقديرِ من قائدٍ ما اعتادَ الناسُ منه الا الرفعةَ والاحترام .. بادلَ الحضورَ الذي غصَّ بهم مجمعُ سيدِ الشهداءِ في الضاحيةِ الجنوبية لبيروت كلَ الامتنان، ولم ينسَ الاعتذارَ عن عدمِ المشاركةِ بتقبلِ العزاءِ لاسبابٍ يتفهمُها كلُ محبٍّ وضَنينٍ بالقائدِ الكبير..
ومن منبرِ حزنِه لم يَغِب عنه حزنُ الامةِ اليومَ النازفُ على ارضِ غزةَ امامَ اعينِ العالمِ اجمع، فالمذبحةُ في رفح تؤكدُ وحشيةَ وغدرَ هذا العدوِ المنعدمِ القيمِ والضوابط .
مذبحةٌ سقطت معها كلُ مساحيقِ التجميلِ التي عملَ عليها الكثيرون لتحسينِ صورةِ هذا العدو، وتجلت حقيقتُه التي عسى ان يستفيقَ معها العالمُ النائم، والمطبعونَ من ابناءِ الامة ..
والادانةُ اقلُ الواجبِ كما قال السيد نصر الله، واصواتُ اطفالِ غزة ونسائِها حجةٌ على جميعِ العالم، واشلاؤهم المقطعةُ تفرضُ على هذه الامةِ الاستفاقةَ والوحدةَ وعدمَ انتظارِ القراراتِ والمواقفِ الاممية، وهذه الدماءُ المظلومةُ الزكيةُ ستعجلُ بانهيارِ وزوالِ هذا الكيان، كما اشارَ سماحتُه..
وعودٌ على بدء، وموقفٌ في محضرِ الامِّ الصابرة، معَ مشاهدَ خاصةٍ لقناةِ المنار تحكي بعضاً من البرِّ والحب، والوقوفِ امامَ الوالدةِ في لحظاتِ مرضِها الشديد، داعياً ومحتسباً ومتوسلاً الى الله ان يمنَ عليها بما يقدمُه لها من الخير.. مشاهدُ لسماحة السيد حسن نصر اثناءَ زيارتِه لوالدتِه الراحلةِ في مشفاها، تَختصرُ كلَ الكلام ..
المصدر: المنار