شكلت عملية المقاومة بالطائرات المسيرة في المطلة صدمة لكيان العدو والسبب دقة تحديد موقع الجنود قبل استهدافهم. لن ينسى الصهاينة هذا المشهد أبدًا، وما هو اكثر اهمية من عدد الجنود القتلى والجرحى الذين انقضّت عليهم مسيّرة حزب الله، هو أين كانوا، وهذا ما يحاول شرح خطورته مراسل القناة 11 الصهيونية.
وقال روبي هامرشلاغ، مراسل للقناة 11 الصهيونية “نحن ننشر فيلم هجوم الطائرة المسيرة قرب المطلة حيث نراها تنقضّ على مكان الجنود. هو مكان مخفي ومُموه، داخل قناة نهر، وعلى الرغم من ذلك، نجح حزب الله في المراقبة واطلق مسيّراته باتجاه مكان القوات.هذه الطائرات المسيرة هي احد الكوابيس الكبرى لدى القيادة الشمالية ، واماكن تجمع الجنود هي نقطة الضعف على الحدود الشمالية”.
المقاومة اذاً تمكّنت من تحديد مكان الجنود في قتاة احد الانهار، وتعكس دقّة المعلومة القدرة الاستعلامية العالية لدى المقاومة. إستسلم العدو لهذه الفكرة تماما كما استسلم لحقيقة أنّ حزب الل هو المتحكّم بالقوة النارية عند الجبهة الشمالية.
وقال امون سوفرين، مسؤول سابق في الموساد “هناك تغير في المعادلة في الشمال على مستوى قوة النار فليس هناك تغيير في المدى، إنّما يرفع حزب الله مستوى اطلاق النار إذ يقوم بقصف كل مكان يرى فيه جنودا وهو يحقق اصابات دقيقة جدا ونحن نخوض معركة بمستوى منخفض”.
واضاف يائير شركي، مراسل للقناة 12 الصهيونية “احد رفاقي قاتل في غزة لشهرين وبعد ذلك انتقل الى الشمال، ووصّف لنا الواقع بأنهم على الحدود مع لبنان شعروا أنّ حياتهم في خطر اكثر من غزة. هناك بات الجنود كأنّهم في حقل رماية وغالبية عمليات اطلاق المسيّرات والصواريخ المضادة للدروع لا يتم الحديث عنها في الاعلام وهذا يعبر عن مشكلة عميقة جدا”.
مشكلة عميقة من مشاكل عدّة يواجهها العدو بعد السابع من أوكتوبر، وأعمقها اليوم أنّ المسيّرات الانقضاضية باتت تحدّد مكانه وتصل اليه ولو كان في عمق الأرض.
مستوطنو الشمال يتجهون إلى الاحتجاج ضد نتنياهو
هذا، وينفَدُ صبرُ مستوطني الشمال بعدَ كلامِ نتنيناهو عن عدمِ إلتزامِه بإعادتهم خلالَ شهرِ أيلول/ سبتمبر المقبل الى مستوطناتِهم معلنينَ الاستعدادَ لاتخاذِ خطواتِ ضغطٍ تصعيدية.
هل سنعود إلى الشمال؟ سؤال يطرحه المستوطنون الهاربون من المستعمرات الشمالية المحاذية للبنان، ارتفع منسوب القلق لديهم من بقائهم لمدة طويلة خارج منازلهم خصوصاً بعدما أثار عضو مجلس الحرب بني غانتس المسألة قائلاً إن العودة في أيلول سبتمبر وقبل بدء العام الدراسي مطروح على الطاولة، ليرد عليه نتنياهو قائلاً: من قال إن الأول من أيلول هو تاريخ هدف ؟ لماذا تتحدثون طول الوقت عن هذا التاريخ؟ وما الذي سيحصل إن عادوا بعد هذا التاريخ بأشهر عدة ؟”.
كلام نتنياهو في مجلس الحرب أثار ضجة كبيرة في صفوف مستوطني الشمال، واظهر نقمتهم على القيادتين السياسية والعسكرية العاجزتين عن اتخاذ قرار بشأن عودتهم.
وقال دفيد ازولاي، رئيس بلدية مستوطنة المطلة “سمعنا كلاما بائسا من قبل رئيس الحكومة بأنه لا يلتزم بالعودة اوائل سبتمبر . قادتنا يحتلون المرتبة الاولى في الكلام لكن على مستوى الأفعال فانهم لا يفعلون شيئا، رئيس الحكومة يقول اننا قريبون من الانتصار، عن أي انتصار يتكلم؟”.
الوضع في المستوطنات الشمالية الفارغة يتدهور أكثر فأكثر، ومعه بات التفكير بالاستقرار نهائيا في مناطق النزوح خيارا مطروحا بجدية.
وقال موشيه دفيدوفيتش، رئيس المجلس المحلي متيه آشر شمال فلسطين المحتلة “حتى الآن لا يوجد اي اتجاه او حسم او موقف واضح مقابل حزب الله واذا لم نعد سنكون امام مغادرة الاف العائلات كليا للشمال الى منطقة الوسط . نحن الان في منطقة تحتضر وستموت اذا لم يعد سكانها اليها خلال الاشهر المقبلة”.
وقال غاي فارون، مراسل القناة 12 الصهيونية “حتى في الاعلام لم نستطع ان نمرر الرسالة بأن هناك منطقة كاملة فرغت من السكان وقد تم تجميد وضعها من دون تاريخ محدد لنهاية هذا الوضع والعائلات التي لديها دوافع للبقاء باتت تفكر بالانتقال كليا من الشمال”.
أمام هذا الواقع “حان وقت الاحتجاج” الشعار الذي جمع ناشطين من مستوطني الجليل الغربي والأعلى في مجموعات احتجاجية عبر شبكات التواصل الاجتماعي تحت عنوان “النضال من أجل الشمال”، وانضم إليهم آلاف المستوطنين الذين يعتزمون الاحتجاج وزيادة الضغط على الحكومة لتامين عودتهم.
المصدر: المنار